اخر الاخبار:
إسرائيل توجه ضربات جديدة ضد حزب الله - الجمعة, 24 كانون2/يناير 2025 18:51
هزة أرضية شعر بها سكان أربيل ودهوك - الخميس, 23 كانون2/يناير 2025 19:08
لندن.. خمس إصابات بهجوم طعن جنوبي العاصمة - الخميس, 23 كانون2/يناير 2025 19:08
فرنسا.. مقتل مسلح لوّح بسكين قرب كنيسة - الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2025 18:56
أفغاني يثير الذعر في مدينة ألمانية - الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2025 18:48
الدفاع السورية تلوح باستخدام القوة ضد "قسد" - الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2025 18:47
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• بوابة طريبيل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د.هاشم عبود الموسوي

بوابة طريبيل

 

آثارهم .. أقدامهم .. 

ساروا على درب الرمال  

ساروا قوافل يحلمون  

بواحةٍ خضراء  

ترسمها الظلال

ساروا إلى غرب العراق

سرب من النمل

المهاجر للشتات

أهي القيامة قد أتت؟

وترى الجموع تدفقت

وترى العراق تجمعت..

وديانه وجباله

ورجاله، ونساؤه، ونخيله

وعصارة التاريخ

تقطرها المخافر في الحدود

وتروح تشربها الرمال

وكنت مثل الآخرين

أحنُّ للنخلِ الذي يلد الظلال

ماكنت أنوي

بيع آخر ما تبقى من جذور

لو تفتحوا قلبي الجريح

أي انتماءٍ

كنت أحمل للعراق

أيٍ من الصلوات أتلوها

أقدم من نذور

لتشهدي بوابة طرايبيل

كيف قد رجفت يداي

وأنا أشد علي..

وثيقة السفر البليدة

سأودع النخلات

أحتضن التراب

ها إنني عند المخافر في الحدود

أجلس بانتظار

هل تفتح ..

البوابة العمياء فكيها

فأخرج للنهار

بوابة طريبيل فج، في جدار

ولسوف لن ينساه

من عبر الربيع إلى الشتاء

سرب من النمل المهاجر للضياع

هي حبة القمح التي..

زرعت بأحشاء العراق

أشرافه وغزاته، والحاكمين..

بأمر الله..

كيف قد حملت إليه..

صلافة التاريخ..

والأوغاد .. والنذل الرقيع..

خبّأت في قلبي

جراحات السنين

ووقفت كالحمل الوديع

مع القطيع

وكنت مثل الآخرين

أرنوا إلى دفء الربيع

قد يُقطع الخيط الرفيع

وتضيع آمال السنين

أو ينجلي الدرب الطويل..

عن الصقيع

وتذوب في قلبي

عذابات السنين

لا شيء في الدنيا

يشابه ساعة الإفراج

عن طير حبيس

الهاربون من الجحيم

إلى الشتات

مهجرون من البلاد

إلى التشرد والممات

كلٌ يتمتم في صلاةْ

اليوم أقسم عن يقين

إني سمعت قلوب الجالسين

عند المخافر في الحدود

وهي تخفق باضطراب

مثل النواقيس العتيقة

تصرخ..

فوق أديرة القلاع

ولربما كان الصراخ

يبثه قلبي الجريح

ومنه يختلط السماع

من خلف شباكٍ صغيرْ

في غرفة التفتيش..

والنكد الأخيرْ

عينان جامدتان..

تلتهمان في حسدٍ ..

وجوه الواقفين

وشعرت أنّ حليب أمي..

قد تدفق في فمي

وسقى عروقي..

فرشت عباءتها الوثيرة

خبأتني تحت رمشيها

وداوت لي حروقي

هي سورة الرحمن

أتلوها .. وأعبر

لا أصدق أنني خلف الحدود

خلفي المشانق والعذابات الطويلة

وكذاك أسلحة الجنود

بوابة طريبيل عهداً

أن نزف لك النذور

يوماً إذا جئنا

لربما يوماً سيُحمل نعشنا

إليك آخر ما ملكت يدانا من نذور

آخر ما تبقى من بذور

  

 --------

 

 كتبت في أوائل تسعينات القرن العشرين

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.