اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الخطوات البطيئة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

انتصار عابد بكري

الخطوات البطيئة

 

البعنة

 

استيقضت ذلك اليوم في حوالي الساعة السادسة صباحا لأسرع في تغيير ثيابي ولأتناول فطوري ولكني كنت أظن نفسي أني وحدي سوف استيقظ باكرا دونا عن اخوتي ، وبالأساس انه تلك الليلة حسبت نفسي اني قد نمت فقد كانت الساعة بجانب سريري كلما نظرت اليها ظننتها  معطلة ، لا تتقدم ومرت الساعة تلو الأخرى أبطأ من سلحفاة السباق .

 

الكل منهمك فالجدة قد وعدت الجميع انه في العطلة سوف تأخذنا معها للتنزه في المدينة القريبة .

 

الباص يخرج من المحطة في الثامنة والربع وجدتي خطواتها بطيئة نسندها تارة على كتف اخي الأكبر وتارة تمشي متثاقلة . ليست هناك من مشكلة الكل في الباص .. وها هو ينطلق

 

ان للجدة مقعدا مميزا ، حيث تمنيت لو جلست مكانها في الأمام لأنها كانت ترى الطبيعة الجميلة بكل وضوح .

 

شعرت بشدة الفرح آن ذاك ، فنزهاتي برفقة والدي اعتدت عليها أما هذه النزهة كانت مميزة أكثر فلا أوامر فيها سوى النصيحة .

 

توقف الباص هناك في المحطة الرئيسية في المدينة ونزلنا ، لم نركب باصا آخر ولا سيارة أجرة ، فهناك كان علينا أن نمشي بعض الشيء حتى نصل الى حديقة الملاهي ،  وتقول الجدة تستعيد ذكراياتها : " هذه العمارات بنوها في أرض دار أبو صالح ، وهنا كان محجر، عمل فيه رجال من القرية ، ، وهذه ارض دار ابو حنا ، بعدها تنهدت جدتي طويلا وكأنها بلعت موسا حتى أخرجت نفسها البطيء ، وشعرت بشدة وجعها اذ قالت : هنا كنت ألعب وأحمل الحطب على ظهري ونتسابق أنا وبنات الجيران " .

 

كانت الحدائق كثيرة وبجانب كل البنايات يسكنها الصفاء والهدوء والرائحة الطيبة التي من عروق اجدادي، ومع هذا في قريتي كان لأشجار التوت والزيتون والصبر والرمان واللوز  لونا آخر ورائحة أطيب  .

 

كان علي أن افهم شيئا هو تلك النزهة والخطوات البطيئة التي ما زالت تشدني للماضي .

 

وصل الجميع بسلام الى حديقة الملاهي ، لهونا كثيرا وأكلنا ومر النهار بسرعة غريبة . وجاء وقت العودة  لنلحق بالباص الذي كان يصل الى القرية .

 

وقفاتنا كانت كثيرة لأسباب التمتع بالمناظر من  حولنا ، ولبطىء الجدة التي ما كانت تخطو خطواتها لتستريح مقابلها دقائقا أخرى ......وقفنا بجانب بيت نتأمل الأشياء من حوله فخرجت امرأة في الأربعين وقالت لنا: " عوسيم رعش تلخوا مبو وبالمعنى "عملتم ضجة اذهبوا من هنا " كلامنا بالنسبة لها كان مزعجا ، فهمت حينها أنهم  لا يحبون الأفق المليء بالغيوم ،  فلو عرفوا أن الغيم لو جاور الغيم ،  لكان خيرا ومطرا .

 

وعادت الجدة تمشي هناك خطواتها البطيئة ونحن برفقتها فرحين .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.