اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

"القضية الكوردية والحلول السيئة" // عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

"القضية الكوردية والحلول السيئة"

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الحل هو وضع نهاية لأزمة أو مشكلة ما، كانت مستعصية, وتقف حائلاً أمام سير عجلة الحياة في أي مجال منها, ومهما كانت حجم الأزمة كبيرة ومستواها لابد وأن يكون هناك أكثر من حل لها يوضع من قبل ذوي الأختصاص أو الحاجة وأغلبها من ذوي المصالح, وعليه يجب أن يكون الحل واقعياً غير مثالي, جديداً ليس بقديم يتماشى مع الظروف الراهنة .

وفي سبيل أيجاد الحلول اللازمة إننا نحتاج الى أيقاظ العقول والمشاعر من سباتها، وسيرها بالاتجاه الصحيح بعيداً عن المتاهات والأنفاق المظلمة, حيث لاتقوم صناعة الحياة بالاعتماد على الحلول القديمة وتطبيقها على المشاكل والأزمات الراهنة، بل تتطلب أبتكار حلول جديدة وطارئة خاصة بكل مشكلة, وعندما لايكون الحل واقعياً وجديداً، فإنها لاتؤدي الى أنهاء الأزمة بل تفتح الباب على مصراعيها للكثير من المشاكل والتداعيات السلبية، وخاصة عندما يكون الحل خارجياً بعيداً عن رأي وإرادة المعنيين بها، فإنها تجعل من هذه الحلول تحقيقاً لمصالحها بغض النظر عن ما ينتج عنها من آثار سيئة .

الشعب الكوردي الذي يشكل أكبر قومية في العالم لايزال يشكو من عدم وجود كيان سياسي له يعبر عن إرادته وتطلعاته, وعلى مر التاريخ كان الضحية لحلول سيئة لقضاياه وأزماته، والأسوء منها أنه كان ضحية لحلول قضايا المنطقة برمتها, لأن هذه الحلول كانت مستوردة ومعبرة عن مصالح من يضعها لا دخل لإرادة هذا الشعب فيها, فحمل معها الألام والدماء وعلى أكتافه بنى غيرهم دولهم وحققوا مصالحهم, وكثيراً ما كان يقترب من تحقيق آماله لكن مصالح الدول حالت دون ذلك إضافة الى من يقف في الصف الداخلي مهلهلاً لما يحاك ومباركاً بما يجري.

لانذهب بعيداً بل نكتفي بالرجوع الى بدايات القرن الماضي وما آلت اليه الحربين العالميتين من إنتصارات وإخفاقات وتغير في الخارطة السياسية في العالم بحيث قلصت سلطان البعض وأخرون مددوا وتربصوا على العرش ومنهم من كان الضحية بينهما ولم ينل إلا التدمير والقتل والاضطهاد رغم المحاولات المستمرة لهذا الشعب, فإن قضيتها تم معالجتها بحل سيئ إستناداً الى مصالح الدول العظمى ولم يكن واقعياً وحرم من بناء كيانه السياسي، فخلف الكثير من الآثار ولايزال، حيث تم تقسيمه بين عدة دول وعامل كل منها وفق مصالحها معهم تارةً بالترهيب وأخرى بمحو أثاره من الوجود محاولاً صهره في بوتقة قومياتهم, ولكن هيهات هيهات لهم حيث كان الثورات والانتفاضات الشعبية العارمة سمات المراحل السابقة حتى الأن .

ومن الأحداث والتطورات الجارية في المنطقة يمكننا التكهن بأنها تتجه نحو التغير في الخارطة السياسية فعدد من الحدود الدولية لم تعد لها وجود وسيادة عدة دول لا معنى لها إلا في أضيق الحدود، وأصبحت ساحة للصراعات الدولية بحجج ومبررات لاتعد ولا تحصى يحمل كل منها أجنداتها وأهدافها, ومن المتوقع أن تقسيم هذه المنطقة تلوح في الافق طبعاً وفق مصالح الدول العظمى, ومن شعوب المنطقة من يستفاد وأخرون يتضررون منها, مع الفارق عن ما سبق، فإن الشعب الكوردي في أقليم كوردستان العراق هو من اللاعبين إن لم يكن رئيسياً في هذه اللعبة الدولية ويلعب دوراً مهماً فيها لأسباب عديدة منها ما يتعلق بسياسته الداخلية وفهمه للواقع والظروف الدولية والأحداث المحيطة وامتلاك مصادر الطاقة وعدم تقاطع مصالحه مع مصالح الدول الكبرى على المستوى الخارجي، وأصبح يقاتل الأرهاب نيابةً عن المجتمع الدولي  .

 

وعليه فإن الفرصة ذهبية، وأن نؤتى بكل وسعنا ونستغل الظروف, وعلى الدول المعنية وضع الحل الصحيح لقضية هذا الشعب لكي لا تتكرر المأسي وتتعالى الآهات وتزداد سيل الدماء مرة أخرى ،فإن الحلول السيئة وأن كانت جيدة لفترة ولصالح طرف لاتجلب معها إلا الدمار والخراب ، وعلى من بيده القرار الدولي وضع الحلول الواقعية لقضية هذا الشعب بالاعتراف بكيانه السياسي وأن يعيى بأن هذا الشعب لايقف مكتوف الأيدي كما كان في السابق لأنه لايعرف الملل والكلل وشعب دعائمه الدم والجماجم ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.