كـتـاب ألموقع
انتفاضة الحي في ذكراها التاسعة والخمسين// بشار قفطان
- المجموعة: بشار قفطان
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 19 كانون1/ديسمبر 2015 17:51
- كتب بواسطة: بشار قفطان
- الزيارات: 2013
انتفاضة الحي في ذكراها التاسعة والخمسين
بشار قفطان
في الثامن عشر من كانون الاول من العام الحالي ستكون الذكرى التاسعة والخمسون لانتفاضة الحي الباسلة في علم 1956,
تلك الانتفاضة الباسلة التي ستظل ذكراها عالقة في اذهان ابناء شعبنا بشكل عام وابناء محافظة واسط ومدينة الحي بشكل خاص ودرسا بليغا لمن يتجنى على مصالح الشعب في العيش الكريم
ان انتفاضة مدينة الحي لم يكن حدثا عابرا لم يرتكز على خلفيات اساسية من الصراع الطبقي بين الشرائح الاجتماعية التي استهدفها الاضطهاد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي من قبل الطبقة الحاكمة المتمثلة بالنظام الملكي شبه الاقطاعي الذي ربط البلاد وثرواته بالنظم الاستعمارية من خلال الأحلاف العدوانية والقواعد العسكرية التي انتشرت على طول وعرض البلاد من جهة وجعلت من الاقطاع ذراعا في الهيمنة على الثروة الزراعية والاراضي التي استحوذ عليها, وسوطا على ابناء المدن ..
انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945لصالح قوى التحرر التي تزعمها الاتحاد السوفيتي السابق ودحر النازية في تلك الحرب وازدياد الوعي الجماهيري في المدينة بسبب انتشار الوعي ونفوذ الافكار الاشتراكية بين اوساط الشباب والاهتمام بمتابعة الوضع الاقليمي والداخلي والتواصل مع حلقات الحزب الشيوعي العراقي الذي دخل المدينة اواسط عام 1947 صعد من النشاط الجماهيري, ووجود الصرح العلمي في المدينة واعني به الثانوية الجعفرية الذي شيده المرحوم الشيخ بلاسم الياسين وماتركته قصيدة بنت رسطاليس للشاعر الكبير الجواهري في حفل الافتتاح عام 1947 من اثر بالغ في نفوس ابناء المدينة
قل للمعلم راجيا لاراشدا كن للشبيبة في المزالق راشدا
قل للشبيبة حين يعصف عاصف ان لا يضلوا كالنسيم رواكدا
واذا اغتلت فينا مراجل نقمة ان لا يكونوا زمهريرا باردا
صعد من الفعاليات ألجماهيرية الاحتجاجية ضد النظام القائم كالتظاهرات والاعتصامات والإضرابات الطلابية ضد مجمل سياسات النظام التي شكلت صداعا يؤرق ادمغة الحكام .. ووجد النظام فرصته التي سبق ان خطط لها في كبح جماح المد الجماهيري في كانون الأول من عام 1956عند اشتداد العدوان الثلاثي على مصر فترة تاميم قناة السويس واشتداد الهجوم الفرنسي الغادر على الشعب الجزائري واختطاف قادة الثورة الجزائرية جميلة بو حيرد ورفاقها .. وموقف الحكومة العراقية المتفرج من العدوان على مصر وبادر ابناء مدينة الحي فتحوا بابا للتطوع الى مصر تضامنا مع ابناء بورسعيد لمقاتلة المعتدين في نهاية تشرين الثاني من عام 1956 ...
في مطلع كانون الاول من العام استقدمت الحكومة فوجا من قوة الشرطة السيارة لكسر شوكة ابناء المدينة ضنا بالاستسلام السهل لمن التف حولهم العشرات من الرجال والنساء والشباب في مقاومة القوة المهاجمة ..صبيحة يوم الثامن عشر من كانون الاول قامت القوة المتمركزة خارج المدينة بالزحف المدينة بعد ان واجهوا مقاومة شرسة من المدافعين عنها .. واستشهد خلال تلك المقاومة الشهداء كاظم الصائغ وركَية شويلية وحميد فرحان الهنون والعديد من الجرحى .. ولن ينتهي حقد الحكام عندهذا الحد بعد استباحة المدينة وانما جرت حملة اعتقالات واسعة شملت العديد من الشباب والرجال لا على التعيين وجرت محاكمات صورية لمن اشتبه به مع المنتفضين وأصدرت عليهم احكام قاسية وخصوصا الحكم باعدام قادة الانتفاضة الشهيدين علي الشيخ حمود وعطا الدباس وجرى تنفيذه بهم فجر يوم العاشر من كانون الثاني عام 1957 واستشهاد عبد الرضا الحاج هويش بعد انتهاء مؤتمر اتحاد الطلاب العالمي في الصين في حادث سقوط الطائرة بعد انتهاء اعمال المؤتمر و اثناء العودة وكان قد حكم عليه بالاعدام غيابيا
الدماء التي سالت وروت ارض المدينة يوم مقاومة العدوان الغادر على المدينة وإعدام قادة الانتفاضة وسط ساحة الصفا التي كانت منها تنطلق الفعاليات الجماهيرية لم تذهب سدى.. نجح المعتدون في افشال الانتفاضة ولكنهم لم ينجحوا في حماية عروشهم التي تهاوت كورق التوت صبيحة الرابع عشر من تموز الخالد والتي كانت من ثمراته انتفاضة الحي والتي ساهمت ايضا في التعجيل بانبثاق جبهة الاتحاد الوطني مطلع اذار من عام 1957.
لتظل خالدة في الوجدان ذكرى انتفاضة الحي لعام 1956
المجد والخلود لشهدائها الابرار
المتواجون الان
371 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع