اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ما علاقـــة الانجيل "باللوغس"..؟// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

عرض صفحة الكاتب 

ما علاقـــة الانجيل "باللوغس"..؟

يعكوب ابونا

 

اولا معنى الانجيل وبعدها اللاهوتي في الكتاب المقدس.

الربُّ يَسوعُ المسيح يقول لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ أجمع، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها. مَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَان" مرقس (16: 15 و16) ..

 فالإنجيل هو الخبر السارة أو بشرى الخلاص لانه كلمة الله ، يسوع المسيح الذي حمل خطايانا وذنوبنا ، وقدم نفسه ذبيحة فداء لخلاص البشر ، ومات من اجل تبريرنا، وبقيامته من القبر اقامنا معه الى الامجاد السماوية.. من يؤمن به يخلص ومن لم يؤمن يدان ..

   عملية الفداء الخلاصي يكون من الصعب ان يفهما كل واحد، لذلك نجد الغالبية العظمى من الذين يقرأون "الانجيل" او الكتاب المقدس عموما يجده كتاب سهل وسلس في تركيب جمله ومفرداته، وهناك من يذهب ابعد من هذا الى القول بان الكتاب المقدس بسيط بمعانيه..!!؟

 

 صحيح قد يكون الانطباع الاول في قراءه الكتاب المقدس بانه كتاب بسيط وسلس بمفرداته وليس فيه تعقيدات لغوية او نحويه، وسبب ذلك لانه كتاب خلاص جاء لعامة الناس ليفهومه ويتعلموا من مفردراته ومعانيه، وليس كتاب اختصاص جاء لنخبه معينه من الناس ليتاجروا بمعانيه بسطاء الناس ، فهو كتاب متاح للجميع ، والا ما فائدة الكتاب الذي لايفهم الا من قله قليلة من الناس، هم الغارسون بالعلم!!؟ ..

   فلاهوت الكتاب المقدس يؤكد بانه هو في فكر كل انسان ويمتلك قلب كل من يقرأه... وهذه هي ميزة هذا الكتاب، اقولها بصراحة وعن تجرية موضوعية وممارسة فعلية، بانه كلما قراءة هذا الكتاب ستجد فيه من فهم الامور والدلالات السامية التي ما خفي عنك في قراءتك السابقة له. وهنا تكمن عظمة الكتاب وقدسية ومعانيه، لأن يخاطب كل إنسان في كل الازمنه وفي كل الظروف ويستجيب بفرح لمن يقرأه وتجد فيه الحقيقة المفرحة والحقيقة المرة. فالكتاب المقدس يشبع الجوع الروحي والنفسي للانسان، ويرشد البشر لطريق الحياة الأبدية. ففي الكتاب المقدس تعلن قوة الله المخلِّصة والمقدِّسة ، والله حي يعمل في التاريخ الانساني العام والخاص بواسطة كلمته المقدَّسة لإتمام مقاصده في حياة كل إنسان في الوجود وفي العالم، وأعظم  برهان على أن الكتاب المقدس هو كلمة الله ...

  في رسالة بولس الثانية الى تلميذه تيموثاوس 3 : 16 " كلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيم وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، " ...

 وان سلطان الكتاب المقدس ينبع اساسا من حقيقة ان الله هو كاتبه بالروح القدس وبواسطة عبيده الانبياء ، يقول بعد ان كلم الاباء بالانبياء.. كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شئ الذي به ايضا عمل العالمين عبرانين 1: 1.، ويقول الرسول بطرس برسالته الثانية 1: 21 " لأنه لم تأتِ نبوءة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس"..

    كتب الكتاب المقدس باللغات التي كانت متشره ومعروفه في ذلك الزمن منها..

العبرية : وهي لغة العهد القديم ، وهي تدعى اللسان اليهودي .

الارامية : وهي اللغة السائده في الشرق الاوسط وتكلم بها الرب يسوع المسيح. اليونانية : لغة العهد الجديد فكانت اللغة الرسمية  للدولة في زمن السيد المسيح..

 

 في حدود عام 400 م قام القديس جيروم الذي يعتبر من أعظم آباء الغرب في تفسير الكتاب المقدس، بترجمة اسفار العهد الجديد ال " 27 " سفرا الى اللاتينية، التي تسمى ( الفولجاتا ) وقام بجمعها مع كتاب العهد القديم ليكونوا كتابا واحد فاطلق عليهما الكتاب المقدس مجتمعا ككتاب واحد، فميزه هذا الكتاب يمثل الوحدة مع التنوع، بمعنى هذا الكتاب كتب بازمنه مختلفه وظروف مختلفه، واناس مختلفون بلغوا 40 كاتبا بمختلف الثقافات والمكانه الاجتماعية، وامتدت فترة كتابته اكثر من 1660 عام ، الا انه بقى كتلبا واحد هو كتاب الله ، مترابط متكامل في فحواه ومعناه، بدأ من اول سفر التكوين في العهد القديم ، الى اخر سفر الرؤيا في العهد الجديد تجده سلسلة واحدة بمعانيها واهدافها متكامله بعضها بعضا، في اللاهوتي للخلاص بالرب "يسوع  المسيح" الذي قدم نفسه على الصليب بارادته ليكمل كل ما قيل عنه في ناموس موسى والانبياء والمزامير " انجيل لوقا " 24 : 44 – 49 "...

  المسيحيون واليهود، يؤمنون ايمانا قاطعا، بأن هذا الكتاب معصوم، وثابت إلى الأبد، وغير قابل للنقض، لان الله يظهر بكلام مؤلفيه، فدراسة الكتاب هي الطريقة المثلى للتواصل مع الله، فلا يمكن فصل الله عن رسالته وكلمته..

 

   مامعنى الكلمة: اشتقاقا الكلمة لفظة ينطقها الانسان ليعبر عن معنى يقصده  ليوصله الى الاخر، والمعنى تاتي من المعرفة، والمعرفة يحددها الادراك، والادراك يجمعه العقل، والعقل يعكسه الفكر، ( بمعنى اوضح الانسان يقدم فكره عندما يتكلم، ولا يقال قدم عقله.، ولو المفهوم واحد ) ...  بهذا المفهوم البسيط وبدون تعقيدات  نتوصل الى فهم لاهوت الكلمة بانه فكر" والفكر هو الكلمة ،..

     كان هذا المفهوم عند اليونان اذ اطلق عليه مصطلح "اللوغوس"  (بالإغريقية: Λούος) (بالإنجليزية: Logos)‏، وهي من أشد الكلمات أهمية، إذ تدل في سياقات شتى على مدلولات متعددة، كالخطاب، اللغة، العقل الكلي، كلمة الإله، من بين معان أخرى.

 فمفهوم كلمة اللوغس في الفكر اليوناني والهلينسي، ينسب الى اول من استخدمها هو فيلسوف التغير هيرقليطس (540 ــ 475 ق. م)، اذ أعتبر اللوغس القانون الكلي الذي يكمن وراء كل هذه التحولات الكونية الهائلة، بل الذي يسري في صميم هذا الوجود، و (من كتاب: هيراقليطس فيلسوف التغير) (بالرغم من ان هذه الكلمه "اللوغوس" صادقة منذ الازل فان الناس لا يستطيعون فهمها, ليس ذلك قبل سماعها فحسب بل بعد ان يسمعوها لاول مره حتي اننا نقول: انه بالرغم من ان لكل الاشياء تحدث متطابقه مع هذه الكلمه " اللوغوس"  فانه يبدو ان الناس ليس لديهم ايه خبره ( لفهم معناه ) ...."

 لم يبقى الامر قاصرا على هذا الفهم، بل تطور أستعماله على يد الفيلسوف اليهودي الاسكندري فيلون ( 20 قبل الميلاد وتوفي 50 بعد الميلاد ) تعالى بمفهوم اللوغوس ليجعله الوسيط بين الله وبين العالم، كان يرى أن كلمة الله هي اللوغوس الأول لانها الوسيط الأول ." ..

    كما كان كل فيلسوف يؤسس لـ (لوغوس)، لمدرسته الفلسفية هذا المفهوم ،  حتى السفسطائية لها لوغوسها الحاكم، والجدلية رغم أنها فلسفة الحركة، ولكن اعتمادها قانون الجدل الذي يؤسس على اساس الفكر والطبيعة ل " لوغس " بشكل نهائي ،.

 وعرفه الرواقيون، فاعتبروا بأن العقل أو اللوغوس هو المبدأ الفعال في العالم، وهو الذي يشع فيه الحياة، وينظم ويرشد العنصر السلبي في العالم وهو المادة: إن اللوغوس هو المبدأ الفعال في الهيولى، إنه الله، وهو سرمدي، وهو الفعال لكل شيء من خلال المادة ....

 هذا المفهوم الفلسفي عن الله عند اليونان قاد الرسول بولس الى القول في رومية 1 : 18 – 20 " كان ممكنا ان يدركوا الله ويؤمنوا به من خلال مصنوعاته السرمدية ولاهوته حتى انهم بلا عذر "..

