اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حنان الفتلاوي وتقاسم العراق// مهند البياتي

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

حنان الفتلاوي وتقاسم العراق

مهند البياتي

اكاديمي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

مساء 11 اب قامتقناة الفضائيه العراقيه باجراء حوار حول تكليف الدكتور حيدر العبادي برئاسه الوزاره العراقيه المقبله، وشارك فيها حنان الفتلاوي النائبه البرلمانيه من حزب الدعوى عن محافظه بابل، و بليغ ابو كلل المتحدث باسم كتله المواطن، حول موضوع الساعه و هو التكليف الوزاري. لا اريد الدخول في مستوى و تفاصيل النقاش، لكن ان اكثر ما اثارني من منطق السيده الفتلاوي، انه و بعد خساره اكثر من ثلث العراق للقوى الارهابيه، و تهجيراكثر من مليون عراقي و من شتى الطوائف، و استمرار هجمات قوى الارهاب و الظلام على محافظات اخرى و من بينها بابل محافظه السيده النائبه. الا ان السيده النائبه تريدمعرفهالكتلهالبرلمانيه التي سوف يتم خصم نقاط رئاسه الوزاره منها!!!، فهي لا تريد ان تعطيها من حصه حزب الدعوى، و لتتفضل كتله المواطن او الصدريين او غيرهم بالتبرع بالنقاط الخاصه لرئاسه الوزاره . البلاد تحترق و العراق على شفى الانقسام، و لكن ما يهم الفتلاوي بالدرجه الاولى ،هو كيف سيتم تقسيم الغنائم من مناصب رئاسيه ووزارات و وكالات وزارات و غيرها من المكاسب على الاحزاب و الكتل السياسيه التي فازت في الانتخابات،و بحسب عدد مقاعدهالبرلمانيه. وهذا التقسيم للمناصب و الذي ابتدعه نفر من ساسه المحاصصه و منتهزي الفرص يريدون ان يكون عرفا ، و تتشبث فيه السيده الفتلاوي و امثالها و في جميع الاوقات.

لم اجد صلافه اكثر من هذا، فلا يزال قسم كبير من النواب، يعتبر الانتخابات وليمه لتقاسم خيرات العراق بين مجموعه من اللصوص، كما كان يجري في زمن الدوله العثمانيه، ببيع المناصب لمن كان يدفع اكثر للباب العالي او للوالي. و المأساة في هذه المسأله، قيام بعض النواب باختراعه لبدعه وضع نقاط لكل منصب حسب اهميته و ما قد يجر من مغانم لصاحب المنصب و لحزبه او مجموعته، فاعلى النقاط تذهب لرئاسه الوزاره  ثم لرئاسه الجمهوريه  و لرئاسه مجلس النواب و لنوابهم، و للوزارات حسب اهميتها و من ثم لوكالات الوزارات و هلما جرا، و لا تهم هنا الكفاءة او الخبره و المهنيه في العمل، و تريد النائبه المحترمه جعل سوق المناصب هذا عرفا، و اخشى ان يطالب قسم من النواب بتشريع قانون لهذا الموضوع، او جعله فقره في الدستور المزمع تعديله. و هكذا تريد السيده الفتلاوي اداره مؤسسات الدوله، هذي لي و تلك لكم، و الى قير و بئس المصير للمواطنين و للبلد، فالمهم ان يشبعوا هم، و تتكدس الثروات في حساباتهم و حسابات اقاربهم و شللهم، و ليحترق البلد، و تتبخر القيم المجتمعيه، و يعم الفساد، و تتحول الدوله الى فاشله، ما داموا هم يتقاسمون الغنائم. ان هذه السياسه في توزيع المناصب ادت الى تولي السيد العامري لوزاره النقل، وهو لا يفقه في اي شئ فيها، و الثقافه للدليمي و هو ابعد خلق الله عنها، والتعليم العالي  للاديب الذي لم يحاضر في ايه جامعه من قبل، و الماليه للطبيب العيساوي فما علاقه الطب بالعلوم الماليه و دهاليزها، و الداخليه للاسدي، و غيرهم. و تدحرجت المناصب لقادة الكتل السياسيه و ممثليهم، فماذا حصل، الخراب و الفساد و الفشل في مجالات السياسه و الامن و الاقتصاد و الاعمار و الخدمات و الثقافه، مع عقليه التأمر و الصراعات بين الكتل، ومنع الرقابه و  المحاسبه النيابيه لأي مسؤول.

