اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فايروس كورونا.. تغيير في المفاهيم الامنية// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله جعفر كوفلي

 

عرض صفحة الكاتب 

فايروس كورونا.. تغيير في المفاهيم الامنية

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

25/4/2020

التاريخ البشري مراحل ومنعطفات يتحكمها قانون ثابت لكل زمان ومكان وهو قانون التغيير او ان دوام الحال من الحال, أي انها ستمر بحلوها ومرها وحزينها وسرورها بسعتها وضيقها, وتبقى مجرد ذكريات في الذاكرة او في بطون الكتب والقليل من يعتبر ويأخذ منه الدروس.

 

ظهور الفايروس كورونا رغم بشاعته وسرعة انتقاله ونزعته القاتلة ونتائج الاصابه به مرعبة وقدرته على تغيير نواميس الحياة على الكرة الارضية التي لم تعد التقدم العلمي والقوة العسكرية والبعد والقرب والحالة الاقتصادية وهشاشة الروابط الاجتماعية وقوة صلابتها والانظمة الاشتراكية او الرأسمالية قادرة على الوقوف بوجهه والحد من انتشاره والوقاية منه, يبدو ان عدالة السماء كانت اقدر واشمل.

 

الجانب الامني لم يكن بمنأ عن هذا التغيير الذي خلفه الفايروس، بل كان اكثر الجوانب تأثراً وحاجة الى المراجعة و مراعاة رسم استراتيجية امنية لمرحلة ما بعد الفايروس، لأن غالبية المفاهيم الامنية التي كانت متداولة على الساحة العالمية لم تعد ذي نفع او فعالية, ذلك بسبب التغييرات الحاصلة في المجتمعات في المجال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي, فالامن الصحي الذي هو جزء مهم من امن ايه دولة ويتمثل في الاجراءات التي تتخذها الدولة في سبيل حماية الجانب الصحي لمواطنيها لم يعد مي مأمن وان الاخفاق في تأمين هذا الجانب من الامن يتطلب اعادة النظر في الخطط والاستراتيجيات السابقة التي لم تستطع ان تقف بوجه فايروس لا يراه العين المجردة وقادر على قتل آلاف من المواطنين وبات تهديداً فعلياً لأمن العالم باعتباره الوباء المتفشي.

 

ان المفاهيم الامنية دائماً في تغيير وتجدد حسب الضرورة والحاجة وتعدد واختلاف في نوعية وعدد مصادر التهديد لأمن الدول, فبعد الحرب العالمية الثانية ظهر مفهوم الامن القومي (ظهوره كمفهوم وإن كان موجودا منذ وجود الخليقة) الذي كان يعتمد على القوة العسكرية للدولة أي ان الدولة التي تمتلك قوة عسكرية واسلحة تستطيع ان تحمي امنها, لذا كان سباق التسلح نظاماً قائماً بين الدول لمدة (45) سنة الى انهيار الاتحاد السوفيتي السابق الذي لم يستطيع قوتها العسكرية الدفاع عنها والحفاظ عليها من التفكك ودخل العالم الى نظام القطب الواحد الذي افرز مجموعة من المفاهيم الامنية الجديدة و بات الامن الاقتصادي هو الاساس, أي ان الدولة التي تستطيع حماية امنها الاقتصادي من التهديدات هي الآمنة خاصة ضد الجرائم الاقتصادية من غسيل الاموال والاتجار بالبشر والبطالة والفقر والجرائم الالكترونية و و... الخ، إلا ان ظهور الفايروس كورونا اثبت ان القوة الاقتصادية لا تستطيع ان تقف ضد هذا التهديد, فنرى ان الدول العظمى الغنية تعاني منه اكثر من الدول الفقيرة والامر ليس ببعد الدول او قربها فقد اصاب الفايروس اقصى العالم الى اقصاه.

العالم والاجهزة الامنية بصورة خاصة بحاجة الى مراجعة سياساتها القائمة بالاستفادة من خبرة الخبراء والاكاديميين ومراكز الدراسات الامنية المتخصصة في العمل الامني في اعادة صياغة سياسة امنية تناسب الظروف الآتية التي تحمل معها الكثير من المفاجئات.

 

بأختصار الامن الانساني الذي كان محكوما بمجموعة من المبادئ والمفاهيم بحاجة الى تقييم جديد بعد هذا الفايروس الذي هز العروش والجيوش وان الاجهزة الامنية مطالبة الى إعادة رسم سياساتها الامنية المعمول بها سابقا لان أمن الفرد بات مسؤولية الجميع

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.