اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

«وتعرّت البشرية كلّها وانكشفتْ على حقيقتها» مقطع من رواية قنابل الثقوب السوداء// ابراهيم امين مؤمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ابراهيم امين مؤمن

 

عرض صفحة الكاتب 

«وتعرّت البشرية كلّها وانكشفتْ على حقيقتها»

 مقطع من رواية قنابل الثقوب السوداء

ابراهيم امين مؤمن

 

ويبقى سؤال هو أهم سؤال يجب أن يطرح على الساحة الآن ..

الأجناس مِن كلّ شعوب الأرض أعلنوا دولة الآلهة، وفعلوا بالضعفاء ما فعلوا، فكيف يكون الحال لو نزل المسيا الملك وأُعلنت دولة إسرائيل الكبرى؟ هل سيكون أحسن حالاً من هذا السوء الذي عليه المجتمع الآن ؟.

ليجيب القارئ بنفسه لعلّه يجد الإجابة في المشهد التالي ..

بعد إعلان دولة الآلهة، وأنّ فقراء الشعب اليهوديّ هو الوحيد المفضّل من بين أجناس الأرض كلّهم، تبعه مباشرة إعلان يعقوب إسحاق اعتزاله الحياة السياسيّة-أعلن اعتزاله بعد تقلّده منصب رئاسة الوزراء لفترة تجاوزت السبعة وعشرين عامًا-اعتراضًا على دولة الآلهة الدعيّة.

في اليوم التالي مباشرة ذهب إلى المعبد الذي طُرد منه -منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عامًا-وفور ولوجه من بابه قابله الحاخام الذي طرده-وقد ابيضّ كلّ شعر لحيته، وانكفأتْ حواجب عينيه، وتدلّتْ عليها، وقد انحنى ظهره بطريقة واضحة، وضمُرتْ عضلات وجهه وكلّ عضلات جسده، وذهبَ نور عينيه حزنًا على العالم إبان الحرب التي كانت دائرة بين الأمريكان والروس منذ اثني عشر عامًا لتيقنه أنّ اليهود هم مَن عملوا على إشعالها، تلك الحرب التي انتهت تقريبًا بمجرد أن بدأت، إذ لم تستمر أكثر من ثلاثة عشر شهرًا وبالتحديد فور علم ناسا بتحوّل النجم إلى ثقب أسود-قابله وقد رآه بإحساسه، قال له وهو يهدر ويزمجر:«لم أتيت هنا يا ولد؟ ألم أطردك منذ أمد؟»

قال بخشوع:«ندمت وجئت للتوبة.»ثمّ هرع إلى يده ليلثّمها فأبى الحاخام وقال له اِبعدْ يدك الملوثة بدماء الناس؛، تلك اليدّ التي وضِعت في يد الحاخام المجرم الذي أرسلتَ إليه في اجتماع الكابينت المشؤوم.

-«كنت أريد حقّ شعبي وقد أخذته، ألم تسمع الأخبار؟ شعب اليهود هو الشعب الوحيد في العالم الذي يعيش فوق الأرض لا تحتها كباقي الأغيار.»

-«أتخادع نفسكَ أم تخدعني؟ كبار أصحاب القرار والقوة والسلطان لهذا الزمان أشرّ خلق الله مُذ ولِد آدم، وما ميّزوا الشعب اليهوديّ عن غيرهم إلّا أنّ كبار اليهود معهم كنوز وأسلحة العالم، كم كنزتَ يا ولد من نوويّ في الأنفاق؟ كم كنزت من أموال ؟ ما ميّزهم إلّا أنّكم كحكّام لدولة إسرائيل وأصحاب القرار فيها تخافون على شعبكم، وما هجرتموهم كباقي حكّام العالم،وهذه عقيدتنا دائمًا، دائمًا نخشى على أفراد شعبنا من أن يُجرحوا أو يُهانوا »

-«وليكن ما يكون، فإنّ سياستي أبلغتني المراد، وأصبحتْ إسرائيل أقوى دولة على وجه الأرض، وأصبح الشعب اليهوديّ يتمتع بسيادة لم تحقق له من قبل.»

-«كان الأولى بك أن تستخدم قوّتك في مناهضة دولة الآلهة المزعومة.»

-«لا، لا، ما دام شعبي يعيش بكرامة فأنّا لست في حاجة إلى فعل ذلك، وقد وفيّتُ وأديّتُ رسالتي واعتزلتُ الأمر حينما دعوني إلى الشرك بالله.»

-«لِمَ لمْ تقود دولة الآلهة؟»

-«معاذ الله أن أكون من الجاهلين، أنا موحّد، يحرم ديني أن أُشرك بالله.»

-«وهل رضيتَ عما فعلته بفلسطين؟ ألَا تعلم أنّ شعبها ضيوفٌ عندنا؟»

-«رضيتُ كلّ الرضا، وأنت تعلم سيدي الحاخام الأعظم أنّهم قتلوا منّا الطفل والرضيع والسيدة.»