و تطالب النائبه المحترمه بالاستمرار بنفس الطريقه، و سوف لن نستغرب ان قام نواب اخرون بالاصرار على توزيع المناصب على نفس النهج في الحكومه المقبله.  ليس هذا الامر بجديدبالنسبه لنائبه اشكاليه خونت معضم الكتل السياسيه الاخرى و لمكونات عديده من الشعب و بالصوت العالي، و ساهمت بتخريب المجتمع و تمزيقه، و عمل شرخ عميق بين مكوناته و طوائفه، لان المهم لديها المنصب و ما سوف تحصل عليه من مكاسب. و هي لا تختلف كثيرا عن النواب الفاشيين و المتعصبين الذين صعدوا للبرلمان في انكلترا و فرنسا و استراليا و دول اخرى، واعتمدوا على نفس النهج اللاانساني. و لكن المؤلم في الامر، تصدر مثل هذه الشخصيات لنتائج النتخابات، فهي قد حصلت على المرتبه الاولى في محافظه بابل، و لم يكن يحصل هذا الا بسبب المناخ الطائفي و القومي المتعصب الذي اجتاح العراق بعد الاحتلال الامريكي عام 2003، و قيام قسم من ساسه المناصب بتاجيج الشارع، و تحويل مجاميع كثيره من ابناء الشعب من قوى متسامحه و متأخيه و متعايشه مع بعضها البعض، الى فئات متناحره متعصبه طائفيه، تسترجع خلافات مضى عليها الاف السنين، تناقشها و تحللها و كانها حصلت بالامس، متناسين ما قد يكون حصل على هذه الحوادث من تغييرو تحريف و نسيان بسبب التقادم و عدم التدوين و تغيير مزاج المتحدث و المدون و على مر العصور. و قد تحصل حادثه ما هذا اليوم، و على الرغم من تعدد وسائل التسجيلو التصوير الحديثه و توفرها بايدي الكثيريين، الا ان الحادثه قد تنقل باشكال متعدده و متناقضه في كثير من الاحيانو قد لا تصل الحقيقه لكثير من المتتبعين للحدث، و مع ذلك نبقى متمسكين باحداث ما قبل الاف السنين، و نتقاتل من اجل حدث قد لم يكن موجودا اصلا، و يضحك علينا الساسه و اصحاب المصالح، فهم يغنمون نتائج هذا التقسيم الطائفي و العرقي.

 

و سوف تبقى حنان الفتلاوي و من على شاكلتها من النواب و الساسه المتطفلين في كثير من الكتل و الاحزاب السياسيه، يتصيدون في الماء العكر، و يزيدون في انقسام المجتمع العراقي و تفريق ابنائه، ما لم يتم نبذهم و اقصائهم ومحاربتهم و محاسبتهم قضائيا على تخريب المجتمع و عدم اعطائهم الفرصه للصعود، لانهم يمثلون طفيليات المجتمع التي تتغذى على دماء ابنائها، و هنالك دور كبير لمنظمات المجتمع المدني الحديثه التكوين، و الاعلام الواعي و الحر في الكشف عن هذه النماذج، و توعيه الناس الى مخاطرهم، و قد لا يكون الامر سهلا لوجود حواضن سياسيه كثيره لامثالهم لاستغلالهم و الاستفاده منهم، و الطريق طويل جدا امام جموع العراقيين، للتمييز بين الفاسدين و المفسدين و بين الكفوئين و المهنيين اصحاب الخبره الحريصين على مصلحه العراق و ابنائه، و ما اكثرالمخلصين، و لكن و مع الاسف فان العمله الرديئه تطرد العمله الجيده، ما لم ينتبه اليها الحريصون على البلد و مستقبله.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.