اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

تجانس السلطتين توافقيا القبلية الزمنية.. والمذهبية الدينية حصرا// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

تجانس السلطتين توافقيا

القبلية الزمنية.. والمذهبية الدينية حصرا

يوسف زرا

6/1/2018

 

بدءا لا بد ان نقول:- منذ ظهور الحياة على هذا الكوكب. وبسبب فرضية التعاون الاجتماعي بين الرجل والمرأة ( نموذجي الحياة) فكان الحاصل هو ظهور نواة العائلة. بسبب الفرضية ايضا لمشاعية الحياة البدائية, وانصراف الرجل للصيد البري والبحري العشوائي.

وبسبب حتمية عفوية العالقة الفطرية الحيوانية للحياة العامة. والعلاقة الجنسية خاصة. ظهر تعدد الرجال لدى المراة. كاستحقاق ظرفي بدون منازع ولفترة دهور ما...

وبعد ان امتد الزمن بين الجنسين.. فكان ايضا بوادر ظهور النظام البدائي الاجتماعي القبلي كأول طبقة خاصة. تولى الرجل فيها السلطة الزمنية المطلقة على العائلة وذلك بعد ظهور نظام تعدد الزوجات بالنسبة للرجل... فاتسعت سلطته وامتدت لتشمل مساحة التجمع العائلي المتكون من الجيل الوالدين – ثم شمل الاحفاد واحفاد الاحفاد وووو.

وظهر في عهد المرأة ومن جراء نشاطها البدائي. طلائع القرية الزراعية البدائية التي حطت دعائمها كنواة للمجتمع الرحب. وبنمو القرية المذكورة بعدة اجيال فظهرت فروع لاحفاد الاحفاد – اي – الافخاذ. وبسبب اهمية مركزية الحياة وتماسك الاحفاد. فكان ذلك ما ورد اعلاه. كظهور طبقة اجتماعية بسلطة مركزية – بطريركية – اي مطلقة – وفرض معها ما لم يكن معروفا مسبقا. بالقيم والعادات ذات اصول اجتماعية صارمة. فكان لا بد من احترامها والتقييد بها. والا الكل امام المسؤولية الطبقية مباشرة ومن هنا بدا النظام الجديد يمزق الجبة الاحادية في مسؤولية الحياة العائلية.

ولا بد ان تنمو مع ذلك الحاجة لعلاقة الانسان بالأرض والتخصص البدائي للنشاط اليومي وحسب حاجة التجمع الجديد لجميع مفردات الحياة الانية الملحة الاقتصادية البسيطة. وبدا استثمار الارض زراعيا كمصدر للغذاء.

وبسبب انفراد الانسان بالتخصص الفكري للوعي والادراك لما حوله من الظواهر الطبيعية التي تمس وضعه الظرفي من التي تتعامل معه سلبيا كالزلازل والفيضانات والعواصف الثلجية والرملية والتي قد تؤدي بحياته. او الى مخاطر جمه. ولا بد من التفكير بكيفية حدوثها واسبابها والوقاية منها...

وغيرها ايجابيا كظهور الشمس نهارا وتمتعه بشكل جلي بما حولها من المناظر الطبيعية والنباتات المفيدة له في تغذيته وثم اصناف الحيوانات البرية والبحرية والنهرية كالأسماك والطيور والغزلان والارانب وغيرها.

الى جانب انشغال فكره بكيفية حدوث الليل بغياب الشمس وظهور القمر بأجزائه وثم تكامله عبر فترة وجيزة. او اختفائه جزئيا وكليا لفترة ما. مما ادى الى عمق التأمل ولا بد بفكرة في مجالات خارج حاجاته المادية الضرورية اليومية التقليدية. بمعنى ظهور الافق الجديد لمتسلقه لمفهوم ظواهر الطبيعية والحياة العامة – اي ظهور العقيدة الدينية التي ساقته الى الخضوع الكلي, ولا بد من تقديم بعض التنازلات. او اعترافه بالتبعية اللاإرادية لقوى خارج ادراكه العقلي.

فعلا انها مرحلة جديدة في الحياة العامة للإنسان واصبح ملزما ان يعير ذلك الاهتمام اللازم للحياة الانية للفرد في هذه الدنيا وما يجب ان يتأمل ان يتوقع بوجود حياة في عالم اخر من بعد الممات. فظهر المعبد اي دار الالتقاء الجمعي للنخبة المميزة وتخصيص طقوس ومراسيم زمنية لذلك, الى جانب تقديم بعض انواع القرابين من الاحياء او من بني جنسه في مناسبات مقدسة بغية كسب رضا هذه القوى غير المدركة ومظاهرها المتباينة طيلة حياة الاحياء عامة والانسان خاصة.

فجاءت هذه الطفرة الفكرية اللاإرادية (كإطار) يحدد فيه الرؤية المهمة لمفهوم العبادة وعلاقتها بباقي القيم والعادات التي ولدت مع تطور حياته ضمن مركزية اجتماعية وبتخصص رجل او مجموعة احاد من الرجال يقتدى بهم ويجب اطاعتهم بدون اي اعتراض واطاعة الرجل الديني الذي اصبح التوأم الاساسي لحياته الجديدة ضمن المجتمع القبلي – الاقطاعي... اي اهمية تحالف السلطتين الزمنية لرجل القبيلة او العشيرة, والدينية للرجل الديني دون منافس لهما في اية اوامر او تعليمات تخص مجرى الحياة للفرد او المجتمع القائم.

