كـتـاب ألموقع
مشروع 2025.. خطة للحكم أم وصفة لتدمير أميركا؟// د. ادم عربي
- المجموعة: ادم عربي
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 14 آب/أغسطس 2024 20:15
- كتب بواسطة: د. ادم عربي
- الزيارات: 936
د. ادم عربي
مشروع 2025.. خطة للحكم أم وصفة لتدمير أميركا؟
د. ادم عربي
تَتَّسِمُ مَرَاكِزُ الأَبحَاثِ الأَمريكيةِ عَادَةً بِتَقدِيمِ خطَطٍ سِيَاسِيَّةٍ تَهدِفُ إِلَى تَوجِيهِ الحُكمِ، وَتَعرِضُهَا عَلَى المُرشَّحِينَ لِلرِّئَاسَةِ وَفقَ تَوجُّهَاتِهَا الأَيدِيلُوجِيَّةِ، ثُمَّ تَضغَطُ لِتَحقِيقِ تِلكَ الخطَطِ عَلَى أَرضِ الوَاقِعِ.
فِي هَذَا السِّيَاقِ، قَامَ مَركَزُ كَارنيغِي إِلَى جَانِبِ عَدَدٍ مِنَ المُؤَسَّسَاتِ الفِكرِيَّةِ المُرتَبِطَةِ بِالحِزبِ الدِّيمُقرَاطِيِّ بِطَرحِ خُطَّةٍ لِإِدَارَةِ بَايْدِن فِي عَامِ 2022، رَكَّزَت عَلَى تََـمكِينِ الطَّبَقَاتِ الوُسطَى، وَتَحفِيزِ الاقتِصَادِ الأَخضَرِ، وَالاستِثمَارِ فِي البِنيَةِ التَّحتِيَّةِ الأَمريكيةِ.
وَعَلَى النَّقِيضِ مِن ذَلِكَ، تَتَوَلَّى مُؤَسَّسَةُ "هِيريتَاج" المُحَافِظَةُ مُهِمَّةَ إِعدَادِ تَوصِيَاتٍ وَخطَطٍ لِلإِدَارَاتِ الجُمهُورِيَّةِ، مُنذُ أَن أَصدَرَت خطَطًا لِأَوَّلِ مَرَّةٍ فِي عَامِ 1981، مَع صُعُودِ رُونَالد رِيجَان إِلَى الرِّئَاسَةِ. وَعِندَمَا فَازَ دُونَالد ترَامب بِالرِّئَاسَةِ فِي 2016، قَدَّمَت "هِيريتَاج" خطَّةً لِحُكمِهِ، وَتَفَاخَرُوا لَاحِقًا بِأَنَّ البَيتَ الأَبيَضَ تَبَنَّى مَا يُقَارِبُ مِن ثُلثَي تَوصِيَاتِهِم.
وَفِي أَبرِيل 2023، صَدَرَ تَقرِيرُ "مَشرُوعِ 2025"، الَّذِي أَثَارَ جَدَلًا وَاسِعًا وَانتِقَادَاتٍ حَادَّةٍ، خَاصَّةً بَعدَ تَزَايُدِ فُرَصِ ترَامب فِي استطلاعاتِ الرَّأي ضِدَّ بَايْدِن. وَصَفَ بَايْدِن هَذَا المَشرُوعَ بِأَنَّهُ "خَطَرٌ عَلَى أَمِيرِكَا"، مَا زَادَ مِن حِدَّةِ النِّقَاشِ.
حَتَّى ترَامب نَفسُهُ، بِالرَّغمِ مِن قُربِ وَاضِعِي المَشرُوعِ مِنهُ، أَعلَنَ أَنَّ "مَشرُوعَ 2025" لَا يُعَبِّرُ عَنهُ بِالكَامِلِ، وَاصِفًا بَعضَ بُنُودِهِ بِالتَّطرُّفِ، وَمُؤَكِّدًا أَنَّهُ لَا يَتَّفِقُ مَع بَعضِ مَا جَاءَ فِيهِ.
وَفِي ضَوءِ الإِعلَانِ عَن بَرنامَجِ الحِزبِ الجُمهُورِيِّ فِي المُؤتَمَرِ الوَطَنِيِّ الأَخِيرِ، يُثَارُ التَّسَاؤُلُ: هَل مَشرُوعُ 2025 يُمَثِّلُ ترَامب فِعلاً؟ وَمَا مَدَى تَوَافُقِهِ مَع بَرنامَجِ الحِزبِ الجُمهُورِيِّ؟
المَشرُوعُ يُحَدِّدُ أَهدَافًا رَئِيسِيَّةً، مِنهَا:
تَوسِيعُ صَلَاحِيَّاتِ الرَّئِيسِ:
يَدعُو المَشرُوعُ إِلَى وَضعِ البِيرُوقرَاطِيَّةِ الفِيدرَالِيَّةِ، بِمَا فِي ذَلِكَ الوَكَالاتُ المُستَقِلَّةُ مِثلَ وِزَارَةِ العَدلِ، تَحتَ السَّيطَرَةِ المُبَاشِرَةِ لِلرَّئِيسِ. كَمَا يَقتَرِحُ إِلغَاءَ حِمَايَةِ الوَظَائِفِ لِآلَافِ المُوَظَّفِينَ الحُكُومِيِّينَ، لِيُستَبدَلُوا بِمُعَيَّنِينَ سِيَاسِيِّينَ. تصف الوثيقة مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه "كيان متضخم ومتغطرس ويزداد خروجه عن القانون". وتطالب بإجراء إصلاحات جذرية لهذه الوكالة ولعدد من الوكالات الفيدرالية الأخرى، بالإضافة إلى الدعوة إلى إلغاء وزارة التعليم بشكل كامل.
فِي المُقَابِلِ، يَتَحَدَّثُ بَرنامَجُ الحِزبِ الجُمهُورِيِّ عَن "إِلغَاءِ السِّرِّيَّةِ عَنِ السِّجِلَّاتِ الحُكُومِيَّةِ" وَمُحَارَبَةِ الفَسَادِ، وَيَتَّفِقُ مَع المَشرُوعِ فِي اقتِرَاحِ إِلغَاءِ وِزَارَةِ التَّعلِيمِ، لَكِنَّهُ لَا يَتَبَنَّى بِالكَامِلِ مُقتَرَحَاتِ إِصلَاحِ الوَكَالَاتِ الفِيدرَالِيَّةِ كَمَا وَرَدَت فِي "مَشرُوعِ 2025".
الهِجرَةُ:
يَتَضَمَّنُ المَشرُوعُ زِيَادَةَ التَّموِيلِ لِبِنَاءِ جِدَارٍ عَلَى الحُدُودِ مَع المَكسِيكِ، وَتَفكِيكَ وِزَارَةِ الأَمنِ الدَّاخِلِيِّ، وَدَمجَهَا مَع وَحَدَاتٍ أُخرَى لِإِنفَاذِ قَوَانِينِ الهِجرَةِ، فِي خُطوَةٍ تَهدِفُ إِلَى تَعزِيزِ قُوَّةِ شُرطَةِ الحُدُودِ. كَمَا يَقتَرِحُ إِلغَاءَ فِئَاتٍ مُعَيَّنَةٍ مِنَ التَّأشِيرَاتِ وَزِيَادَةَ الرُّسُومِ عَلَى المُهَاجِرِينَ.
هَذِهِ المُقتَرَحَاتُ تَتَوَافَقُ مَع وُعُودِ ترَامب السَّابِقَةِ بِتَطْبِيقِ "أَكبَرِ بَرنامَجٍ لِترحِيلِ المُهَاجِرِينَ غَيرِ الشَّرعِيِّينَ فِي تَارِيخِ أَمِيرِكَا"، وَتَنسَجِمُ مَع الخُطُوطِ العَرِيضَةِ لِبَرنامَجِ الحِزبِ الجُمهُورِيِّ.
المُناخُ وَالاقتِصَادُ:
يَدعُو المَشرُوعُ إِلَى تَقلِيصِ الإِنفَاقِ الفِيدرَالِيِّ عَلَى الطَّاقَةِ المُتَجَدِّدَةِ، وَإِيقَافِ "الحَربِ عَلَى النَّفطِ وَالغَازِ الطَّبِيعِيِّ". هَذَا يَتَمَاشَى مَع بَرنامَجِ الحِزبِ الجُمهُورِيِّ.
الإِجهَاضُ وَالأُسرَةُ:
لَا يَدعُو المَشرُوعُ إِلَى حَظرِ الإِجهَاضِ عَلَى مُستَوَى البِلادِ، وَلَكِنَّهُ يَقتَرِحُ مَنعَ استِخدَامِ حُبُوبِ الإِجهَاضِ، وَيُرَوِّجُ لِتَعرِيفٍ تَقلِيدِيٍّ لِلزَّوَاجِ وَالأُسرَةِ.
فِي هَذَا الصَّدَدِ، يَختَلِفُ المَشرُوعُ عَن بَرنامَجِ الحِزبِ الجُمهُورِيِّ، الَّذِي يَذكُرُ الإِجهَاضَ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقط، وَيَترُكُ قَضَايَا تَنظِيمِهِ لِلوِلايَاتِ.
التِّكنُولُوجِيَا وَالتَّعلِيمُ:
يَدعُو المَشرُوعُ إِلَى حَظرِ المَوَادِّ الإِباحِيَّةِ وَإِغلَاقِ الشَّرِكَاتِ الَّتِي تَسمَحُ بِالوُصُولِ إِلَيهَا، وَإِزَالَةِ مُصطَلَحَاتٍ مِثلَ "التَّوجُّهِ الجِنسِيِّ" وَ"المُسَاوَاةِ بَينَ الجِنسَينِ" مِنَ القَوَانِينِ الفِيدرَالِيَّةِ.
تَتَّفِقُ هَذِهِ الاقتِرَاحَاتُ مَع رُؤيَةِ الحِزبِ الجُمهُورِيِّ، الَّذِي يَدعُو إِلَى تَعزِيزِ دَورِ الوَالِدَينِ فِي التَّعلِيمِ، وَيُدِينُ مَا يَصِفُهُ بِـ"التَّلقِينِ السِّيَاسِيِّ لِلأَطفَالِ".
فِي النِّهَايَةِ، يَبقَى السُّؤَالُ مَطروحًا: هَل "مَشرُوعُ 2025" هُوَ حَقًّا خطَّةٌ لِحُكمِ أَمِيرِكَا، أَم أَنَّهُ يَحمِلُ فِي طَيَّاتِهِ تَهْدِيدًا لِمُستَقبَلِ البِلَادِ؟
المتواجون الان
699 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع