كابوس في ليلة صيفية مقمرة
(قصة قصيرة جدا)
د. هاشم عبود الموسوي
إعتدنا بفصل الصيف ، وفي تلك السنوات الخوالي أن ننام ليلا فوق سقوف منازلنا ، تفاديا للشعور بالحرارة المختزنة ر في فضاءات الغرف غير المكيفة من جراء حرارة النهار... وحدث مرة في إحدى الليالي المقمرة البيضاء أن تسامرنا وسهرنا طويلا ، حتى أني شعرت بالنعاس الشديد وتركت الأخرين يتحدثون فيما بينهم وغرقت في نوم عميق . غير أني بعد ساعة من نومي نهضت مفزوعا ، أبحث عن جرة الماء لأبلل ريقي الذي تجفف من خلال مروري بحلم مرعب صاعد من حرارة جسمي وأسرع في نبضات قلبي .
لا أدري ونحن في فصل الصيف اللاهب ، كيف أني حلمت وأنا ضمن مجموعة من الناس بعضهم أعرفهم و آخرين لا أعرفهم وقد إمتطينا خيولنا
وسرنا على أرض متجمدة ، وفجأة هويت عن ظهر الحصان ووجدت نفسي فوق ثلوج موحشة ، شاهدت الأخرين وقد أصبحوا يبتعدون عني ويختفون في الضباب . صرت أراقب نجمات متناثرات في السماء ، وأراها تموت واحدة إثر أخرى . تساءلت مع نفسي : إذا مت وحيدا هنا فوق هذا المسطح الجليدي ، والذي لا تأوي إليه الديدان ، فهل سيبقى جسدى كاملا هنا ، ملقى على الثلج لسنوات طويلة ، حتى إذا ما حل قرع القارعة ؟ .