كـتـاب ألموقع

• تداعيات عند عتبة الثورات

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف ابو الفوز

مقالات اخرى للكاتب

     تداعيات عند عتبة الثورات

 

في عام 1979 ، مع تسلط نظام حزب البعث العفلقي الصدامي ، ومع رفضنا لسياسة التبعيث والانضمام الى صفوف حزب البعث الشوفيني الفاشي ، اضطررنا لمغادرة الوطن ، ووصلنا الكويت، بعد ان اجبرنا ضباع صدام حسين على ترك وطننا . كان لنا صديق عراقي مقيم قريب الى السفارة الليبية في الكويت ، كان كل فترة يزورنا ويجلب لنا معه اشرطة تسجيل فاخرة الصنع مسجل عليها "الكتاب الاخضر" للأخ العقيد للقذافي ، كان يقول لهم : "شباب عرب يريدون يتثقفون بفكر الاخ العقيد " .

وكنا فورا نسجل عليها احسن الاغاني من داخل حسن ووحيدة خليل وفؤاد سالم وقطحان العطار الخ .

 عقيد مسخرة وكتاب اخضر مهزلة !

***

لي صديق ، شاعر عراقي كردي ، عاش وعمل لفترة في ليبيا ، كلما يظهر القذافي على التلفزيون يتحدث قال: "يبدو أنه قرأ مجلة جديدة ". صديقنا يقول هذا من تجربة  ومتابعة .

الطريف ان نفس القول صار يرد الى بالي كلما ظهر في التلفزيون يتحدث ، اي من الرؤساء العرب ، فهم يقرأون مجلات "التابلويد" ليحكوا لشعوبهم عن أصل البيبسي كولا و فوائد غسل الفم صباحا بمعجون الاسنان، وعن طول  مجرى نهر دجلة ، و ... الخ

 حكام مسخرة !

***

أتابع بلهفة وفخر ويدي على قلبي تطورات الاوضاع في البلاد العربية ، واشعر بأعتزاز وانا ارى شرارات نار الشهيد الشاب التونسي "محمد البوعزيزي " قد احرقت كل شوارع البلدان العربية ، ورؤوس حكام عديدين قد حان قطافها من قبل ثورات شعوبها المناضلة .

الطريف ان العديد من الحكام يغطون خوفهم بالحديث عن دالديمقراطية وكأنهم من قادة مظاهرات الاحتجاج وضد شبح حاكم مجهول لا علاقة لهم به !

***

المجازر التي حصلت في شوارع المدن الليبية ، بين صفوف الثائرين والمحتجين ، على ايدي قوات نظام معمر قذاف الدم ، والمرتزقة الذين جلبهم من دول اخرى ، دفعت بالعديد من السياسيين لمقارنتها ، بمجازر اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ، ومجازر الفاشية والنازية !

اليس من حقي كعراقي التساؤل : لم يتم تجاهل ونسيان جرائم ومجازر الديكتاتور صدام حسين بحق الشعب العراقي ، الم تكن بشاعتها كافية للمتحدثين ؟؟

***

حين اطلق المجرم الديكتاتور صدام صرخته ووعيده : " لن نسلم الحكم الا ارضا بل شعب " ، كان صادقا جدا مع نفسه كجلاد وحاكم ديكتاتور ، وهاكم ما ترك للعراقيين من مقابر جماعية وانفال وارامل ومعوقين ومفقودين وضحايا حروب .

العقيد معمر القذافي حين اغرق شوارع المدن الليبية بالدم فهو ايضا صادق مع نفسه  كحاكم جلاد ، وايضا مع لقبه " القذافي" اذ يرجع هذا اللقب الى نسبه لقبيلة " القذاذفة " نسبة إلى جد أعلى معروف بـ عمرو قذاف الدم !

***

الطغاة يتناسلون ،

الشعوب تجاربها تتلاقح ،

 والثورات لا تستنسخ !

22 شباط 2011

سماوة القطب