كـتـاب ألموقع

• المواقف من انتفاضة 25 فبراير وتهاوي احجار الدومينو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

احسان جواد كاظم

مقالات اخرى للكاتب

    المواقف من انتفاضة 25 فبراير وتهاوي احجار الدومينو

 

فتحت باب التغيير العراقية ومامن شيْ ولا من احد قادر على اغلاقها. فتحت بعزم شبيبتنا وبمفتاح انتفاضتهم... انتفاضة الغضب العراقي التي تفجرت ضد من تلطخت اياديهم بدماء العراقيين وضد من سرقوا قوتهم واحلامهم. اننا على طريق الحرية والديمقراطية التي لا مرد لها.

كلنا تابع تداعيات قمع التظاهرات السلمية في ساحة التحرير ببغداد وانقلاب السحر على الساحر.

فقد نال المنتفضون اعجاب وتضامن المزيد من المواطنين واستقطبوا شرائحا اجتماعية جديدة, مع تنامى ملحوظ للتفاؤل الشعبي بحصول تغيير حقيقي, لذا فان من المتوقع ان تشهد( جمعة الكرامة) 4 آذار تغيرا حاسما على صعيد المشاركة الشعبية لصالح الانتفاضة .

 

تباينت مواقف القوى السياسية داخل الحكم وخارجه من الانتفاضة وينبغي على عموم شعبنا تذكرها دائما :

فقد كان موقف الفاسدين والمستفيدين من محاصصة الغنائم, معاديا للانتفاضة وهذا طبيعي ومفهوم من قوى معادية لمصالح شعبنا.. هؤلاء يجب اسقاطهم.

 

وهناك من عاداها متأثرا بفرية المالكي ( بكونها مخترقة من قوى معادية) ورغم انكشاف الكذبة, اخذتهم عزة النفس عن الاعتراف بالخطأ. هؤلاء مهمشون وهمشوا انفسهم. فهم مكابرون لايمكن التعويل عليهم.

 

ثم هناك من ساندوا موقف حليفهم المالكي ثم تنصلوا عنه, عندما اصبح الهزل جدا. كمقتدى الصدر وتياره, ومحاولتهم ركوب الموجة باقتراح استفتاء الخدمات المضحك للهروب الى الامام. هؤلاء كذابون فاجتنبوهم.

 

ويوجد من صدق الافتراءات على الانتفاضة ثم اكتشف الخدعة وصحح خطأه, فكانت له فضيلة الاعتراف بالخطأ. وعادوا عن معاداتها الى مساندتها. وهم جمع من منتخبي احزاب المحاصصة التي أثرت قياداتها وافتقروا. هؤلاء حقانيون فاحتضنوهم..

 

ثم شباب الانتفاضة والداعمون لهم والمؤمنون بأهدافها, هم ضمير شعبنا. هؤلاء هم امل التغيير وبناته الحقيقيون فسيروا وراءهم.

 

كانت انتفاضة شعبنا الوليدة قد قطفت رؤوسا لبعض الفاسدين, كانت قد اينعت, بدون اراقة دماءهم. وانتزعت تنازلات. لكن انجازاتها تميزت عن نظيراتها من انتفاضات شعوب المنطقة في تونس ومصر ثم اليمن وايران وحتى البحرين وعمان... حيث أن تهاوي احجار الدومينو المتوالي ـ داخليا ـ طال عندنا رموز اقطاعيات احزاب المحاصصة الدنيا لتتسلق بزخم عال, اعلى سلم المحاصصة الوظيفي الدولتي للاطاحة باساطينها, بينما بدأ في البلدان الاخرى بتهاوي قممها ومسؤوليها الكبار لتنحدر نحو الادنى من مسؤولي انظمة الاستبداد .

ان ذلك مرتبط بلاشك, باختلاف التكوين البنيوي للسلطات الحاكمة وطبيعة نظمها... فالعراق يتميز عن غيره من البلدان التي انتفضت شعوبها, بوجود عملية سياسية بمظاهر ديمقراطية, تستوجب تجذيرها وتحويلها الى ديمقراطية حقيقية لاديمقراطية محاصصة فئوية فاسدة.

 

ومن غريب ماطالب به بعض ممثلي السلطة في العراق المنتفضين , عدم تسييس المطالب الشعبية الداعية لتوفير الخدمات واطلاق الحريات.

لكن ببساطة شديدة وبدون فذلكات فكرية او تفلسف:

أليس اطلاق الحريات, سيؤدي بالضرورة الى المزيد من المشاركة الشعبية في الشأن السياسي ؟

أليس مطلب اقالة عضو مجلس بلدي, جاءت به محاصصاتكم الحزبية, فعل سياسي ؟

ثم أليس التظاهر ضد شيْ ما, هو بحد ذاته فعل سياسي ؟

 

نصيحة لحكامنا : لاتكونوا كمن ظل متمسكا بغيّه فضل... اعتبروا !