اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

العراق في صالة العمليات// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله جعفر كوفلي

 

عرض صفحة الكاتب 

العراق في صالة العمليات

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

15/12/2019

 

في البداية لستٌ روائياً ولا كاتب مسرح ولا طبيباً جراحاً ، ولكنه الحب والضرورة يدفعان بي الى الكتابة بهذه الشاكلة وهذا النمط، أملاً ان يكون همسة في الآذان وبداية الطريق نحو التصحيح والعلاج وباباً ندخل به الى صالة العمليات.

 

نعم انها صالة العمليات المكتضة بالارسِرة والاجهزة المتنوعة والادوات المتعددة في الحجم والاستعمال واجراءات التنظيف متشددة لكي لا تفسح المجال للبكتريا والفايروسات ان تنمو وتتكاثر وتعمها الهدوء الحذر، حيث طاقم العمليات تنتظر تلك اللحظة التي تقرع باب الصالة ليأتي بمريض يشكو من الجراح او الآلام وسرعان ما ينهض الجالسون في جوٍ من الوئام و يتوجهون الى هذا المسكين الذي ينتظر قرار اجراء العملية له الذي يتطلب توقيعه او توقيع ولي أمره احتياطاً لأي امر سوء , وعندها تبدأ العملية بالتخدير لتنتهي بالخيط والتداوي حيث كانت الانسانية شعار ومبدأ العاملين في الصالة وانقاذ روح انسان هدفهم , ولكن المصيبة تكمن في ان يقوم هؤلاء الاطباء بالمناقشة الطويلة وتشتد الخلاف بينهم، بين من يرى ضرورة العملية واخرين يكتفون بعلاج وقتي مسكن لفترة من الزمن لتعود الالم ثانية ، والمريض يتصارع مع الحياة ويشكو من الالم ويرتفع اصواتهم ويبدأ البعض بالاستعداد للمواجهة ويزداد الاوضاع سوءاً عندما يتنقل صراعهم على المريض الى خلافات شخصية سابقة واحداث ماضية وتتحول صالة العمليات الى حلبة الملاكمة لتصفية الحسابات القديمة، والمريض يرى بأم عينيه موته المحتوم على ايدي مجموعة من لاعبي المصارعة الحرة وتستمر الشِجار ونطق الالفاظ البذيئة وترتفع اصوات المحايدين بضرورة الانتهاء، وان المريض على حافة الموت ،ولكنه دون نفع ولا تجد آذاناً صاغية وحينها يتدخل من خارج الصالة وحتى يتم استدعاء الشرطة لتفرقتهم وكل هذا يكون على حساب المريض المسكين الذي يأن تحت الالم ولا يعلم به الا هو (هذه مجرد صورة تقريبية للمشهد السياسي في العراق واتمنى ان لايكون حال صالات العمليات في المستشفيات كما ذكرناه)

 

ففي العراق الذي يأن من امراض عديدة منها المحاصصة الطائفية والفساد المستشري ، فانه يأتي في المرتبة 168 – 180 من بين اكبر الدول فساداً في العالم حسب تقرير منظمة الشفافية العالمية ،وقلة الخدمات مثل الكهرباء والماء والشوارع، ناهيك عن البطالة والفقر ، هذه الامراض دفع بالمواطن العراقي ان يفقد حبه لوطنه ويحسد على اوطان غيره، رغم ما وهبه الله من الانهار الجارية والاراضي الخصبة والنفط المتدفق والخيرات الكثيرة.

 

هذه الامراض سببها طبقة سياسية حاثت في العراق فساداً ودماراً , ولم تستطع ان تتعامل مع الشعب الاعزل على اساس المواطنة وعدم التمييز في الدين والعرق والقومية . وادخلوها الى صالة العمليات لأن حلولهم كانت مجرد مسكنات وقتية تصب في صالحهم ،وان العراق على فراش الموت السريري وقادتهم لا يزالون يتصارعون فيما بينهم على تأمين اكبر حصة من المناصب وجمع الاموال ويبحثون في الامور الجانبية من اجل قتل الوقت، لانه الفرصة الذهبية التي لاتتكرر لهم ولا يهمهم العراق.

 

ففي هذه المرحلة العصيبة حيث خروج آلاف من ابناء الشعب الى ساحات الاعتصام ويطالبون بحقوقهم المشروعة ووصلت العنف الى الذروة و المؤسسات الحكومية على حافة الانهيار ويتجه العراق الى المصير المجهول و لكن الطبقة الحاكمة يتصارعون فيما بينهم على المناصب و كسب المال او على اقل تقدير كسب اصوات الشعب للانتخابات القادمة فيما اذا جرت بل والبعض منهم يعتبرونه فرصة ذهبية لا تتكررعليه الاستغلال في احسن وجه لصالحه ،وهذا ما يجعل شعاراتهم الوطنية تحت المجهر ويستمر صراعاتهم على ضمان مستقبل لهم في حكم البلاد.

 

السؤال المهم متى يكون للعراق قيادة سياسية همهم و هدفهم خدمة العراق قبل ملئ الجيوب على حساب الشعب المسكين الذي لا يرحم إذا قام؟!!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.