كـتـاب ألموقع
جاء فجرا- قصة قصيرة// سامح أدور سعدالله
- المجموعة: سامح ادور سعدالله
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 17 شباط/فبراير 2022 10:32
- كتب بواسطة: سامح أدور سعدالله
- الزيارات: 1997
سامح أدور سعدالله
جاء فجرا- قصة قصيرة
سامح أدور سعدالله
كاتب وقاص مصرى
كان صوت قدومه أقوى من كل شيء, وها هي هائمة على وجهها لا تعرف إلى أين الطريق؟ ظلام الليل بدد كل الأمان الموجود بالقلب, ورغم ذلك كان هو أيضا ستر هذه الصبية. فرد جناحيه منذ ساعات قليلة وكانت عيونها اللاجئة تكتم سراً عظيماً. والدموع المتساقطة تحكي عن ألم يمزق أقوى القلوب الناظرة. وتأمل في هذا الكائن الصلب القادم من الخلف كي يخطفها ويرحل بعيدا بعيدا عن عيون الناظرين, جاءها حاملا معه كل الأماني الحزينة فألقت على هذا الجامد الصلب ألمها وأوجاعها ليأخذها ويرحل
رمت نفسها على المقعد الخشبي تخطط لاغتيال البراءة والى جوارها سيدة عجوز تحمل حكمة الزمان الغابر. وضعت يداها على الصبية وضمتها إلى صدرها وغابت الصبية عن الوعي تماما جاء الصوت الرقيق اللين والتي لا تعرف مصدره. لكنها شعرت بلكزات بأجنابها. والصوت يقول: أرجوك سيدتي لا تطرديني حتى أكمل أيامي, دعيني, وثقت أنى غير مرغوب في, و لكن ما هو ذنبي؟
لم أكن هنا بإرادتي فلولاكِ ما كنت أنا, تحت أستار الظلام صنعت هكذا أراد الرب أن أكون, فليس لي سوى السكون. أعدك أيتها الفتاة الجميلة ذات الوجه الملائكي. لن أجلس معك كثيراً ولا لحظة واحدة, فلو أردتِ ألقيني في هذا النهر الجاري أو تحت سفح جبل عال أو حتفا للهلاك لا أبالى فهناك من يرعاني. أنا لا أخاف عندما يكون لي الأمر, وسوف احتويك كما أنت الآن تحتويني . فلماذا تريدين الآن قتلي؟
أعدك يا عزيزتي ومهجة فؤادي لن أحزن إن وُجدتُ في الدنيا وحيدا
لماذا أنتِ حائرة تطرقين أبوابا موصدة؟ أتريدين نزع العار عنك وأي عار؟ أهو أنا؟ ما هو جرمي؟ وما هو ذنبي؟
أبداً ما كنت أكرهك. عديني يوم أن تلديني على ذراعيك أن تحملينني وتضميني وبأدفاء الأنفاس تحتويني.
صفر قطار المحطة بعنف فذهب الصوت الهين وصرخ الطفل في حضن أمه يبكي يتحسس ثدي أمه بأنامله الرقيقة . نظرت اليه بمشاعر ملتهبة ودموع جارية مسحتها يداه الصغيرتان وإلى جوارها أمها تمتدح جمال الصبى وزوجها يدخل ليطمئن عليه قائلا لازال هناك أمل
المتواجون الان
237 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع