اخر الاخبار:
قانون فيدرالي جديد في سويسرا: لا للنقاب! - الإثنين, 14 تشرين1/أكتوير 2024 19:12
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

المصالحة الوطنية نهج وضرورة وليس خيار واجتماعات// بشار قفطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

المصالحة الوطنية نهج وضرورة وليس خيار واجتماعات

بشار قفطان

 

اولت مسودة الموضوعات السياسية المقدمة إلى المؤتمر الوطني العاشر اهتماما مميزا للمصالحة الوطنية التي طال انتظار الشروع في تطبيقها، وأعطتها نقاطا متصلة من الفقرة 60 حتى 65 وتحت عناوين مركزة اهمها "حدود المصالحة"، و"قضايا عقدية في المصالحة".

إن النظام الدكتاتوري لأكثر من ثلاثة عقود من تسلط نظامه، ترك اثارا سلبية على نسيج المجتمع العراقي بشكل عام من خلال اجراءاته التعسفية وتوريط اعداد لا يستهان بها من اعضائه بارتكاب جرائم قتل وتعذيب وحشي بحق الآلاف من المواطنين. وكان الامل يحدو المخلصين من ابناء الشعب العراقي بعد التغيير الذي حصل في التاسع من نيسان 2003 ان تكون هناك مصالحة وطنية، ويتم طي صفحة الماضي ومحاسبة الذين تلطخت ايديهم بدماء ابناء شعبنا عن طريق المحاكم الاصولية .. ولكن ما يؤسف له؛ أن ذلك لم يتحقق بسبب النهج الخاطئ الذي سارت عليه العملية السياسية، وتبني نهج المحاصصة الطائفية والقومية في ادارة وبناء الدولة ، والتنافس على السلطة وتصاعد الصراع الطائفي بسبب التدخلات الاقليمية والدولية. وكل ذلك ادى الى حصول شرخ في العلاقات الاجتماعية والنسيج الاجتماعي المتعدد، الديني والقومي والمذهبي، مما ادى الى تفاقم الخلافات حتى يومنا هذا. ولا بد من التأكيد انه مع تعمق الازمة السياسية بسبب النهج الطائفي البغيض يصعب تحقيق المصالحة الوطنية، ويخلق بيئة صالحة للقوى المعادية من أجل استغلال الاوضاع لصالحها ويؤدي ذلك الى تفاقم عمليات الارهاب في المناطق الرخوة التي يتم من خلالها تنفيذ مآربهم الدنيئة.

منذ 2003 حتى يومنا هذا جرى الحديث عن المصالحة الوطنية وشكلت لجان عديدة وخصصت مبالغ طائلة وعقدت اجتماعات داخل البلد وخارجه، ولكن من دون جدوى. ولا احد يعرف المصالحة مع من وضد من ..؟ ويمضي الوقت جزافا وتتحمل الدولة والمجتمع اعباء ذلك ..

ان المصالحة الوطنية ليست خيارا وقرارا بيد السلطة التنفيذية وحدها، ولا بيد بعض السياسيين، وانما ضرورة ووحدة ارادة في النهج والممارسة تتزامن معها اجراءات تعزيز الثقة بين المكونات على اختلافها وتحقيق بعض المطالب المشروعة التي تعاني منها تلك المكونات في جميع المجالات، وحل تلك الاشكالات بالوسائل السلمية والديمقراطية الحقيقية. ولا تسامح مع الارهابيين ومع من تلطخت ايديهم بدماء ابناء الشعب، ان تفعيل مشروع المصالحة الوطنية على اسس ديمقراطية يعني اصطفاف قوى جديدة بشكل عملي ومشروع حول كل ما هو ايجابي لخدمة المواطن والوطن من اجل البناء والإعمار وسحب البساط من تحت اقدام القوى التي تريد الشر بالبلد. واعتبار المصالحة شأن داخلي بعيدا عن التدخلات الخارجية سواء الاقليمية والدولية.

ان مراجع الدين من كل المكونات ورجال العشائر والقادة السياسيين ومنظمات المجتمع المدني لهم الدور الفاعل في تهيئة الارضية الصلبة في انجاز مشروع المصالحة بالتعاون مع السلطات الثلاث،/ وعقد مؤتمر وطني شامل للخروج بتوصيات ملزمة التطبيق والتنفيذ .

لقد حددت مسودة الموضوعات الاسباب والنتائج والحلول ايضا لهذه المسألة المهمة وصار حلها ضرورة وطنية ملحة

 

(ان تحقيق المصالحة الوطنية وترسيخ أسسها ونشر معانيها،، ليستا مهمة الحكومة وحدها وإنما هي مهمة أساسية ورئيسة لكل الأحزاب والقوى السياسية ولجماهيرها ولكل مواطني بلدنا).

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.