وان ما جاء في الصفحتين من السرد التاريخي لبدء ظهور الحياة بصورة عامة والانسان (الكائن المميز) وتفاعل سلوكه الاجتماعي وتفكيره الفلسفي ضمن افرازاته اليومية وتطلعه الى فهم ما حوله من الظواهر الطبيعية واسبابها وعلاقة الانسان بها.

الا انه في كثير من الاوساط الجغرافية عبر التاريخ قامت حضارات متجانسة في حياتها الاجتماعية والفكرية ومتباينة مع غيرها ايضا. وسبب ذلك ان البيئة المناخية وطوبغرافية الارض وانحسار الفكر الانساني بمجمل حياته الانية وثم ما بعد الممات ودور المرجعيات الدينية بدون استثناء ومنذ القدم وتعطشها الى ممارسة السلطة المطلقة (سيادتها على الارض والمجتمع) بمفهوم التفويض الالهي. منذ عبادة ظواهر الطبيعة ثم عبادة الاشخاص. وثم عبادة (اللـه) الاديان السماوية.

لم يهدئ الصراع ولا لحظة واحدة ضمن من احتكر بامتياز خاص السلطة – الزمنية – للحكام والملوك وتحالفهم عبر العصور ولا زال مع محاور او مراكز السلطة الدينية ذات النفوذ المباشر على جميع مكونات المجتمع القائم في وسطهم الجغرافي ( الاقليمي تحديدا).

ولا بد من تنوع هذا الصراع الى تعدد بؤر لافراد يجتهدون في تفسير او تأويل جوهر اية عقيدة واركانها المهمة في حياة الفرد والمجتمع, فانقسم الوسط الديني – متوازيا مع الوسط الاجتماعي الى مذاهب وافخاذ كل بفرض وجوده وفق نصوص عقائدية منسوية الى (هذا الرمز التاريخي للعبادة) والى انتساب الناطق باسم مسؤول الفخذ الاجتماعي. ضمن عشيرة معينة واهلية بتقرير مسيرة العشيرة واهمية تماسك لحمتها تحت قيادته. وهكذا الرجل الديني المفوض من الرمز المعبود الغير المدرك. الا من قبله, وتوافقيا مع السلطة الزمنية لرئيس القبيلة او الفخذ.

وها هي جميع دول واقاليم منطقة الشرق الاوسط عامة والعربية الاسلامية والمتداخلة معها  -  من الديانات القديمة والجديدة المسيحية وغيرها.

وهو ما يفينا تناوله في هذا الموضوع. وما الت اليه حالة الاقوام – القبلية والدينية المذهبية من ضياع هويتها الانسانية في التعامل مع بعضها.

لان مصالح الرموز الدينية والاجتماعية القبلية تقضي بذلك. وهي متوافقة مع مصالح القوى الكبرى الدولية والاقليمية في استثمار هذه الحالة وتأجيج المترسب منها في البنى التحتية لجميع اديان ومذاهب المنطقة. مما ادى ومنذ عقود استفحال النزاعات والحروب الاهلية واذكاء نارها مدى الايام وبدون توقف او بعض الهدوء لفترة ما.

منها هي الديانة المسيحية الاقدم تعاني من الانقسام الفكري في مفهوم شخصية المسيح وكل يسعى للاستئثار بما تبقى من شتات اتباع كل مذهب وبعبادة قبلية او قومية. او عمامة دينية مدعوما من الاكثر نفوذا سياسيا واجتماعيا على ارض الواقع.

اما الاوساط السياسية بصورة عامة لأبناء هذه الديانة فان وضعهم اكثر بؤساً في التعامل مع نده من تحمل السياسة الفاعلة في الميدان الجغرافي منذ اكثر من اربعة عقود. كل يحاول اثبات اهدافه القريبة والبعيدة في تحقيق ما نفذ من عمق التاريخ بسبب النزاع على التسمية التاريخية وعلاقتها بالميدان الجغرافي الحضاري السابق.

ولم يعد ممكناً تحديد وضع يخدم احدهم في اية بقعة جغرافية مهما كبرت او صغرت.

فان واقع الحال وبدون مراوغة, للأقليات القومية – الاثنية, الدينية المذهبية, للمسيحية حصرا. باتت مرجعياتها وقيادة حركاتها السياسية (ويجب الاشارة الى غياب النماذج التاريخية الاجتماعية (لانتهاء مهامها).

اما تابعة عفويا بإرادتها, ويعزي ذلك الى انتشار الضعف واصابة الوهن لكيانات غالبية النماذج المتفاعلة جهدا في قيادة التعدد الاثني والطائفي والقومي بالمفهوم الطبقي التاريخي – المذهبي الديني.

او مرتبطة لا اراديا (نسبيا) بأصحاب النفوذ الفاعل والمتحكمة داخليا, وخارجيا الى القوى السياسية للأحزاب القومية والدينية – العربية – الاسلامية – والكردية. وحتى اقليميا ودوليا.

وان غالبية الحركات السياسية ذات بعض التأثير المتبقي في الميدان الاجتماعي وبتسميات قومية تاريخية. لا حول لها غير الانصياع لما يقوله المحفل الدولي ومنظماته والتي لا تحصى عدداً واسماءً واهدافاً. والمبطنة بانتسابها لبعض الدول الغربية, وفي مقدمتها. الولايات المتحدة الامريكية. سواء تشعر وتعلم بذلك جليا. ثم تضم راسها. او تحاول خلق المبررات الفعلية والمنطقية المتحكمة بمسيرة شعوب المنطقة ككل ولا غير.

واخيرا. انه الفعل – المتحكم قسراً لتجانس السلطتين توافقياً في المنطقة حصرا فقط.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.