كـتـاب ألموقع
• طوق الياسمين
قصه : انتصار عابد بكري
طوق الياسمين
كل شيء كان يوحي بالنهاية ، شجرة الصفصاف العارية والحديقة الذابلة والأشواك العالية ، حتى القطط ما عادت تتفقد طعاما حول ذلك المنزل الكبير الذي كانت شبابيكه المغلقة شبيهة بالقصر المهجور .
ماء البحر هناك جف وابتعد عن الشاطىء ، الرمل الذي كم مرة حفر عفيف اسمه عليه مع ياسمينة اختبأ من رطم الموج خلف الصخرة .
لا شيء هناك سوى ضوء ضئيل ربما أخبر أن هناك من أحد !
كانت أنثى تدور حول المنزل وهي التي نسيت من أين الدخول ... زهرة الياسمين التي زرعتها ما زالت وقد غطت المدخل.
دقت عدة مرات ، حتى حصلت على جواب وكان أن فتح الباب .
شخص شاحب ، ضعيف ، ذو لحية وشعر طويل ، ملامحه تعبة ... تأمل طويلا في تلك الأنثى ، وجهها المشرق أخفى ضوء القنديل ، وهو الذي عرفها بذاكرته السريعة .
انها ياسمينة التي ابتلعها البحر قبل سنين لم يأكلها السمك ، لم تمت ما زالت على قيد الحياة !!!
رغرغت عيناها وأقفل عيناه ، ضمته كما تضم السماء غيومها والأرض ترابها والزهر أريجه ، فاستمد حرارة لتدفىء أطرافه الباردة .
جلسا هناك على الكنبة بالشرفة الطالة على البحر بصمت آخر ، كان أشبه بصمت القبور .
ثم تمتمت ياسمينة حكاية غربتها كيف فقدت ذاكرتها بعد ان قذف البحر المركب ، وحضنتها عائلة طيبة حتى اشتدت قواها وتسنت لها فرصة العودة .
طوق الاثنين بعضهما ، تهامست الأنفاس وتلامست الأجساد ، وعادت الحياة ثانية في ذلك المنزل الذي اخضر بعد أسابيع لتستمر الحياة وتحيى الأزهار البيضاء وتبدأ الرحلة من جديد بعودة الياسمينة .
المتواجون الان
749 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع