اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مرور قرن على تأسيس الحزب الشيوعي الإيراني// عادل حبه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عادل حبه

 

عرض صفحة الكاتب 

مرور قرن على تأسيس الحزب الشيوعي الإيراني

عادل حبه

 

في بداية القرن العشرين، تشكلت في ايران، وخاصة بين المهاجرين والعمال الإيرانيين العاملين في المؤسسات الروسية في باكو ومدن أخرى، منظمات يسارية ايرانية تأثرت باليسار الروسي وخاصة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي وتحديداً البلاشفة، وأطلقت على نفسها صفة (اجتماعيون عاميون). وساهم الديمقراطيون الاجتماعيون بنشاط وفعالية في الثورة الوطنية الديمقراطية الإيرانية "المشروطة" عام 1905. ولكن سرعان ما تكالبت بريطانيا وروسيا القيصرية وفئات اجتماعية رجعية وتيار من رجال الدين المتعصبين في داخل إيران، وألحقت الهزيمة بالمشروطة وثوارها، مما شتت قوى الثورة. وأضطر الكثير من قادتها وكوادرها إلى الهجرة سواء إلى روسيا أو إلى بلدان مجاورة وغربية. ولكن هذه القوى الثورية استمرت فينشاطها في الخارج، وخاصة في مناطق روسيا الجنوبية آنذاك (جمهورية آذربايجان حالياً) بسبب تمركز العمال الإيرانيون العاملون خاصة في الصناعة النفطية فيها. وفي شهر أيار عام 1917، وبعد انتصار ثورة شباط الروسية التي أدت إلى إسقاط القيصر الروسي ونظامه، تشكلت في باكو منظمة يسارية تحت أسم "عدالت" بقيادة أسد الله غفار زاده، كإمتداد للحركة الاشتراكية الديمقراطية الإيرانية التي تأثرت بالإحداث الكبرى التي عمت روسيا آنذاك خاصة بعد إندلاع ثورة اكتوبر في روسيا في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1917.

 

وعقدت هذه المنظمة، بالتعاون مع "حركة الغابة" (جنگليها)، أول مؤتمر لها في ميناء أنزلي الإيراني الواقع على بحر الخزر الذي توجد جهد عدد من المجاميع الثورية مثل "همت" وعدالت" وغيرها من المجاميع. أقر المؤتمر تبديل الأسم إلى الحزب الشيوعي الإيراني وانتخب قيادة له، حيث انتخب حيدر عمو أوغلي سكرتيراً عاماً للحزب وغدا كل من اسد الله غفار زادة السكرتير الأول و أوتيس سلطان زاده السكرتير الثاني للحزب. وأعلن في المؤتمر عن تأسيس الجمهورية الاشتراكية السوفييتية الإيرانية في منطقة گيلان من إيران، وهو حدث فريد جرى لأول مرة في المنطقة وفي القارة الأسيوية، وانتخب مرزا كوجك  خان أول رئيس لها. وضم الحزب شخصيات لامعة ومفكرين ورجال سياسة ومثقفين لعبوا دوراً بارزاً في تاريخ الحركة الشيوعية والعمالية العالمية ومنهم على سبيل المثال علی مسیو، کامران آقازاده، وسیروس بهرام‌ ونیکائین وغفار زاده. وسرعان ما إنضم إلى التنظيم الفتي للحركة الشيوعية والعمالية العالمية ..الأممية الشيوعية... التي تأسست في التاسع عشر من آذار عام 1919. وتشير وثائق الكومنترن التي تم الكشف عنها بعد زوال النظام السوفييتي إن هذا التنظيم نبع بالأساس من رحم الإيرانيين والفئات الكادحة الإيرانية ومن الفئة المثقفة التي عاشت الأحداث العاصفة التي جرت في أوربا خلال الحرب العالمية الأولى وتداعياتها بعد إنهيار عدد من الأمبراطوريات الأوربية (الأمبراطورية العثمانية وأمبراطورية المجر النمسا والأمبراطورية الألمانية) وتحملت المنظومة الاستعمارية للأمبريالية خسائر جسيمة خلال تلك الحرب، ورافقه صعود المد الديمقراطي واليساري على نطاق الدول الرأسمالية وانتعاش المد التحرري على نطاق بلدان آسيا وبقية الدول المستعمرة والخاضعة للنفوذ الأجنبي. وكما يشير الشهيد عبد الحسين آگاهي في كتابه "تاريخ الأحزاب السياسية في إيران" أن :"حزب الاجتماعیون- العامیون كان أول حزب منظم في إيران في ثورة المشروطة من عام 1905 إلى 1911. "(الشهيد عبد الحسين آگاهي كان من ضمن شهداء حزب توده ايران الذي تم إعدامهم خلال الحملة ضد حزب توده عام 1983).

 

وشرع الحزب الفتي بنشاط حثيث خاصة في المناطق المحرمة بالنسبة له في طهران وتبريز واصفهان وشيراز ومشهد وقزوين ومدن إيرانية أخرى. كما شارك الحزب في لقاءآت اقليمية مثل الاجتماع الموسع لهذه الأحزاب في آسيا الوسطى في مدينة طاشقند، ومثل الحزب أعضاء في اللجنة  المركزية. كما شارك الحزب في المؤتمر الأول للقسم الشرقي للكومنترن حيث عرض حيدر عمو أوغلي السكرتير العام للحزب الأوضاع الاقتصادية والسياسية في إيران، كما تطرق علي خان زاده إلى تكتيك الحزب، وشرح آوتيس ميكائيليان (سلطان زاده) تشكيل المجاميع العمالية ومجالس العمال والفلاحين في إيران.

 

أثار نشاط الحزب المتزايد قلق وحفيظة قوى خارجية( بريطانيا) وداخلية (قومية ودينية متعصبة) الذين  شرعوا بالتفتيش عن حل للحد من خطر هذا التصاعد في نشاط الحزب على مصالحهم، وقرروا اللجوء إلى الإنقلاب العسكري ، الذي قاده وزير الدفاع آنذاك وقائد لواء القوزاق التأديبي رضا خان في عام 1921. وتولى في عامي 1923 – 1925 بعد أن تم خلع كل أخر شاه من السلطة القاجارية، ثم أجبر مجلس الشورى على انتخابه شاهاً لايران، مدشناً عهد السلطة الشاهنشاهية البهلوية الاستبدادية.

 

وبعد أن عزز الشاه الجديد مواقعه في السلطة عام 1925، قام الحزب بإضراب واسع في شركة النفط الانجليزية في عام 1927، مما حدا برضا شاه إلى فرض قانون حظر النشاط الاشتراكي في عام 1929 (أدنى حكم على الناشط الاشتراكي هو 10 سنوات حسب ذلك القانون)، وشرع بهجوم ساحق على الحزب وأنصاره. ويقي هذا القانون سارياً حتى سقوط السلسلة البهلوية عام 1979 أثر الثورة الإيرانية. وفي خلال تلك الفترة تعرض الشيوعيين إلى الملاحقات والسجون، واعتقل خيرة كوادر الحزب ومنهم الشهيد الدكتور في الرياضيات والفليسوف تقي أراني الذي جرى تسميمه في السجن وفارق الحياة.

 

وهكذا طويت صفحة على فترة التأسيس بهيمنة أجواء بوليسية حرمت الشيوعيين الإيرانيين من أيشكل من أشكال النشاط العلني. وإنحاز رضا بهلوي في السنوات الأخيرة من حكمه إلى بلدان المحور الفاشي الألماني الايطالي الياباني ، مما أدى إلى قيام بريطانيا والاتحاد السوفياتي إلى غزو إيران والاطاحة بحكم رضا بهلوي عام 1941، وتنصيب ولي عهده محمد رضا بهلوي شاهاً على إيران ليبدأ فصلاً جديداً من تسلسل الأحداث في إيران انتهى بسقوط الشاه الجديد على يد شعبه في شباط عام 1979. ومع سقوط رضا شاه في عام 1941، دُشن عهد جديد، وأتيح للشيوعيين النشاط من جديد وبصيغة جديدة تحت إسم "حزب توده إيران" ( حزب الشعب أو حزب الجماهير) كتخفيف عن المسحة الإيديولوجية السابقة للحزب الشيوعي الإيراني بمبادرة من الشخصية اليسارية المخضرمة ميرزا سليمان اسكندري (والد الدكتور إيرج إسكندري السكرتير اللاحق لحزب توده إيران في السبعينيات من القرن الماضي). وبعد سقوط رضا شاه، إطلق سراح السجناء الشيوعيين وعادت الكوادر السابقة للحزب الشيوعي الإيراني من جديد إلى النشاط في إطار الحزب الجديد. وشارك الحزب في الحكومة الأئتلافية برئاسة قوام السلطنة بثلاثة وزراء من أعضاء اللجنة المركزية لحزب توده إيران وهم فريدون كشاورز وايرج اسكندري والدكتور مرتضى يزديك وزراء للثقافة والصناعة والصحة، كمؤشر على نهاية صفحة الاستبداد التي سادت في عهد الشاه الأب ولو بشكل مؤقت كما جرى لاحقاً. وتوفرت أجواء مناسبة للحراك القومي في آذربليجان وكردستان في تحقيق قدر من طموحاتهم القومية وتلقى هذا الحراك الدعم ن قبل حزب توده إيران أيضاً، إلى أن تم قمع هذا الحراك القومي بعد سنة وفي عام 1946 بعد إنسحاب القوات السوفييتية من شمال إيران بموجب إتفاق سابق بين دول التحالف المعادي للفاشية. ونشطت الحركات العمالية والنسوية والطلابية، ورعى الحزب النشاط الثقافي وتجاوز دوره كل الحركات السياسية الإيرانية في إزدهار الثقافة الإيرانية بكل مظاهرها.

 

ولكن ما أن القت الحرب العالمية الثانية أوزارها حتى أعلن الغرب على لسان ونستون تشرتشل الحرب الباردة التي تركت أجوائها السلبية على كل بلدان العالم، وبالطبع تضاعف هذا التأثير السلبي على إيران بسبب موقعها الجغرافي إلى جوار الإتحاد السوفييتي. وأزيح ممثلو حزب توده من تركيبة مجلس الوزراء، وبدأت الدول الغربية الضغط كي تزيح حزب توده من الميدان السياسي. وتطابق هذا النهج مع مصالح الطغمة الحاكمة ووسط يميني قومي- ديني أغرته أهداف الحرب الباردة ليضع كل ثقله إلى جانب المخطط الأمريكي – البريطاني. وكالعادة الجارية تم افتعال محاولة اغتيال الشاه في جامعة طهران لتوجيه الإتهام للحزب بتدبير هذه المحاولة، وتم الحظر على نشاط الحزب في الدقائق الأولى من الإعلان عن محاولة الاغتيال بعد أن عُثر على هوية عضوية في حزب توده في جيب المتهم، مما ينم عن تدبير وتآمر معد سلفاً ضد الحزب. وبدأ مسلسل الملاحقات وألقي القبض على عدد من قادة الحزب ومن بينهم نور الدين كيانوري( أصبح في عقد السبعينيات سكرتير اللجنة المركزية لحزب توده إيران ثم اعتقل عام 1983)، وحكم عليه بأحكام ثقيلة، إضافة إلى إعتقال الضابط الأسطوري التودوب خسرو روزبه( أعدم في عام 1956)، وتم تهريبهم من سجن قصر بعد فترة قصيرة من قبل تنظيم الضباط لحزب توده ايران، وغادروا أيران سراً.

 

وما أن تولى الدكتور محمد مصدق مسؤولية الحكم بعد قيام مظاهرات جماهيرية عارمة ضغطت على المجلس وفرضت عليه القبول باستيزار الدكتور محمد مصدق رغم معارضة الشاه وبطانته. ولعب حزب توده، رغم الحظر عليه، دوراً مؤثراً في دعم مصدق واستيزاره وتحقيق شعاره في تأميم النفط الإيرانية، وهو إجراء حدث لأول مرة في بلدان العالم الثالث ضد مصالح الشركات النفطية الاحتكارية، مما أثار جنون حكام الغرب والشركات الاحتكارية النفطية وشرعوا بتدبير المؤآمرات للإطاحة برئيس الوزراء الإيراني الشرعي. وحسب "الأصول" وعلى غرار ما جرى في بلادنا في 8 شباط 1963، اتحدت وكالات المخابرات الأجنبية في الولايات المتحدة وبريطانيا وشركات النفط الأجنبية وبدعم إقليمي من قبل حلفائهما صوب إضعاف الجبهة الداخلية لمصدق عبر إثارة الخلافات في الجبهة المساندة له وإثارة بعبع الخطر الشيوعي بوجه من أجل إثارة الخوف وتهميش حزب توده ايران وتجنيد أطراف في المؤسسة الدينية المحافظة ضد مصدق وإجراءاته الإصلاحية، هذه المؤسسة التي رفعت شعار:" سقوط الشاه يعني سقوط كل العمائم في إيران" على حد قول الشيخ ابو القاسم الكاشاني الذي دعم في البداية قرار تأميم النفط إلاّ أنه تراجع واستلم مبالغ نقدية من المخابرات المركزية الأمريكية حسب ما كشفته الوثائق التي أميط اللثام عنها في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة. ونجح الإنقلاب، والغي التأميم ليتولى كونسرسيوم نفطي غالبية أسهمه تعود للشركات الأمريكية ، ولم تحصل الشركات البريطانية النفطية إلاّ على الفتات وفقدت حصة الأسد التي كانت تمتلكها قبل التأميم. وبدأت، على غرار ما حدث في العراق بعد انقلاب شباط 1963، بتنظيم حمامات الدم ضد حزب توده ايران وملاحقة أعضائه وفتحت السجون على مصراعيها أمام خيرة شبيبة ايران، ومهدت ميادين الإعدام لخيرة ضباط الجيش الإيراني وجنوده من أعضاء حزب توده ايران والمئات من المناضلين الشيوعيين والديمقراطيين في إرهاب لم تشهده إيران منذ الإطاحة بالسلسلة القاجارية. الهدف الأساس هو تصفية حزب توده كلياً لتمهيد السبيل للهيمنة على البلاد لصالح قوى دولية تعيش على إذكاء أجواء الحرب الباردة لتأمين سطوتها على مقدرات الشعوب.

 

والعملية هذه استمرت حتى بعد سقوط الشاه عام 1979، حيث أصبح حزب توده هدفاً من جديد لمخططات خارجية وداخلية كي يتم تنفيذ مخططات لا تصب في مصلحة الشعب الإيراني، ولكن الآن بغلاف ديني يلامس مشاعر المؤمنين البسطاء. ومن جديد أصبحت الماكنة جاهزة للتنكيل والتصفيات بعد الهجوم على الحزب بدعاوى كاذبة لمجرد، من قبيل التجسس والسعي للانقلاب عسكري ضد الحكم بدعم سوفييتي، بعد أن رفع حزب توده شعار إنهاء الحرب العراقية الإيرانية مقابل شعار السلطة الذي ينص على أن :"الطريق إلى القدس عبر كربلاء" الذي يعني إصرار الحكم على الإستمرار بتلك الحرب القذرة العبثية التي استمرت ثماني سنوات والحقت ما الحقت بالشعبين الضحايا والخراب.

وبمناسبة مرور قرن على تأسيس الحزب الشيوعي الإيراني، ليسمح القارئ الكريم إطلاعه على نموذج استثنائي من نماذج الرعيل المؤسس للحزب وهو الشهيد آوتيس ميكائيليان (سلطان زاده). ولد سلطان زاده في سنة 1889 في مدينة مراغة الإيرانية، من عائلة أرمنية هاجرت إلى إيران. الأب هو حسين سلطان والأم مريم باجي. أنهى الفتى المدرسة الإبتدائية ثم انتقل إلى العاصمة الأرمنية يريفان، وسجل في مدرسة أرمنيان التي تعود إلى الكنيسة الأرمنية. وفي عمر الثامنة عشر التحق بالحركة الاشتراكية الديمقراطية الروسية في القفقاس، وفي عام 1913 أصبح عضواً في الجناح البلشفي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي. وساهم في نشاط النقابات العمالية قبل ثورة اكتوبر، وفي أثناء الثورة شارك في النشاط الثوري في مدينة بطرسبورغ.

