كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (697)- الموسيقار الراحل منير بشير

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 02 نيسان/أبريل 2022 18:26

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 1382

حسين الاعظمي

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (697)

صورة مهداة

الموسيقار الراحل منير بشير

     والله انا الان في حالة لا اعرف كيف ابدأ الحديث عن اقرب شخصية فنية عملت معها لزمن قارب الخامسة والعشرين عاما، مدة زمنية زاخرة بالاحداث الفنية المكثفة داخل بلدنا العراق وخارجه. الامر الذي جعل من تجربتنا الفنية هذه تجربة دولية بكل ما يمكن ان تعنيه هذه الصفة وهذه الكلمات من معنى حقيقي..! استطعت فيها ان اخدم بلدي العزيز العراق ونشر تراثه الخالد –موسيقى وغناء المقام العراقي- في كل بقاع الارض. كل ذلك بفضل استاذي ووالدي الروحي الموسيقار الراحل منير بشير بعد عودته الى بلده العراق من غربته التي قضى معظمها في اوربا بدعوة من الحكومة الجديدة في بلده لبناء اسس جديدة للحياة الفنية لموسيقى وغناء الوطن..!

     يتمتع الاستاذ منير بشير بعقلية ميدانية في عمله الفني بصورة عامة قلَّ نظيرها، بل هي تكاد تكون من المعجزات، وتجربة فنية عالمية متجاوزا فيها العقلية المحلية بشوط بعيد جدا..! وفضلاً عن كل ذلك، يتمتع استاذنا منير بشير بشخصية مثيرة للغاية، في قوتها وجمالها وتأثيرها في الاخرين وكارزما تكاد تكون اغرب من الخيال..! وحديثي هذا عن استاذي الموسيقار منير بشير ليس من باب اعجابي الشخصي بشخصيته فحسب، وانما من باب اعجاب جميع من عمل معه وجميع من تعامل معه وعرفه خلال حياتنا الماضية. بحيث تشعر بوجوده القريب منك وكأنه ساحر يسلب ألباب الاخرين من حوله بكل سهولة. ومرة قلت له هذه الحقيقة التي ابتسم لها وضحكنا خلالها طويلاً.

     عندما تقاعد الموسيقار منير بشير من وظيفته الفنية في آذار يوم 2/3/1993. ومن ثم هجرته ومغادرته وطنه مرة اخرى دون رجعة له ابداً هذه المرة، واستقراره في المملكة الاردنية الهاشمية بعمان. وبما ان سفر العراقيين عن طريق بلدينا العربيين الاردن وسوريا، بسبب الحصار الشامل على بلدنا الذي فرضه المجرمون ومنها تعطيل العمل في المطارات العراقية، فقد كنت افضل السفر بالنسبة لي ولاعضاء فرقتي الموسيقية الى اي بلد في العالم عن طريق عمان الحبيبة. ونادرا ما سافرنا عن طريق حبيبتنا دمشق..!

     مجمل الحديث، اصبحت مدمنا على زيارة استاذي الحبيب منير بشير، في كل سفرة خارجية لي لبلد ما عن طريق عمان، والامر الذي كان يشجعني على زيارته المدمنة، هو استقباله الجميل وسروره الواضح لزرياتي له، وفي بعض الاحيان وحسب الظروف، كان يرسل ابنه عمر بسيارته ليأخذني إليه أو يعود بي الى الفندق الذي اسكنه في عمان، وعمر كان احد تلامذتنا في معهد الدراسات الموسيقية، الذي امسى اليوم واحدا من افضل عازفي آلة العود في بلدنا والوطن العربي. ليحترف هذه الآلة الاثيرة على سرِّ ابيه.

     في شهر تموز من عام وفاته 1997. كنت في يوم 5/7/1997. في زيارة له قبل عودتي الى ارض الوطن بعد ان كنت في سفرة خارجية خليجية وبلد عربي آخر، واحاديث زيارتي هذه، وهي الزيارة قبل الاخيرة له في بيته بعمان، كنت قد دونتها في يومياتي، وسطرت تفاصيلها في كتابي القادم ان شاء الله الموسوم بـ (ربع قرن مع منير بشير) وهو مذكراتي الكاملة مع هذا الفنان العالمي ابن وطني الغالي. ومن اهم ما دار في زيارتي لاستاذ المرحوم منير بشير يوم 5/7/1997. هو اهدائه صورته مدوِّنا خلفها ما يلي.

 (الى العزيز البلبل المقامي العراقي حسين الاعظمي اقدم صورتي مع محبتي وتقديري. عمان 5/7/1997 مع التوقيع).

     رحم الله اخي وصديقي واستاذي ووالدي الروحي الموسيقار الراحل منير بشير، الذي وافاه الاجل يوم 27/9/1997 في مدينة بودابست الهنكارية، والذي استمع الى صوتي لاول مرة في مقتبل سبعينات القرن العشرين وكأنه عثر على كنزه المفقود، فاقتنع بقدراتي الفنية، فقدمني الى العالم وفتح لي آفاق الشهرة والتجربة الدولية الواسعة جداً. والى كتابنا القادم بعون من الله تعالى –ربع قرن مع منير بشير- اترككم اخوتي واصدقائي بكل خير باذن الله تعالى.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

اضغط على الرابط

الموسيقار منير بشير مع عوده الاثير.

ما دونه الاستاذ منير بشير خلف صورته المهداة.

• < السابق
• التالي >