اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الثورة المعاصرة// منصور عجمايا

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

منصور عجمايا

 

عرض صفحة الكاتب 

الثورة المعاصرة

منصور عجمايا

 

" لا ثورة حقيقية.. بدون نظرية ثورية".(لينين).

الثورة بمعناها الواسع ضمن الواقع العلمي، هي بالتغيير الملموس لحياة مجتمع متطلع نحو غد أفضل جديد متقدم ومتجدد، مناقض للقديم الرجعي المتخلف، في مختلف مجالات الحياة "الأجتماعية والسياسية والأقتصادية والتربوية التعليمية الثقافية والصحية والعمرانية والخدمية المتنوعة"، يلتمس المواطن بحق وحقيقة ما آلت اليه المتغيرات الحياتية لعموم المجتمع الجديد، نحو الأفضل والأحسن المتصاعد في الخير والتقدم والتطور بشكل أيجابي، مع ضمان الحرية الفردية وصولاً للديمقراطية الحقيقية، مبنية على أسس دستورية سليمة، لضمان حقوق الأنسان كاملة غير منقوصة، بعيدة عن كل أشكال العنف والعنف المضاد، مع توفير الأمن والأمان وصولاً للأستقرار الدائم لحياة حرة كريمة ضامنة المستقبل الأنساني الحالي واللاحق عبر الأجيال.

الثورة الحقيقية بثوارها، مالكي ثقافة الأدب والنزاهة والحب العام بعيداً عن حب الذات، تعمل لأنهاء الفوارق الطبقية وصولاً لتحقيق العدالة الأجتماعية في حدها الأعلى، تعالج الفقر والعوز والحاجة للأنسان، بعيداً عن الفقر والظلم والأستغلال والجشع الغير المبرر، مع القناعة الذاتية المالية للأنسان نفسه لأنهاء جشعه، دون أستغلاله لأخيه الأنسان، بأنتشال الحالة المأساوية الظالمة للطبقة المضطهدة من قبل الطبقة البرجوازية المتحكمة في أدارة مصالحها الذاتية على حساب الشعب.

وهذا يتطلب أدارة ثورية تنبثق من الثورة نفسها في أدارة دفة الحكم في البلد المعني، لتعالج الوضع العام والخاص المتعلق بالأنسان، تحقيقاً للأمن والأمان والأستقرار في الوطن، بهمة ثورية تتبنى الأسس الموضوعية المتينة الأهداف نوايا سليمة وصادقة مع نفسها وشعبها، بعيداً عن التفرد القراري بتفاعل قيادي جماعي حريص لواقع بمنظور متطور ومتقدم.

فلابد من موازنة مجتمعية عادلة ومنصفة، تعمل بموجب برنامج عملي مخطط ومدروس سلفاً، مع تقييم وتقدير المنجز وأساليب الصرف بنزاهة كاملة ومتابعة مستمرة محروسة ومراقبة حيثيات العمل الأنجازي عن كثب، يضمن حقوق وحرية المواطن وضمان عيشه الكامل والدائم، وضمان تعليمه وصحته ومستقبل حياته، الآن وفي المستقبل عبر الأجيال الحالية واللاحقة.

 

الثورة والحرية الفردية:

من أولى مهام الثورة المعاصرة هي توفير الحرية الشخصية للأنسان ضمن القوانين والأنظمة، بعيداً عن الفوضى الخلاقة كما حدث في زمن الأحتلالين الدولي والأقليمي للعراق الجديد، ما بعد التغيير الحاصل بأنهاء دور سلطة دكتاتورية صدامية فاشية، ببديل أمريكي - بريطاني متعاون مع عميل أيراني محترف ومنحرف، والأخير جند عناصره المعتمدة المدربة لأكثر من عقدين من الزمن الدامي العاصف بالبلدين أيران والعراق، تلك العناصر الطفيلية الطائفية بأمتاز، يتحكم بها والي الفقيد الأيراني، يسيّرها وفق أهوائه ونواياه الشريرة، بالضد من ثورة الشعب الحقيقية المناضلة لعقود من الزمن الدكتاتوري الفاشي، هذه القوى التي لا زالت مسيّرة ومُؤتمرة، بالسلطة الفاشية الأيرانية المتخذة للأسلام ذريعة وحجة واهية، دمرت البشر والحجر في العراق الجديد، المخفق في جميع أتجاهات الحياة، حتى بات الشعب العراقي يترحم على النظام الدكتاتوري الفاشي الأرعن، تلك القوى المسيرة والعميلة لنظام أيران الأسلامي الطائفي، بيضت الوجه المُسَخم للنظام السابق.

 

الأنتفاضة التشرينية قائمة ومستمرة:

المعاناة الدائمة والمستمرة من كل نواحي الحياة للأنسان العراقي، لما يقارب العقدين من الزمن العاصف بعد التغيير السلطوي الفاشي، زادت هموم ومآسي الشعب العراقي أكثر من السابق، مما دفعت بالشبيبة العراقية بالتحرك نحو أهداف أنسانية نبيلة تطالب بالحياة وبالوطن المفقود لأستقلاليته، يعاني شعبها من الأستبداد والقمع المنظم، نتيجة الخطف المبرمج والأعتقالات الكيفية والأغتيالات المتواصلة، والمحسوبية والمنسوبية وغياب هيبة الدولة والفساد المالي والأداري العائم، والأقتصاد متلكأ وعليل ومدمر ريعي وبطالة شبه دائمة وبطالة مقنعة، وفقر محدق دائم، مع فقدان الأمن والأمان والقانون والنظام والشعب يعيش في شريعة الغاب، والميليشيات المسلحة تتحكم بأمور الدولة وهي الدولة بعينها، كونها تتمكن من تنفيذ مآربها ونواياها الشريرة بأساليبها الطائفية السلطوية المقيتة، بأوامر من الجارة ولاية الفقيه الأيراني المدمر للوطن والمواطن العراقي على حد سواء.