-«ما كان يجب أن تقتل مثلما قتلوا، وهل رضيتَ عمّا فعلته في العالم.»

-«سيدي الغاية تبرر الوسيلة، وشعبي مضطهد، وما استقرّ له مقام، وإن لمْ أفعل ما فعلتُ ما عاش اليهود.»

-«يعقوب، يعقوب، لا تُخادعْ نفسك، هل توراتك تأمرك بسفك الدماء؟»

حنى رأسه خجلًا وأمسك قلبه ثمّ نظر إلى الحاخام وقال:«جئتك تائبًا فساعدني على التوبة ..وادعُ لي.»

رفع الحاخام رأسه ثمّ دعاه فدنا منه ثمّ وضع رأسه وقال له :

«اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد، فتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل قوتك.ولتكن هذه الكلمات التي أوصيك بها اليوم على قلبك. وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك حين تمشي في الطريق ، وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة على يدك، ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك»

لم يعشْ العالم في سلام مذْ هبط آدم على الأرض إلّا عندما ذلّت أعناقهم.

تسع سنين أو تزيد قليلاً سعد كلُّ أجناس الأرض فيها "إلّا أرض فلسطين"وتوافرت لديهم كلّ سبل المتعة والأمن والبقاء.

وكان من بينهم رجال صدقوا وضحّوا وعملوا على سعادة البشريّة مثل جاك المعظّم وفهمان وفطين ورجل المئة ألف دولار وكازو وجوليا.ومنهم من عمل على إفنائها وتعاستها مثل ميتشو كاجيتا.

 

الجزء الثاني والسبعون

نجحتْ عملية التحام النار بالطين بوساطة أطهر مخلوقات خلقها الله وهي الملائكة، نجحتْ براتنج من النور، وتمّ حبس الروحين إلى الأبد.

أقبل محرز وشمهروش وسط لفيف الأطباء لينهضا بفهمان والعفريت.

أنّهما في حالة جيدة.

نظر محرز إلى فهمان قائلاً:«هيا يا بطل، أمامنا الكثير لننجزه، فإبليس قد وصل إلى عالمكم بقوّة وتمكّن أكثر من ذي قبل.»

فسأله فهمان:«كيف؟»

ردّ محرز:«قد أعلن أصحاب القوّة والنفوذ في بُعدكم قيام دولة آلهة، ونفوا كلّ فقراء الأرض وضعفائهم إلى الأنفاق، لا يموتون، ولا يحيون.استعبدوهم.احتقروهم .سلبوا أموالهم واغتصبوا ونساءهم.»

فصرخ فهمان وأقسم بالله سبع مرات ليقتلنّ إبليس وحزبه، ثمّ جثا على ركبتيه مهدودًا، ثمّ سجد وأطال سجوده والملك محرز ينتظره، ولكن السجدة طالتْ وطالتْ وما زال محرز ينتظر وينتظر؛ ينتظر مشفقًا على فهمان ، ينتظر باكيًا ويكاد قلبه ينصدع عليه.

كلّمه لعلّه يسمعه وهو ساجد، كلّمه بأن دولة الآلهة ستزول .

 والسؤال :إلى متى سيظلّ محرز يصرخ في الناس ؟

     ومتى يأتون فهمان المجنّس حتى يرفع جبهته من الأرض

                     

 

     « إلى كلّ رضيع .

                 إلى كلّ شيخ كبير .

            إلى كلّ مغلول برقّ العبوديّة .

                    إلى كلّ مظلوم .

               إلى كلّ فقير وضعيف.

 إلى كلّ سيدة ترمّلت ومات صغارها جوعًا.

سوف يأتي يوم تُهدم فيه دولة الآلهة المزعومة، فالبشر لم يكن فيهم فهمان واحد ولا جاك واحد بل فيهم الكثير.إلى الشعوب الضعيفة المستذلة، إلى كلّ من أخطأ منكم، كلّ مَن أذنب منكم، كلّ من سطا على أخيه من أجل كسرة خبز أو متعة زائلة منكم، اِعلموا أنّ دولة الآلهة ما قامتْ إلّا بذنوبكم.

سيُرسل فيكم قريبًا من يخلّصكم من قيود الرقّ والضعف والفقر، ويأخذ بأيديكم من الأنفاق إلى القباب، سيأتي إليكم ألف جاك وألف فهمان.

سيأتون، فإن نادوكم فلبّوهم، لبّوهم بتوبتكم من جميع أوزاركم ، بتخلّصكم من عنصريتكم ، من عصبيتكم ، من نزاعاتكم .

لبّوهم بإعلان السلام بكافة أنواعه ، سلميّة الأديان وسلّمية النفوس وسلّمية الضمائر.»

بقلمي/ ابراهيم امين مؤمن

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.