اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الحكمة «ضالة» الإخوان// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عادل نعمان

 

عرض صفحة الكاتب

الحكمة «ضالة» الإخوان

عادل نعمان

كاتب واعلامي مصري

 

ومن تعريفات الحكمة «فعل ما ينبغى، على الوجه الذى ينبغى، فى الوقت الذى ينبغى» وهو تعريف لابن القيم الجوزية أحد أئمتهم المهديين، وتعريف آخر «إتقان الأمر وتصويبه وتهذيبه» وثالث «رجاحة العقل فى الحكم وفى التصرف» ومعنى كلمة «ضالة» هو كل ما ضل أو تاه أو فقد أو ضاع أو خرج عن الصراط، ومعنى العنوان أن «رجاحة العقل والتصرف مفقودة وضائعة وتائهة عند الإخوان، ويفعلون ما لا ينبغى، فى الوقت الخطأ وعلى الوجه المقلوب وليس الصحيح» هكذا تعودنا منهم، واعتادوا عليه، والحكمة من مهمات الرسل والأنبياء والقادة والحكماء.. فى الآية «ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة» وأيضا الآية «وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة» والآية «ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا»، فإذا فقدها نبى أو رسول أو قائد أو حكيم، انحرفت الرسالة، ونقض الدين عهده، واضطرب الحكم، واختلت الحكمة، وتاقت الشعوب للشيطان ينقذها من الجهالة وغباء الحكام والحكماء وورثة الأنبياء، إلا أن المشايخ حاولوا تعريف الحكمة «بالفقه»، حتى يتساوى عندهم الرأى البشرى مع التشريع الإلهى، ويرفعون الاجتهاد منزلة النص والتنزيل، وهو خطأ كبير ولنا فيه لقاء.

 

والحكمة دومًا تائهة عن الإخوان، يضللونها وتضللهم، لا يجتمعان فى وعاء، ولا يتصالحان فى خصومة، ولا يتشاوران فى مصلحة، كل منهما فى طريق، وما مر موقف عليهم إلا وأدير بغباء وحماقة وتهور وسفه، وكانت أيقونة وشكل وخلقة ردود الأفعال تشير إليهم، مهما أنكروا أو كتموا او حاولوا ستر أنفسهم، وأصبح عنوان الحقيقة أن الجريمة المكشوفة العارية الغبية هى جريمة إخوانية وكأنها علامة تجارية، فى مقتل القاضى الخازندار، واغتيال النقراشى باشا، ومحاولة اغتيال عبدالناصر فى المنشية، ومقتل السادات، كل الأيادى خرجت فى وقت واحد، المحققون والمشاهدون والناس أجمعون، صوبتها تجاههم وأمسكت بتلابيبهم دون عناء.

 

وهم يقرون ويعترفون بالتفصيل دون ضغط أو إكراه، شعور من يأتى عملا صالحا يقربه إلى الله، بل وصل الأمر إلى أن يعلنوا عن أنفسهم قبل أن تشير الأيادى إليهم، أو ترفع أصابع الاتهام تجاههم، حين أعلن رئيسهم عن سلامة «الخاطف والمخطوف»، وحين أعلن البلتاجى عن الإرهاب فى سيناء الذى ينتهى فى الساعة التى يتم فيها الإفراج عن رئيسهم، فصاح الناس فى نفس واحد وصوت واحد «هؤلاء هم الخاطفون وهؤلاء هم القتلة».

 

كم أتمنى أن تنسحب كل تيارات الإسلام السياسى من المشهد وتتوارى خلف الصفوف، فهم، متخاصمون مع الحكمة وهى عنوان الحكم الرئيسى، فإذا كان هذا الكره والقتل هو منهجهم فى الخصومة والخلاف.

 

فكيف نأمن على المعارضين والمختلفين فى الدين والعقيدة والملة والمذهب؟ وإذا كان هذا التأييد والمخادنة منهجهم للتيارات التكفيرية المتطرفة إخوة العقيدة، فكيف نأمن على أولادنا وجنودنا أن يكونوا يوما وقودا لحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، أو يأتى يوم نحارب بجوار داعش أو القاعدة أو طالبان، وكان يوما مقدرا ومقررا لنا مع سوريا، أليست هذه أممية إسلامية وغيابا للحكمة والاتزان والرشاد، «وطظ فى مصر»؟.

 

راجعوا الخطاب الجماهيرى الشهير فى الصالة المغطاة فى ستاد القاهرة احتفالا بنصر أكتوبر، والذى حضرته كل الفصائل التكفيرية، والعمم الجهادية الأفغانية، والغطرة الوهابية المقدسة، والسراويل القصيرة المحرمة، تنادى «لبيك سوريا» كيف غابت الحكمة عن كل هؤلاء؟ وهل يؤتمنون على حكم شعوبهم، ويخلصون لأوطانهم أو لقبيلتهم؟

 

فصائل الجهاديين القتلة فى سيناء وغزة تنعى الزعيم وتصلى صلاة الغائب، لا مانع لدينا فالصلاة على الموتى واجبة، إلا أنها تشير إلى نفس الغباء ونفس الانتماء ونفس الأيادى، هؤلاء من هؤلاء، وهذا الأذى من ذاك الشرير، وهذا السم من هذا التاجر، وهذا القتل من ذاك القاتل، وهؤلاء الأشبال من هؤلاء الأغبياء، وكان الأولى ستر أنفسهم، وتغطية الوجه والكفين، يكذبون به ويقسمون عليه، أما وكانت صلاة الغائب صفوفها من الدواعش والحمساوية والسلفية والوهابية والأتراك والقطريين فقد نزعتم ما ستر من الوجه ورأينا الحقيقة كاملة سافرة عارية أنكم جميعا ملة واحدة، ومذهب واحد، وغطاؤكم واحد، ولباسكم واحد، وقتلاكم جميعا بأيد واحدة، وتكتمون الحق وأنتم تعلمون.

 

سأقص عليكم قصة قصيرة، وهى عن مقتل عثمان بن عفان، خليفة المسلمين، ذى النورين، أحد المبشرين بالجنة، لما تسور الثوار بيت الخليفة وقتلوه ونزعوه من يد زوجته «نائلة»، منعوا دفنه ثلاثة أيام، ولما أذنوا لأهله بدفنه، سارت به ابنته خفية ليلا تحمل سراجا، ودفنوه فى «حوش كوكب» وهو حائط لدفن فقراء اليهود، يرافقها أربعة، مروان بن الحكم وزيره، وثلاثة من مواليه فقط، ودفن الخليفة بلا صلاة أو جنازة، هكذا كانوا يتعاملون ويعاملون، كل موتاكم أسعد حظًا من الخليفة عثمان، ولا تستحقون الدفن فى المقابر بل تستحقون الحرق فى ميدان عام.

 

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

"المصري اليوم" القاهرية

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.