اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

إقليم كوردستان ثلاث أزمات وثلاثة تجارب// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله جعفر كوفلي

 

عرض صفحة الكاتب 

إقليم كوردستان ثلاث أزمات وثلاثة تجارب

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

17/3/2020

 

الحياة ايام وتقلبات إن جاز التعبير عنها بلغة الطب والاطباء كتخطيط القلب تارة في الاعلى واخرى نحو الاسفل, واذا ما استقام الخط فانها دليل توقف الحياة واعتبارها في عداد الموتى, هذا على المستوى الفردي ولكن الشعوب والامم لها نفس السمة, فكم من حضارة ودولة ازدهرت وذاعت صيتها وتقدمت وما هي إلا ايام لتبدأ بالاندثار والتآكل والفناء لتبقى منها آثار وما يرويه الناس عنها.

 

اقليم كوردستان ليس بمنأ عن هذه السنة الالهية والناموس المعتاد, بل انها من المناطق والشعوب التي تقل نظيراتها في تحولاتها وتغيير ادوارها بين القوة والضعف, ولكنها أمة صامدة وصائبة وصلبة ضعفها لا تعني عدم قدرتها على القيام والثبات اذا ماسنحت لها الفرصة والاسباب.

 

ان الازمات التي تعترض طريق التقدم تترك وراءها تجارب ودروس ويظهر على الملأ حقيقة كل انسان وشعب وقوته ومدى استجابته لها وطريقة تعامله معها والقدرة على تجاوزها والاستفادة منها في المستقبل اذا ما تكررت.

تتعدد الازمات التي تعرضت لها اقليم كوردستان باعتباره التجربة الديمقراطية الفتية والنموذجية في منطقة الشرق الاوسط وبفضل التطور الحاصل والازدهار الذي شهده الاقليم على الرغم من مايقف امامه من عقبات فالعاصمة اربيل تعد مركزاً دولياً في الصناعة والتجارة ونقطة التقاء الدبلوماسية العالمية ومحل اعتزاز كل كوردستاني, اختلاف الازمات والمعقوقات وتنوعها ودرجة حدتها وشموليتها واستمراريتها وادواتها واهدافها تمثل دورة ثقافية وتنموية وتجربة غنية بمبادئها وعطاءها, يخلق انساناً صامداً ناجحاً قادراً على التجاوز, متعاوناً مستعداً للتضحية, ومتفائلاً بعيداً في نظره يستطيع قراءة ما وراء الكواليس والاخبار, فطناً ذكياً.

 

كل ازمة تمثل تجربة يظاف الى تجارب المواطن الكوردستاني بحلوها ومرها في جوانب متعددة من الحياة مع التركيز على احداها في اكثر الاحيان وان المذكور من هذه التجارب لا تعني باي شكل انها الوحيدة بل هناك العديد منها ولكنها اكثر تأثيراً واكبر حجماً وابلغ واشمل وهي:

-    هجوم التنظيم الارهابي (داعش) على اقليم كوردستان في الشهر الثامن من عام 2014 . الشعب الكوردستاني كان ضحية الارهاب بكل انواعها ولكن كان (داعش) اشرسها واكثرها دماراً وخراباً وجل اهدافها تكمن في كتابة النهاية لهذا الشعب ولكنها كانت ضرباً من الخيال وكان تجربة نادرة واستفاد منها وجود حب الوطن والتضحية والفداء من اجله, ذلك الحب الحيوي النابض من الاعماق ليصرخ في وجه الارهاب باعلى الصوت ان الوطن (كوردستان) امانة ومسؤولية ونور لا ينطفئ صامد كالجبال وسيبقى عزيزاً شامخاً ثابتاً حياً مهماً وفعلاً تم دحر داعش بدماء زكية طاهرة وقطرات وعرق الجبين البيشمركه رموز الدفاع والشجاعة من اجل الانسانية.

 

-    الازمة المالية عملت الحكومات العراقية المتعاقبة بكل ما اوتو من قوة من اجل اضعاف مكانة الاقليم داخلياً ودولياً واختلفت وسائلها حيث ابدعت واخترعت حتى مست قوت الناس وحياتهم وذلك بقطع الميزانية ورواتب موظفي الاقليم من قبل بغداد وعام 2014 مما دفعت بحكومة الاقليم الى اتخاذ اجراءات صارمة بادخار الرواتب وقطعها الى ادنى المستويات واوقفت مشاريعها واثرت على مفاصيل الحياة وكان لمواطني الاقليم موقفاً شجاعاً ومميزاً بتحمل هذه الاعباء ووقفوا الى جانب حكومتهم وكانت تجربة نادرة بالرغم من مرارتها حيث تعلم الشعب منها على ان التخطيط اساس الحياة، ولابد ان يكون الانسان جاهزاً لمواجهته اصعب الظروف دون ان يفقد الامل وان يتحمل اعباء الحياة في اضيق ساعاتها وان يتوازن بين الايراد والمصروف باعتبارهما كفتي ميزان كفيلة بنجاح العائلة وسعادتها وعلمنا ان الحياة ارتفاع وانخفاض, عزة ومذلة, فقر وغنى ولكنها ستمر لان دوام الحال من المحال.

 

-    فايروس كورونا، بظهور هذا الفايروس الذي اعلنه منظمة الصحة العالمية وباء منتشراً في ارجاء العالم اتخذت حكومة الاقليم مجموعة من الاجراءات الوقائية التي هي محل تقدير من لدن المواطنين والدول ايضاً منها غلق المحال العامة ومنع التجوال واجتماع الناس ناهيك عن تهيئة الاماكن الخاصة لحجز المشتبه بهم كانت لها صدى كبيراً وعلى الرغم من الخوف والذعر الذي خلفه في النفوس إلا انها كانت تجربة جديدة ومختصرة لكل ابناء الشعب بان الحكومة تحاول تأمين الامن الصحي لهم بل انه من اولويات عملها وكل ما تم اتخاذه هي في سبيل حمايتهم من هذا الوباء ومن جانب اخر تعلم المواطنين كيف يمكنهم حماية حياتهم بالاعتماد على انفسهم وان يتخذوا اهم الاجراءات والتعليمات الموجه اليهم من قبل الجهات المختصة وان النظافة في البيت والشارع لها اهمية كبيرة.

 

كل الازمات ومهما اختلفت يمكن تجاوزها بوحدة الصف الوطني وتكاتف الايادي، املنا كبير ان تبقى هذه الدروس المستفادة من هذه الازمات حية في الاذهان ونراهاً واقعاً ملموساً ولا تمر دون نفع او تصاب بالنسيان.  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.