د.هاشم عبود الموسوي

تعليقي على الحوار بين الأخويين سلام كاظم فرج و صائب خليل

لازمتني منذ فترة ليست بالقصيرة رغبة بالكتابة عن ظاهرة صحفية فريدة لكاتب و مفكر إسمه " صائب خليل" ..وقد سبقني الأستاذ  المجتهد سلام كاظم فرج مشكورا بإجراء حوار مع هذه الشخصية منحتني شيئً من الأرتياح .. لأننا لا بد لنا في هذه الفترة الحرجة و المفصلية من تاريخ شعبنا  أن نقوم بإعطاء كل ذي حق حقه من أجل الا تغيب الحقائق ..

في الزمن الذي ظهر به محمد حسنين هيكل كصحافي متميز ، كانت هناك معطيات متعددة ساعدت على بروزه على الساحة الصحافية و إمكاناته الذاتية المتعددة وحركته الدؤوبة و الأحداث المتأججة في حينها  ساعدت كلها ليحسب كألمع صحفي على مستوى الوطن العربي

اليوم يظهر لنا صحافي عراقي يكتب بمعايير أخلاقية عالمية حديثة، ويوفر لنا ملاحظات  حقيقية ، في وقت تكاد تختلط فيه الأوراق

وهو متفاعل بصدق مع أي حدث عراقي أو عربي راهن ، حيث يتعرض الى خلفياته  و واقعه و آفاق تطوره  وفق تحليله و حدسه له ، واعيا  التأثير الدولي  والأقليمي و ليس ناقلا أو مقلدا لظاهرة صحافية سابقة . و قد يكون لبضعة مرات قد أخطأ التشخيص والتوصل الى النتائج الفعلية التي خالفتها نتائج الأحداث ، الا انه كان يطرح الأسئلة بجرأة ويضع الإشارات القوية .  التي كانت الأحزاب والمؤسسات تخشى و تتريث في طرحها مما جعل حواراتها منقوصة . إلا أن صائب خليل  كان لوحده مؤسسة أو فضائية ألكترونية فاعلة في أقوى وأشد الأزمات ..كان يتصدى ويعطي رأيه بكل صراحة . فقد إنتقد رئيس الوزراء ودافع عن الصدريين في أسوء ظرف مروا به وهو ليس منهم ( لا عقائديا  ولا مذهبيا ) ، وعاد  قبل إسبوع لينتقدهم على موقفهم المتشدد ضد قبول المالكي ، بعد إحتسابه لموازين القوى ،وخطورة موقفهم هذا على ما تؤول اليه النتائج .

أنا أعتقد بأن صائب خليل هو مدرسة يمكن للصحفيين الشباب  أن يتعلموا منها ، للجهد الأستثنائي الذي يبذله والمواضيع المهمة والحاسمة التي طرحها ويطرحها ..فلي الحق بأن أرشحه كأنشط صحافي  عراقي بعمل طوعبا  في السنوات الثلاث الأخيرة  متمنيا له دوام الصحة والنشاط. وأكرر شكري للأستاذ الفاضل سلام كاظم فرج  على مبادرته الطيبة وإثارته للأسئلة التي أفرغت قليلا مما في جعبة هذا العلم العراقي .

د.هاشم عبود الموسوي