اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

صراع المتنفذين وراء معاناة الناس// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

 

عرض صفحة الكاتب 

صراع المتنفذين وراء معاناة الناس

محمد عبد الرحمن

 

أسعار النفط وصلت عالمياً الى 121 دولاراً للبرميل الواحد، وعائدات العراق من تصدير نفطه الخام تتضاعف، والفائض في تزايد وقد يكون تجاوز الـ 30 مليار دولار.

 

هكذا يكبر الفائض المالي،  لكن معاناة المواطنين تتواصل جراء ارتفاع الأسعار ونسب التضخم وتدهور الأوضاع المعيشية وسوء الخدمات العامة، لا سيما الكهرباء في هذه الأيام التي تقول الانواء الجوية أن درجات الحرارة فيها تقترب من الخمسين مئوية، وما زلنا في بداية الصيف والحبل على الجرار.

 

لا فضل لأحد في تحقيق هذا الفائض المالي الذي يتراكم في العراق، فوراءه ظروف خارجية صرفة، متعلقة بتداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية، والعقوبات غير المسبوقة ضد روسيا، والمساعي المحمومة لمحاصرة الصين وافتعال المعارك ضدها، لجرها الى صراعات معروفة ومفضوحة الأهداف.

 

هذا الفائض المالي ليست له علاقة بحكمة وتدبير القوى المتنفذة المتصارعة اليوم على استمرار تمسكها بالسلطة والقرار السياسي والاقتصادي، وحتى الأمني، الذي هيمنت عليه منذ 2005 حتى الآن.

 

وصراع القوى المتنفذة هذا لا يخصها هي وحدها، فهو يلقي بآثاره الثقيلة على المواطنين، حيث بغض النظر عن احقية المعترضين على قانون الامن الغذائي والتنمية من عدمه، فإن المواطن هو من يدفع الفاتورة في نهاية المطاف. انه بسبب هذه الصراعات يحرم من استثمار موارد بلده على نحو سليم، وبما يخفف من وطأة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الضاغطة عليه، ويحسّن الخدمات المقدمة له، لا سيما وهي تشهد التدهور والانحدار المريعين في مجالات الصحة والتعليم والنقل، كذلك الكهرباء ومنظومتها المهددة باستمرار بسبب عدم انسيابية تجهيز الغاز الإيراني، الذي يبدو ان هناك إصرارا قويا على استمرار الاعتماد عليه والحؤول دون إيجاد بدائل تجنب العراقيين جهنم  الصيف اللاهب.

 

أيها المتنفذون، بغض النظر عن خلافاتكم التي لا مصلحة ولا دخل للمواطنين فيها، بشأن قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية، فأنكم والحكومة تظلون مطالبين بإيجاد بدائل توفر للمواطنين الدواء والغذاء، وبأسعار مناسبة تتلاءم مع مداخيلهم، التي انخفضت كثيراً بسبب الاجراء غير المدروس القاضي بخفض قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار، وعجز وتلكؤ الحكومة في تقديم مساعدات طارئة رغم وعودها.

 

أيها المتنفذون، ان معارككم دفاعا عن مصالحكم لا نفع فيها للناس، بل هي مضرة لهم إذْ تعطل عمل مؤسسات الدولة الدستورية، وتمنع إقرار موازنة 2022، وتشل الاستثمار على محدوديته. انكم تلحقون الأذى والضرر بالمواطنين، وتتحملون مسؤولية ما يحصل بالكامل.

وفي أوضاع كهذه مفتوحة على الاحتمالات جميعا، بات مهماً ان تقول الناس كلمتها، وتدافع عن حقوقها ومطالبها، وتفرض التغيير وفقاً لإرادتها.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.