الشهيد آوتيس ميكائيليان (سلطان زاده) مع إبنتيه

1889–1938

 

بعتبر سلطان زاده أحد مؤسسي حزب العدالة في إيران. وأصبح عضواً في هذا الحزب في آسيا الوسطى، وشجع العمال الإيرانيين على الإنضمام إلى الجيش الأحمر. وفي نيسان عام 1920، شارك في كنفرنس حزب العدالة في طاشقند حيث أعلن إنضمام سبعة آلاف إيراني إلى هذا الحزب. ومهد هذا الكونفرنس الطريق لعقد المؤتمر التأسيسي الأول للحزب الشيوعي الإيراني،الذي إنعقد في ميناء أنزلي. وجر انتخابه كسكرتير أول للجنة المركزية للحزب. وشارك في المؤتمر الثاني للكومنترن وأنتخب عضو في اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية. وفي عام 1921، أصبح مستشارا للينين زعيم ثورة اكتوبروترأس دائرة الشرق الأدنى في كميسارية الشؤون الخارجية في موسكو. وفي 25 من كانون الثاني عام 1922، قررت اللجنة التنفيذية للكومنترن تعيينه كممثل للحزب الشيوعي الإيراني في الكومنترن. في ذلك الوقت كانت سياسة الاتحاد السوفيتي تجاه إيران قائمة على دعم رضا خان  في المرحلة الأولى من سلطنته. واتخذ سلطان زاده موقفاً مماثلاً لموقف الحزب الشيوعي الإيراني في انتقاده لسياسة الاتحاد السوفياتي تجاه موقفه من رضا شاه. ونتيجة  لموقفه هذا ابتعد عن الحزب الشيوعي الإيراني وتخلى عن منصبه في الكومنترن. ومنذ عام 1927، عمل كمستشار اقتصادي في الاتحاد السوفييتي، ولعب دوراً مؤثراً في تأسيس معهد المصارف السوفييتي. وتولى منصب رئيس تحرير مجلة المصارف السوفييتية. وخلال هذه الفترة ألف سبعة كتب، اهمها "ايران المعاصرة" و"الأمبريالية الأنجليزية في إيران" و "النفط والفحم الحجري والعمال"، إضافة إلى عدد من الكتب الماركسية ومن ضمنها "الأجور والأسعار والأرباح" و "العمل والرأسمال" و "البيان الشيوعي" وتم ترجمتها  إلى اللغة  الفارسية تحت إشرافه.

في عام 1927، عاد إلى الحزب الشيوعي الإيراني وأصبح في قيادة الحزب بعد أن غيّر الكومنترن سياسته تجاه رضا شاه ونعته بالاستبداد واتهمه بقمع القوى التقدمية. واتخذ سلطان زاده موقفاً معارضاً لموقف السكرتير العام للحزب حيدر عمو أوغلي الذي طالب بالعمل المشترك مع ميرزا كوجك خان. وعارض العمل المشترك مع ميرزا كوجك خان وطالب بإجراء اصلاحات فورية باعتبارها المقدمة للثورة الاجتماعية في إيران. واعتبر أن رضا شاه ومنذ تسلمه مقادير الأمور بدا فردياً ورجعياً ومستبداً، وعبر سلطان زاده عن معارضته لما تنشره بعض الصحف السوفييتية التي تكيل المديح لرضا شاه معتبرة أياه شخصية وطنية معادية للأمبريالية.

شارك سلطانزاده في المؤتمر الثاني (1920) والثالث (1921) والسادس (1928) للكومنترن بإعتباره ممثل الحزب الشيوعي الإيراني. والتقى سلطان زاده مرتين مع لينين وبحث معه القضايا المتعلقة بالحركة الثورية في الشرق والمسائل المتعلقة بطروحات الكومنترن حول القضية القومية والمستعمرات. ومنذ عام 1935، شرع سلطان زاده بانتقاد البيروقراطية التي استشرت في الاتحاد السوفييتي. وفي السادس عشر من كانون الثاني عام 1938 ومع الشروع بحملة التصفيات السياسية في الاتحاد السوفييتي، وُجه الإتهام له كجاسوس لألمانيا النازية وأعدم رمياً بالرصاص. وبعد رحيل ستالين، أعاد الحزب الشيوعي السوفييتي الإعتبار له ودفن في مقبرة تليق بهذه الشخصية الفريدة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.