اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يا شيوخنا الأفاضل: الإسلام دين لا دولة// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عادل نعمان

 

عرض صفحة الكاتب

يا شيوخنا الأفاضل: الإسلام دين لا دولة

عادل نعمان

كاتب واعلامي مصري

 

بمناسبة الحديث عن إنشاء الكنائس وحماية المسيحيين فى ظل الدولة الإسلامية، فى افتتاح مسجد وكنيسة العاصمة الجديدة، وما يخصنى هنا «الدولة الإسلامية»، أقول: لم تكن الدولة قائمة الأركان فى ظل الحكم الإسلامى، بل قبيلة ممتدة الخيام، فإذا كانت الدولة مكونة من ثلاثة أضلاع، أرض وشعب ونظام، فإن النظام كان قائما على القهر والغلبة والسيف، أو قل انقلابا أو غزوا، وهو قائم ومسموح به عند الفقهاء «ثبوت البيعة بالرضا أو بالغلبة والقهر»، والحكم كما أقره الفقهاء «إذا غلب على الناس حاكم بالقوة أو بالسيف، حتى أذعنوا له، واستقر له الأمر، صار المتغلب إماما للمسلمين، وإن لم يستجمع شروط الإمامة، وأحكامه نافذة بل تجب طاعته» والغلبة والقهر تسقط ضلعا فى المثلث فتنهار أركان الدولة وتتهاوى، وحتى لو قامت القبيلة جبرا فيما مضى وولى، فليست مقبولة شكلا فى عصرنا الحالى، فليس بالبطش والجهل تقاد الأمم، وتعالوا معا حول هذا الأمر:

 

إذا اعتبرنا الإسلام دينا ودولة كما يعتقد تيار الإسلام السياسى «الإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف»، هذه عقيدة مؤسس تنظيم الإخوان «حسن البنا» ومنهج معتبر لكل فرق الإسلام السياسى والسلفية على الساحة، والسيف هو الأصل والوسيلة، فإذا تقدم السيف أو تأخر، فهو لظرف اجتماعى فقط، ولو أن «الود ودهم»، قتال الناس أجمعين للوصول إلى «الدولة الدينية» ولهم فى تاريخ الأجداد العظة والعبرة والقدوة والمثل.

 

فإن العبادات والشعائر والطقوس كالصلاة والنوافل والصوم والحج هى الشق الدينى منه، وهى أساس العلاقة بين الخلق وخالقهم، وأما الثورة على الظلم الاجتماعى والفوضى المجتمعية، وإقرار العدل كمنهج حياة، وحرية الإنسان حق مكفول فكرا وإبداعا وعقيدة، وإتاحة فرص العمل بالتساوى بين الجميع، واعتبار البحث العلمى دون غيره منهجا لتنمية الموارد البشرية والطبيعية، وترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن، والمساواة بين أطراف المجتمع قاطبة فى المنافسة الحرة لتحقيق طموحات الناس دون تحيز، وتقنين المعاملات بين الناس، وحفظ الحقوق، وإقرار الواجبات، والحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم، وحق تعليم أبنائه من الإناث كالذكور، وتطويرهم وتثقيفهم، وتنمية الموارد والصادرات، والأخذ برأى العلم والمتخصصين فى كافة القضايا الخلافية دون غيره كنقل الأعضاء وإثبات الوفاة، واحترام القانون والدستور، وترسيخ مبدأ الديمقراطية، ودفع العدوان، واحترام المواثيق الدولية، وعدم الاعتداء على دول الغير، كل هذا ويزيد هو مهمة الدولة فى مفهومها ومهمتها العامة، وإذا كان الإسلام يدعو إلى البعض منها فإنه يضع القواعد العامة دون تفصيل، فهو نفسه ينكر منها الكثير كفكرة الحرية والمساواة بين المواطنين، كاستعلاء أصحابه على غيرهم، والرجل على المراة، وغير ذلك كثير، وفى التفاصيل يختلف الناس ويتقاتلون فى ديننا منذ قرون ، فما زلنا ندفع من الدماء ما سال منها أنهارا على أراضى المسلمين منذ الخلاف السنى الشيعى حول الخلافة، وهل الخلافة من قريش عامة أو من نسل الإمام على، وعن الكبيرة ومصير مرتكبيها، والجبر والاختيار، والصراع بين العقل والنقل، وزواج المتعة ومن حرمه، والزكاة والخمس، ومات الملايين من الفريقين، ونحرت فيها رقاب المصلين، ونبشت فيها قبور الخلفاء، وصلبت فيها جثث الأموات، وذاق فيها أصحاب الفكر والرأى من الجلد والتقطيع وشواء الأطراف والحشو بالنمل من الدبر، وذاقوا من العذاب كل الألوان، ولم تحسم هذه التفصيلات الصغيرة حتى الآن منذ قرون بين ورثة «على ومعاوية» بالسيف أو بالقلم، فما بالكم ببناء الدولة، وسرعة اللحاق بعجلة العصر، والسباق فى مضمار العلم والحضارة والحداثة، إذا كان هؤلاء القوم معا أو بين بعضهم فى البيت الواحد، لم يحسموا أمر هذه الصغائر وتوافهها، والتى تجاوزها العالم منذ عصور أو منذ كانوا صغارا. الدولة فى فكر الإسلام السياسى واقفة لم تتحرك منذ عصور الخلافة الأولى، عند المرود والمكحلة، وسمل العين قبل نزول حد الحرابة أو بعده، وجلد الزانى بالقرآن أو رجمه بالسنة أو بالاثنين معا، والولاء للمسلم والبراء من غيره حتى لو كان أكفأ وأعلم منه، وحق المحصن بالإسلام إقامة الحد بيده إذا امتنع الإمام عن إقامته، وتحريم خروج المرأة من بيتها حتى للعبادة، وهل تستحق الصرف عليها إذا شاخت وهرمت ولم يستمتع بها سيدها؟ وهل من حقها كفن على بعلها بعد وفاتها؟ وهل يستحق الكافر الولاية الصغرى من الكبرى أم لا يستحقهما معا؟. كيف يمكن لدولة فى عصرنا الحديث أن تلحق بركب الحضارة إذا كانت الأمة واقفة عند أبواب هؤلاء الخلفاء والفقهاء، وقد دفعت كل هذا الدم فى توافه الأمور، فما بالك فى الكبير منها، وما رأيك لو كانت لم تقم بعد؟

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

"المصري اليوم" القاهرية

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.