كـتـاب ألموقع

ذات الشعر الفضى// سامح ادور سعدالله

تقييم المستخدم:  / 3
سيئجيد 

سامح ادور سعدالله

 

ذات الشعر الفضى

سامح ادور سعدالله

كاتب وأديب مصرى

 

 الآن الحفل معدَ و نحن ننتظر أكتمال المدعوين لتكريم الأوائل و الفائزين في مختلف الأنشطة و المجالات الجامعية هذا العام و كنت متكئاَ على نافذة المسرح بينما أقلب صفحات الجريدة. مرت أمامي ذاتُ الشعر الفضـي و أنجذبت اليها , لكن تألمت كثيراَ لأجلها وأنا أرقب سيرها المتعرج و هي تستند على عكازين و ترتدى الحذاء الحديدي و تمشى خطوات قليلة و تستريح فترة و نشرت بصرى وراءها و أطلت النظر عليها و عندما أبتعدت كثيراً عنها كنت الأ حقها بنظري و كنت الأسرع في السير , متى التفتت إليا و شخصت لي بجحود العين . كنت أتظاهر بأي شيء دون أن أهتم بها و تستكمل مسيرتها إلى أن بلغت مرادها و جلست لتستريح و أستريح أنا معها ولأجلها . لحظات حتى أخرجت من حقيبتها ملفا متوسط الحجم , أخرجت أيضا كيسا و به لفه من الورق, أمسكت اللفة و فردتها و كانت سندوتشات و شرعت تأكل . كانت العيون مليئة بؤساًَ وآهات يصدر عنها جمود براق و يجذب الأنتباه و أزداد تألمي أكثر فأكثر و رمقتني بعيون مليئة غضباً . لكن مثل هذه الفتاة سوف تزحم سوق العمل و تأخذ مكاناً فهناك أحق منها و يعمل أكثر منها و ينتج أكثر , لكن هي لأجل حالتها تفضل علينا جميعاً . لكن ماذا لو جلست في منزلها دون عناء دون تعب تعولها حكومتنا بالمعاش ؟ لماذا جاءت إلى هنا ؟

أجاءت  تأخذ فرصة شخص أخر قادراً أن يقدم أنتاجا أكثر و عمل أفضل منها لبلادنا ؟

و مكثت أعنف و أحقد على هذه المخلوقة 

اليائسة ومن الأفضل لها أن تدفن نفسه في بيتها, فهي تسبب الألم لنفسهاو لغيرها لكل من يراها بينما كنت أنوى الذهاب إليها و أسألها عن سبب مجيئها كنت أفكر في هذا المخلوق . لماذا لم تخلق سليمة مثل باق البشر ؟ لكن تراجعت و أستغفرت ربي على كل ما فكرت . بينما أعود أتأملها . مقدم الحفل يعلن عن الأول بمرتبة الشرف و الفائز بالمركز الأول بجائزة البحث العلمي في مجال العلم على مستوى جامعات مصر .. و نادى على الاسم فوجدت ذات الشعر الفضي تخترق الصفوف إلى أين لا أدرى .....................؟