عودة:
قصص في دقائق المجموعة السابعة
انتصار عابد بكري
العودة الاولى
تركها خلفَ القضبانِ الورقيةِ ، هو في جبالِ الخمْرِ وهي في أدغالِ الأطفالِ والمسؤوليةِ ، تُصارعُ الدنيا والوحوشَ ، غدًا يعودُ فتنتصِرُ .
العودة الثانية
لِماذا الآن ؟ تساءَلَت مُسْتوحِشَةً للوقتِ ، ألم ينسى بَعْدَ هذا العمرِ ؟ إنها في بَيْتِ رَجْلٍ آخرٍ ، ابْتَسَمَتْ وَقالَتْ : اذْهَب إلى هناك . جرَّ قَدَمَيْهِ وعادَ لينتَقِمَ .
العودة الثالثة
سريرٌ أبيض ُ وثوبٌ ناصعٌ ، قهرَتْهُ بنقاطِ اليودِ الأحمرِ ، اطمأَنَ قَلْبَهُ وَعادَ يُقَبِلْها .
العودة الرابعة
خالَتْهُ في كلِ رُكْنٍ من بيْتِها ، جَعَلَت له عرشاً في قلْبِها مُدَغْدِغاً ، نَفَضَ الليْلُ سُكونَهُ أنيناً فصُراخاً أَنْجَبَهُ الصباحُ ، هاجَرَ وعادَت تبحَثُ عن مَن يَمْلأُ فَراغَها وفُتِحَ البابُ .
العودة الخامسة
استَلَمَتِ الرِسالَةُ ، فَجَرَتْ عَيْنَيْها الدامِعَتَيْنِ بالكلماتِ الأخيرَةِ خفَقَ صَدْرُها وَتَمَنَت أن لا تلقاهُ في الأُسْبوعِ القادِمِ .