 وفي العهد القديم، فيما شرحوه شراحهم وفسروه بان الكلمة " وبالعبرية " Memra    وباليونانية  Logos وعند شرحهم لما جاء في " تك 3 : 8 " قالوا سمعنا صوت " الكلمة ماشيا " في الجنة،  ونسبوا اعمال الخلق الى " الكلمة " وكان اعتقادهم ان" الكلمة " هو الذي تكلم مع الاباء ، وهو من اخرج اليهود من مصر، وهو سكن في خيمة الاجتماع ، والى .. الاخرى ، اعتقادا بان كل معاملات الرب معهم في القديم كانت بواسطة ، الكلمة، ... 

   الغايه من هذا المقدمة لكي نفهم العلاقة بين الانجيل المقدس وبين اللوغس ،؟؟ من خلال ما قدمه البشير يوحنا في انجيله ،

  عندما يبدأ البشير يوحنا انجيله في الاصحاح الاول يقول "، في البدء كان الكلمة".. وكانه قد استعار استخدام التعبير" الكلمة " ليس فقط من مفردات العهد القديم، بل ايضأ من الفلسفة اليونانية، حيث ان التعبير في الاساس هو المبدأ العقلي " للمنطق " الالهي او الفكر الالهي او الحكمة الالهية ، ولكن هذا ليس كما يعتقده البعض بانه الخلفية الحصرية لفكر يوحنا، بل بالعكس ان يوحنا تشبع  بهذا التعبير كليا من العهد القديم، اذ ان مصطلح الكلمة كان معروفا لانه يعبر عن الله ، ..

    نقرأ أنجيل يوحنا 1 : 1 يقول "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله  ". .. بفهم اللاهوت الكتابي يعطينا ثبات في الرؤية بان الكلمة تشير الى شخص الرب يسوع المسيح، لان الاية بمفهومها اللاهوتي تشير الى" في البدء كان المسيح ، وكان المسيح عند الله،  وكان المسيح الله "... بمعنى اخر " في البدء كان الكلمة اللوغس المسيح " " وكان اللوغس المسيح عند الله ، وكان اللوغس المسيح هو الله "... 

   نلاخظ بان الكلمة ترد ثلاثة مرات هنا ، الاولى تعبر عن الفكر الى اللوغس / المسيح ، وفي الثانية تشير الى اللوغس عند الله ، بمعنى ان المسيح الاقنوم الثاني / عند الله ، يقول يو14 : 10 انا في الاب والاب في ". وفي 10 : 30 يقول انا والاب واحد "..  وفي الثالثة ترد بان اللوغس الكلمة هو المسيح الله . الذي به كان كل شئ وبغيره لم يكن شئ مما كان ، " يو 1 : 3 "  والعبرانين 1 : 2"...

  وترد للمرة الرابعة  والاخيرة  " الكلمة " في هذا الاصحاح يو 1 : 14 " والكلمة صار جسدا وحل بيننا ، ورأينا مجده مجدا ".. ، وفي فيلبي 2 : 7 " اخلى نفسه واخذ صورة عبد ". هذا هو المسيح اللوغس الكلمة / فكر الله، الذي اخذ صورة العبد،  وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر بالجسد "  1 تي 3 : 16 "..

عند آباء الكنيسة

الآباء المسيحيون: يوستينوس، وكليمانس السكندري، واوريجانس السكندري، فوجدوا في فكرة اللوغوس وسيلة لتفسير الاتفاق بين الفلسفة اليونانية والعقيدة المسيحية، بأن ادعوا أن اللوغوس هو مصدر كلتيهما، والينبوع الوحيد لكل حقيقة. وفي تصوّر آباء الكنيسة لـ اللوغوس، أكدوا أمرين:

     التساوي التام بين اللوغوس وبين ابن الله وبين الله الآب.

     مشاركة الجنس البشري في اللوغوس من حيث هو العقل.

 وفي قرار المجامع الكنسية

في مجامع (نيقيه، 325 أفسس 431) القول بالتساوي بين الله وبين الابن والذي هو الكلمة (اللوغوس). ومنذ ذلك التاريخ صار اللوغوس يشكل معنى دينياً، أكثر منه فلسفياً. .... “.

 

    نعمة ربنا ومخلصا يسوع المسيح معكم في عامنا الجديد، ويبارك مسعاكم في طريق الخلاص ، المسيح هو الوحيد - طريق الحق والحياة - ..  أميـــــــــــــن ...

يعكوب ابونا ....

................. 6/1 /2023

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.