كل هذا وذاك دفعت بشبيبة العراق نحو الأنتفاضة الخالدة في تشرين الأول من العام الماضي، وهي مستمرة في تنفيذ أهدافها الثورية الثائرة من أجل أنهاء القديم الفاشل المدمر ببديل ناجح معمر، يعم الخير والأمن والأمان ولأستقرار للوطن والمواطن، بعيداً عن العنف والقتل والخطف والأغتيال الدائم والمستمر دون وجه حق.

 

هذه الأنتفاضة المتواصلة لها أسسها وأهدافها المعلومة والواضحة ومنها:

1. الوعي الثوري الشبيبي الخارق لعقلاء العراق، من أصحاب المصالح الوطنية والأنسانية العامة مطالبين لعودة وطنهم المسلوب الأرادة، (نريد وطن).

2.أنتزاع الحريات العامة من سلطة تمارس الفوضى الخلاقة، بعيداً عن النظام والقيود والقانون العادل المنصف للجميع، لتحقيق العدالة الأجتماعية لعموم العراقيين.

3.الألتقاء والأتفاق على قاسم مشترك أصغر وهو الوطن والأنسان معاً.

4.يمتلكون الوعي الكامل في تقديمهم للتضحيات الجسيمة، وصولاً لأهدافهم النبيلة النزيهة، وهم مقتنعون تماماً بأن (الثورة أو الأنتفاضة تأكل أبنائها). كما حدث في الثورة الفرنسية عام 1789.

5.لابد من وضع حد لقوى التسلط الطفيلية المتشبثة بالسلطة السالبة والسارقة للمال العام، بممارسة أقصى الفساد اللامثيل له في التاريخ، وأنهاء وجودها بأي ثمن دون خوف وملل.

6.لابد من تنظيم صفوفهم بحنكة فائقة، بأحترام الموقف وتقدير الأمور الموضوعية، والتعامل بحكمة تقديراً للذاتيات والأمكانيات المتاحة.

7.القوانين الوضعية والموضوعية تؤكد يقيناً بأنتصار الثورة وأهدافها الخلاقة المبنية على ديمومة الحياة بكرامة لهذه الأجيال، الحالية واللاحقة مهما طال الزمن أم قصر.

8.يجب أن تكون للثورة أسسها ومنهاجها وبرنامجها الدائم، بموجب المفردات المتجددة والمتطورة نحو الأفضل.

9.بعد نجاح الثورة بثوارها المبدئيين، يجب أن تحافظ على ديمومة عطائها، بعمل جماعي بعيداً عن الفردية والتفرد والتسلط لأركاع الأخرين والنيل منهم. كما حدث في فرنسا عام 1799 من قبل روبسبير، مستغلاً الثورة الجماعية، فحولها الى الفردية، من(قيادة ثورية جماعية الى فردية تسلطية).

 

تجربة أخرى ممائلة حصلت في الأتحاد السوفيتي السابق، بين 1926-1953 بقيادة جوزيف ستالين، الذي أنفرد في السلطة وغيب قيمها الثورية وقيادتها الجماعية، بعكس سلفه لينين الذي حافظ على الثورة ومبادئها الخلاقة لخير وتقدم الشعب، مستمراً بحرق مراحل التطور الأجتماعي والأقتصادي والسياسي.

وكما حصل في تجربة العراق المرّة التي لا زال الشعب العراقي يدفع ثمن التفرد بالسلطة ومبادئها الثورية، بحدث تاريخي ما بعد جمهورية تموز 1958، حيث سيطرة عبد الكريم على زمام الأمور وأنفرد بالسلطة، ومن ثم أخفاقه وأزاحته، لينزف دم الشعب العراقي على قارعة الطريق بعنف بعثي قومي دموي لا مثيل له في الكون.

 

كما وتجربة أخرى ما بعد تموز 1968، عندما سُرقت السلطة من جديد من عبد الرحمن عارف، وأنفراد صدام بالسلطة بأنقلابه على البكر وكل الذين سبقوه في حزب البعث، فلم يعد وجود لحزب البعث عملياً، فحوله الى أداة قمعية بوليسية بالضد من الشعب ما بعد تموز عام 1979، ومن ثم دخوله الحروب المتعددة والطويلة، أحرقت الأخضر واليابس، مع حصارين لشعبه عالمي مؤلم جداً، وداخلي سلطوي قاتل ومدمر، من خلال عملة صدامية مزيفة، على حساب القدرة الشرائية للمواطن العراقي الفقير.

 

المصادر:

1.كتاب الثورة الروسية 1979، جمرات ودروس.

2.كتاب "الثورة الفرنسية" تأليف ويليام دويل.

3. متى يطلع الفجر يا رفيق، جان أوليفيه.

 4. معلومات خاصة من الكاتب نفسه.

 

منصور عجمايا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.