كـتـاب ألموقع

قصة الرواية الأولى لخلق العالم// الشماس سمير كاكوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الشماس سمير كاكوز

 

عرض صفحة الكاتب 

قصة الرواية الأولى لخلق العالم

اعداد الشماس سمير كاكوز

 

سفر التكوين الفصل الاول

1 في البدء خلق الله السماوات والأرض 2 وكانت الأرض خاوية خالية وعلى وجه الغمر ظلام وروح الله يرف على وجه المياه 3 وقال الله ليكن نور فكان نور 4 ورأى الله أن النور حسن وفصل الله بين النور والظلام 5 سمى الله النور نهارا والظلام ليلا وكان مساء وكان صباح يوم أول 6 وقال الله ليكن في وسط المياه جلد يفصل بين مياه ومياه  7 فكان كذلك صنع الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد 8 وسمى الله الجلد سماء وكان مساء وكان صباح يوم ثان 9 قال الله لتجتمع المياه التي تحت السماء إلى مكان واحد وليظهر اليبس فكان كذلك 10 وسمى الله اليبس أرضا ومجتمع المياه بحارا ورأى الله أن ذلك حسن 11 وقال الله لتنبت الأرض نباتا عشبا يبزر بزرا وشجرا مثمرا يحمل ثمرا بزره فيه من صنفه على الأرض فكان كذلك 12 فأخرجت الأرض نباتا عشبا يبزر بزرا من صنفه وشجرا يحمل ثمرا بزره فيه من صنفه ورأى الله أن ذلك حسن 13 وكان مساء وكان صباح يوم ثالث 14 وقال الله ليكن في جلد السماء نيرات تفصل بين النهار والليل وتشير إلى الأعياد والأيام والسنين 15 ولتكن النيرات في جلد السماء لتضيء على الأرض فكان كذلك 16 فصنع الله الكواكب والنيرين العظيمين الشمس لحكم النهار والقمر لحكم الليل 17 وجعلها الله في جلد السماء لتضيء على الأرض 18 ولتحكم النهار والليل وتفصل بين النور والظلام ورأى الله أن هذا حسن 19 وكان مساء وكان صباح يوم رابع 20 وقال الله لتفض المياه خلائق حية ولتطر طيور فوق الأرض على وجه السماء 21 فخلق الله الحيتان الضخمة وكل ما دب من أصناف الخلائق الحية التي فاضت بها المياه وكل طائر مجنح من كل صنف ورأى الله أن هذا حسن 22 وباركها الله قال إنمي واكثري واملإي المياه في البحار ولتكثر الطيور على الأرض 23 وكان مساء وكان صباح يوم خامس 24 وقال الله لتخرج الأرض خلائق حية من كل صنف بهائم ودواب ووحوش أرض من كل صنف فكان كذلك 25 صنع الله وحوش الأرض من كل صنف والبهائم من كل صنف والدواب من كل صنف ورأى الله أن هذا حسن 26 وقال الله لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا وليتسلط على سمك البحر وطير السماء والبهائم وجميع وحوش الأرض وكل ما يدب على الأرض 27 فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلق البشر ذكرا وأنثى خلقهم 28 وباركهم الله فقال لهم أنموا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وطير السماء وجميع الحيوان الذي يدب على الأرض 29 وقال الله هاأنا أعطيتكم كل عشب يبزر بزرا على وجه الأرض كلها وكل شجر يحمل ثمرا فيه بزر هذا يكون لكم طعاما 30 أما جميع وحوش الأرض وجميع طير السماء وجميع ما يدب على الأرض من الخلائق الحية فأعطيها كل عشب أخضر طعاما فكان كذلك 31 ونظر الله إلى كل ما صنعه فرأى أنه حسن جدا وكان مساء وكان صباح يوم سادس

---------------------------------

آية الاولى يمكننا أن نقرأ النص حين بدأ يخلق السماء والأرض فكانت الأرض خاوية وتنسب هذه الرواية الى المصدر الكهنوتي راجع المدخل الى سفر التكوين وهي أكثر صيغة تجريدية ولاهوتية من الراواية التالية ( تكوين 2 : 4-25 ) لانها تهدف الى تزويدنا بتصنيف منطقي وواف للمخلوقات وفقاً لخطة مدروسة وفي إطار أسبوع ينتهي باستراحة السبت فالكائنات تأتي الى الوجود بنداء من الله بحسب ترتيب يزداد مقاماً حتى يصل الى الانسان صورة الله وملك الخليقة والنص يستند الى علم لا يزال في عهد الطفولة فلا حاجة التفنن في إقامة التوافق بين هذه الصور وعلومنا العصرية بل يجب أن نرى في هذه الصيغة المتاثرة بطابع زمنها تعليماً موحى ذا قيمة دائمة عن الله الواحد والمتعالي والكائن قبل العالم والخالق روح الله أو نسمة الله أو هواء عاصف أو بحسب ترجمة مختلفة لما بدأ الله خلق السموات والأرض كانت الأرض خالية خاوية غير أن الترجمة التي اعتمدناها هي أكثر مراعاة لترابط الأفكار في هذا النص وهي التي اعتمدها أكثر المترجمين في الماضي في هذه الآية ويبدو عمل الله الخلاق وكأنه تنظيم الخواء الأصلي فلا يحسن بنا أن ندخل هنا مفهوم الخلق من لا شيء الميتافيزيقي لأن هذا المفهوم لن يرد قبل ( المكابيين الثاني 7 : 28 ) ومع فان النص الحالي يثبت ان العالم كان له بداية فليس خلق العالم باسطورة بل هو مندمج في التاريخ وهو نشأته المطلقة

آية الثانية في الأصل العبري ( طوهو بوهو ) أي قفراً وفراغاً وهذه صورة ذات طابع سلبي تمهد لمفهوم الخلق من لا شيء راجع ( كورنتوس الثانية 4 : 6 ) روح الله هم ما يجعل حياة الانسان وحياة جميع الكائنات ممكنة ( مزمور 104 : 30 ) وقد فسر هذا الروح بالعاصفة أو بالروح القدس

آية الرابعة النور خليقة أبدعها الله بعكس الظلام الذي يرمز الى السلبية ولقد ورد خلق النور قبل غيره لأن تعاقب النهار والليل سيكون الاطار الذي يتم فيه عمل الله

آية السادسة كان جلد السماء الظاهر عند الساميين الأولين عبارة عن قبة متنية تحبس المياه المجتمعة فوقها ومن كواها سيسيل الطوفان راجع ( تكوين 7 : 11 )

آية السابعة الى الخلق بالقول قال الله يضاف الخلق بالفعل صنع الله الجلد والكواكب وحيوانات الأرض والانسان فالمؤلف الكهنوتي يدخل هكذا في مفهومه لخلق العالم وهو أشد صبغة روحانية تقليداً قديماً يوازي تقليد الرواية الثانية راجع ( تكوين 2 : 4-25 ) حيث يصنع الله السماء والأرض والانسان والحيوانات

آية السادسة عشر حين أعلن الكاتب أن الله خلق النيرين رفض أن يسمها باسميهما ( الشمس والقمر ) ليعارض الديانات التي تؤلهما والشعوب المجاورة هما مجرد نيرين يضيئان الأرض ويحددان تعاقب الأيام والسنين

آية السادسة والعشرون قد يدل هذا الجمع على تداول بين الله وبلاطه السماوي راجع ( تكوين 3 : 5 و 23 ) هكذا فهمته الترجمة اليونانية السبعينية وبعدها اللاتينية في ترجمة ( مزمور 6 : 6 ، عبرانيين ولعل هذا الجمع عبارة عن جلال الله والمعروف ان اسمه العبري ايلوهيم هو في صيغة الجمع وقد رأى آباء الكنيسة في هذا الجمع أول تلميح الى الثالوث الاقدس

آية السابعة والعشرون على صورة الله ( تكوين 5 : 1-2 ، كورنتوس الاولى 11 : 7 ) ذكراُ وأنثى أو رجلاً وأمراة راجع ( متى 19 : 4 ) ويبدو أن عبارة كمثالنا تخفف من معنى كلمة صورتنا فتنافي المساواة ولفظ صورة المحسوس ينطوي على تشابه مادي كما هو بين آدم وابنه راجع ( تكوين 5 : 3 ) وعلاقة الانسان مع الله تميزه عن الحيوانات وهي تفترض ايضاً وجود تشابه عام في الطبيعة عقل وارادة وقدرة فالانسان هو شخص وأخيراً تمهد هذه العلاقة لوحي أسمى وهو الاشتراك في طبيعة واحدة الطبيعة الالهية بالنعمة

اعداد

الشماس سمير كاكوز