اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

محاولات أغتيال مصطفى بارزاني في عهد عبدالكريم قاسم ح1// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله جعفر كوفلي

 

عرض صفحة الكاتب

محاولات أغتيال مصطفى بارزاني في عهد عبدالكريم قاسم

(الحلقة الاولى)

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 11/7/2019

 

بمناسبة الذكرى (61) لثورة (14) تموز 1958 الذي غيّر مجرى التاريخ السياسي العراقي, وأُعلن عن نظام جمهوري برئاسة عبدالكريم قاسم بعد الاطاحة بالنظام الملكي, هذه الثورة التي كانت ترى فيها الشعب العراقي بصورة عامة والشعب الكوردستاني خاصة الأمل والفرصة الذهبية لاصلاح ماكان يعاني منه الشعب من الظلم والاضطهاد, إلا انها لم تكن كذلك, فقد خاب ظنهم وتبددت احلامهم, فما ان وقف الثوار على اقدامهم إلا وبدؤا بضرب تطلعات شعبنا الكوردستاني, واعلنوا الثورة عليهم واستهدفوا قائد الحركة التحررية الكوردستانية بمحاولات متكررة للاغتيال والتخلص منه بشتى الوسائل ناسين ومتناسين تلك الوعود والعهود التي قطعوها على انفسهم باصلاح ذات البين.

 

لقد عرف الثوار ان وقوف (مصطفى البارزاني) في قيادة الحركة التحررية باعتباره شخصية نضالية مؤثرة تدافع عن حقوق شعبه بما اوتيّ من قوة وصلابة, يهز عروشهم ويزلزل الارض من تحت اقدام الطامعين, لذا كانت المؤامرات تحاك للتخلص منه باغتياله مهما كانت الثمن إلا ان قدر الله وخبرته الطويلة ومعرفته المسبقة بنواياهم كُتب له السلامة والانقاذ, وهذا ما جعل من البارزاني قائداً أمنياً ذا نظرة ثاقبة يستطيع ان يقرأ ماوراء الامور ويتنبأ ويكشف عن تلك الخيوط.

 

لقد تعرض البارزاني في فترة نضاله الى محاولات عديدة للاغتيال وفي زمن عبدالكريم قاسم (1958 – 1963) تعرض الى ثلاثة محاولات معلنة للاغتيال وما خفي كان اعظم, لذا سنتطرق اليها بشيئ من الاسهاب وبحلقتين:

 

-    المحاولة الأولى :

زيارة البارزاني لمدينة كركوك، يقول الشيخ بابا على البرزنجي: (أتذكر عام 1959 كان ذلك بين شهري نيسان ومارس كنا نقرأ للإمتحانات النهائية في حديقة (أم الربيعين) بمدينة كركوك، فجأة أقبل علينا (علي الشيخ عبدالله العسكري ) بوجه ممتقع، وهمس في أذن الشاب الفقيد (جيهان صديق شاويش)، ثم بلّغنا الفقيد (جيهان) أن نكون على أهبة الاستعداد، لأنه من المقرر أن يشرفنا الرئيس البارزاني بالمجيء إلى كركوك، ولكن لم يحدد موعد الزيارة، وكنا متحمسين للقاء البارزاني، وغمرنا شعور بالبهجة حداً لم نكن نصدق بذلك، ولذا كنا نسأل أيجوز أن يكون ذلك صحيحاً؟ قال المرحوم جيهان: سترونه بعيونكم. كان (علي وجيهان) حينذاك عضوين في الحزب مع مجموعة من الرفاق الأخرين في خلية واحدة، و كان مصطفى نريمان مسؤلاً عنا.

لقد ذهبت في اليوم التالي إلى مقر الحزب بصحبة معلمي الذي كان اسمه الحركي (بختيار)، فوجدنا المقر، وكأنه تحول إلى خلية نحل، وشكلت هيئة مشرفة على المراسيم مكونة من المناضلين (علي الشيخ عبدالله العسكري– جيهان صديق شاويش– أحمد فتح الله سلمان– نوزاد خانقا– الاستاذ المرحوم عبدالخالق– ملك الشيخ رؤوف/ الطالب في كلية الاداب- مصطفى ويسى وأخرين غيرهم – وكان السيد عمر دبابه عضو اللجنة المركزية للحزب مسؤلاً عن المراسيم فأدخلنا إلى إحدى الغرف التابعة للمقر، فتحدثوا الينا قائلين:

رفاقنا ما نقوله لكم سري جداً لا يجوز أن يتسرب إلى أحد، وهو بمثابة توجيه حزبي، عليكم أن تحضروا بعد غد أمام نادي ضباط الفرقة الثانية في كركوك عليكم أن تكونوا يقظين، وحذرين جداً، واسترقوا السمع إلى دبيب النمل، وفحيح الأفاعي.

سوف نحظى برؤية الرئيس مصطفى البارزاني، وسوف نوزع على مجموعات، وتحدد لكل مجموعة منا مهمة معينة، وحينما وصل البارزاني استقبل بالهتافات، والأناشيد الكوردية، وتحدث عن ضرورة تعزيز الأخوة الكوردية، العربية، التركمانية وأثناء ذلك لمحنا آمر الانضباط العسكري العقيد (هدايت أرسلان) يمشي بكبرياء متبختراً، ومتباهياً، وكنت أراقب الوضع بالقرب من باب، النادي فلمحت نائب ضابط الاغاثة الشيخ المرحوم الشيخ حسن يتوجه نحوي، وكلمني قائلاً:

اُغث يا رجل، فثمة مؤامرة لاغتيال الرئيس البارزاني ينفذها مجموعة من العملاء، والخونة، والحاقدين، والعنصريين يقودهم العقيد (هدايت أرسلان)، وطلب مني أن أسرع بتبليغ مقر الحزب عن أمر تلك المؤامرة، واعتذر عن  إخبار الحزب بنفسه، لأنه يرتدي ملابس عسكرية، وأضاف: (ان الذي أخبرني عن خطة تنفيذ المؤامرة هو أحد اصدقائي المقربين، وهو ضابط برتبة عقيد (والده من أهالي زةنكةنة انتقلت أسرته الى كركوك، وتربى فيها وتشبع بالروح القومية الكوردية، كما قال لي الشيخ بابا علي عندما أخبرني عن تلك المؤامرة إن الضابط المذكور قال له (إنه كوردي صاحب ضمير حي لا يرضي أن يغتال قائد عظيم مثل البارزاني بأيدي هؤلاء المجرمين ولكنه توسل إلى الشيخ بابا علي ألا يذكر اسمه خوفاً على حياته. فأسرعت إلى مقر البارتي الكائن في شارع الجسر الجديد، وكلفت أحد المناضلين ليتولى مهمتي رأيت علي الشيخ عبدالله، ورفيقين آخرين مسكت بمرفق علي، وأخذته إلى جانب آخر، وأفهمته بشكل مفصل حيثيات المؤامرة القذرة، فقال اتعرفون هوياتهم قلتُ إنهم عصابة من المأجورين يقودهم العقيد هدايت، فكان المناضلون يتحلون بالروح المعنوية العالية، والأنضباط الحزبي، وحفظ أسرار الحزب، والصدق، والوفاء، والاستعداد للتضحية دون أن ينتظروا مكافأة من الحزب.

لقد تحرك (علي)، وجلبنا معنا مسدساتنا، وركبنا سيارة متوجهين إلى أمام نادي الضباط، وطوقنا المكان، وكان البارزاني جالساً مع مجموعة من الوجهاء من الكورد والعرب، ويتحدث إليهم. توجه (علي العسكري)، و إلاخوة الذين كانوا معه إلى داخل مطار (طاورباغي)، حيث كان المسلحون العرب والتركمان موزعين ضمن مجموعات هنا وهناك، وعندما شاهدوا علي وجماعته، قد توزعوا بشكل يمكنهم من السيطرة على الموقف والوضع، تفرقت تلك الجماعات المسلحة دون أن يشعر بها أحد، وإن ما قام به علي ومن معه طمأن البارزاني بأن المناضلين مسيطرون على مبنى النادي، وعند ذاك اتصل أحد المجرمين بالعقيد هدايت، وهمس في أذنه، فترك المكان، ثم سقط على الأرض، واصيب بالسكتة القلبية.

كان العقيد نوري ملا معروف واقفاً أمام الرئيس البارزاني، وأبلغه بأن ثمة مؤامرة لأغتياله، ودب الاضطراب والارتباك في مكان الاجتماع، وساد الهرج والمرج، وشاع خبر سقوط العقيد هدايت على الأرض، وأعتقد أنه كان لكل من نوري ملا معروف، وعلي الشيخ عبدالله، وعدد من الضباط الكورد اليقظين دور كبير في نقل البارزاني إلى جهة غير معروفة وانسحبنا إلى مقر الحزب، لنتخذ الاستعدادات اللازمة، وانتشر نبأ المؤامرة في المدينة، وتجمع أيضاً الرفاق الشيوعيون في أحياء المدينة، وهيئوا أنفسهم للقيام بمظاهرة للتنديد بالمؤامرة، وكان لأعضاء القيادة، وبالأخص كل من الأخوين نوري، وعمر دور شجاع، وعظيم، في إفشال المؤامرة، و بلغوا الاخوة الشيوعيين أنه لا داعي للتظاهر، لان البارزاني نجا بسلام .

المقال مقتبس من مشروع كتابنا (ملامح البُعد الأمنى في سياسة البارزاني)

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.