تأوهاتٌ على عتبات الشتاء
د. هاشم عبود الموسوي
الناس في بُشرى تعيشُ وتحلمُ
وأنا المُوَلّهُ لم أزلْ أتعلمُ
النملُ يَخزنُ للشتاءِ مؤنةً
وأنا أُفرطُ بالفصولِ وأهرمُ
فتحتُ عيني كي أرى ماذا أرى
عمري على وأدِ السنينِ مُقسّمُ
ما زلتُ أحسبُ بالحصى وأعدّها
وكأنني الطفلُ الغريرُ الواهمُ
كمْ خِلتُ أني لم أزلْ مستأنساً
فوق الرمال على الشواطئِ أحلمُ
ياقرّ مالكَ جائراً لا ترحمُ
صار التولهُ في السرابِ مُحرّمُ
كمْ كنتَ تزهو بالضفافِ وتبْسِمً
وتَبثُ أشرعة الضياءِ تهدّجاً
في لهوها وصلاتها للعاشقين تُهُوّمُ
وتراقصت في أفقها للحالمين الأنجمُ
لم يبق شئٌ من رحيقِ حبورها
شوقاً يُسربلُ في الحشا يتضرّمُ
لا طير يصدحُ في الهجيرِ مُغرداً
فوق الغصونِ الذاوياتِ مُرنّمُ
سبعون عاما والسنين على طوىً
يجري بي العمرُ العضوضُ وأكضمُ
كم زهرة في البرِّ يقتلها الظمى
وبفيئها تلهو الجنادبُ تنعمُ
دعني أُسِرُكَ ما أنوءُ وأكتمُ
لصفاءِ صحوكِ لم أزل أتوحمُ .
د.هاشم عبود الموسوي