اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

العراق تركيع وتقسيم// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

العراق تركيع وتقسيم

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

العراق تلك المنطقة التي اختلف العلماء حتى في أصل تسميتها ، فمنهم من ذهب الى أنها تعنى دماً من البحر وفيه سباغ وشجر وهو شلطئ البحر أي أنها شاطئ نهري الدجلة والفرات, ومنهم من رجح تسميتها الى أنها تعنى المستوطن وقسم رجعها الى أنها فارسية الاصل، وهذا يعنى وعلى الرغم من أنها مهد الحضارات وموطن الأنبياء والرسل وعلى أرضها شهد الانسان الحياة منذ سنوات عديدة تقدر بالالاف والملايين، إلا أنها كانت ساحة الصراعات والنزاعات سواء بين ساكنيها او خارجيها، فالأنسان الذي كان يعيش على أرضها لم يكن على مأمن من نفسه وأنما الخوف والفزع من سمات يومياته, وكان الاختلاف والخلاف والسيطرة على الاخر لخضوعه او دحره من الوجود بكل الوسائل مشاهد شبه يومية لأسباب عديدة، حتى توافقت المصالح الدولية بعد انهيار الدولة العثمانية على تأسيس دولة العراق من مكونات عديدة (سنية – شيعية – كوردية) على الرغم من ارادتها والمعرفة المسبقة لهذه الدول بعدم تجانسها مع بعضها البعض لذا كانت فكرة السيطرة طاغية لمن في السلطة، ويظن كل مخالف له تهديداً له فكانت الأعتقالات والتصفيات الجسدية وحملات الابادة الجماعية والاسلحة الكيمياوية أداة لتركيع المقابل وخلال (80) ثمانين السنة الاولى لتأسيسها كان المكون السني متمسكاً بزمام الامر فحاول بشتى الاساليب تركيع الكورد والشيعة وصهرهم في بوتقته، فكانت الثورات والانتفاضات الشعبية سمات بارزة لتلك الحقبة من الزمن ... حتى نضجت الظروف الدولية ولبت أمريكا لمصالحها ولأهات الشعب العراقي فحرر العراق من السلطة السنية الحاكمة مستهدفاً بناء مجتمع ديمقراطي ينعم في ظله الجميع بحقوقهم ولكنها كانت مجرد أحلام وردية، وما ان استلم المكون الشيعي لكونه الاكثرية زمام المبادرة والسلطة (وان كان بطريق الانتخاب) حتى بداء بعملية تركيع السنة والكورد (نوعاً ما) لصالحه فبدأ الثأر والمظالم تطفو على السطح وباتت مشاهد يومية والقتل على الهوية والدمار على الرغم من المشاركة الرمزية للمكون السني ومحاولة أشراكها في العملية السياسية ولكنها كانت دون جدوى فأصبحت السجون ممتلئة بهم تحت ذريعة الارهاب مثلما كانت سابقاً ممتلئة بالكورد و الشيعة بحجج ملتفقة واهية ...

 

ان كل هذه الاحداث والقراءات السريعة لها تدلنا بوضوح على ان العراق ومنذ القدم كانت ساحة المعارك ولا زالت وان لم تكن المصالح الدولية وخاصة الامريكية وراء بقاء العراق واحداً متحداً لما بقى حتى الان دولة بأسم العراق لأن الواقع الفعلي يؤشر بأن العراق منقسم على نفسه (شيعي وسني وكوردي) ولايمكن العيش مع بعضهم البعض على الرغم من معارضة خجولة لذلك وراء ستار الوحدة الوطنية والاخلاص للعراق إلا أنه في الاصل الكل يريد التقسيم مع الاختلاف في نوعية التقسيم ولذا فإن مسلسل التركيعات والاخضاع لاتنتهي إلا بتقسيم وفق أساليب قانونية ودستورية يتفق عليه الجميع وإلا سيكون الاتى أدهى وأمر ويأكل اليابس والاخضر معاً لأن العراق بلد الكر والفر و الحل الداخلي يكون أنسب من حلول خارجية تفرض بالحديد والنار وماسبق من تجارب مريرة لاتبشر بالخير ان استمر الحال هكذا ...

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.