كـتـاب ألموقع
يوميات حسين الاعظمي (1065)- موسوعة المقام العراقي/8
- المجموعة: حسين الاعظمي
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 19 أيلول/سبتمبر 2023 20:31
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 1570
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1065)
***
تكملة (مقدمة لموسوعة المقام العراقي، المجموعة الكاملة) / 8
الاخلاق والاجواء الدينية
ان الجانب الاخلاقي في الالتزام والمحافظة كما عناه الآباء والاجداد، بل كل الوسط الفني الغناسيقي التراثي حتى اليوم، ليس بالضرورة ان يكون مستمدا من الدين او الذات او العقل، لانها في الحقيقة وسيلة حقيقية في دعم هذا الجانب الاخلاقي للذين يعملون في هذا المجال على مدى الزمن الماضي، او ربما انحساره..! ان هذا الجانب من الاخلاق والالتزام ليس دائما هو المصدر المباشر، او مصدرا اساسيا..! ففطرة وحاسة الاخلاق، او الشعور العفوي في كيان الانسان بمبدأ الصحيح والخطأ هو الذي يسبقه، لان هذه الحاسة او الفطرة موجودة وكامنة في كياننا بصورة مهيمنة تماما..! وهي منحة وفضل من العلي القدير سبحانه وتعالى. ومع كل ذلك فان هذا الشعور العفوي لدى الفرد، هو شعور جماعي ايضا، اي شعور المجتمع والجماهير. أو شعور الانسان اينما وجد. ومن ناحية اخرى، فانه لابد ان يكون هذا الشعور العفوي والفطري على خلاف مع المصلحة الشخصية والشعور بالأنا والذات..! واذا كان الامر كذلك فاننا نراه يساهم بالفعل في لذة المرء الشخصية وسعادته. والشخصية عندما تكون على هذه الحالة من الذاتية او المصلحة الذاتية، لايمكن ان يكون شخصاً فاضلاً، لان الانسان الفاضل لايفكر بشيء سوى –الشعور الطبيعي تجاه جنسه- ..!
اجواء القرن التاسع عشر
هناك ملاحظة تبدو مهمة ينبغي التحدث بها، ففي عصر القرن التاسع عشر، كانت الاجواء المقامية في بغداد لم تزل تسودها اجواء دينية في الاعم الاغلب، بحيث لا يمكن ان يظهر اي مطرب دنيوي لغناء المقام العراقي دون ان يمارس اداء التلاوة القرآنية او الشعائر الدينية الاخرى، كالمنقبة النبوية الشريفة والتهاليل والاذكار والمدائح النبوية والتمجيد من فوق منائر الجوامع والمساجد وغيرها. وكانت هذه الحالة هي السمة البارزة لمطرب المقام العراقي الدنيوي زمنذاك..! حيث ينضج مفهوم مطرب المقام العراقي دنيويا اعتمادا على هذا الاساس الديني. ورواد مطربو القرن التاسع عشر المقاميون، ظهروا وبرزوا من خلال هذه الاجواء، الذين استطاعوا استيعاب واقع هذه التعابير الدينية والدنيوية لينتجوا تسجيلات مقامية دنيوية كبيرة ابقت على شهرتهم في المصادر الكتابية حتى يوم الناس هذا.
ان عملية تأشير كل مرحلة من المراحل الثقافية التي يمر بها تاريخ الاداء الديني وغناء وموسيقى المقام العراقي عبر عصوره الزمنية، واعطاء فكرة حتى لو كانت بسيطة نسبيا عن كل مرحلة من المراحل عبر مرور الزمن، شيء مهم، بل في غاية الاهمية..! حيث يدلنا على دقائق التطور الفني والثقافي لقضية الاداء المقامي الديني والدنيوي خلال استمرار الحاضر والمنظور المستقبلي. فعندما بدأ القرن العشرين، بدأت بوادر جديدة تظهر على ساحة الاداء المقامي، اتسمت باتساع وعمق الجانب الدنيوي في تعابيره الادائية، بالرغم من عدم غياب الجانب الديني الاساسي لهذه التعابير الدنيوية في الاداء المقامي وامتلاك التعابير المقامية الحقيقية لهذا الكيان التراثي في الغناء والموسيقى من خلاله.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
اضغط على الرابط
من موسوعة المقام العراقي المصورة، حلقة 10
https://www.youtube.com/watch?v=4JPXb-JKa_w&ab_channel=%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%84%
صورة واحدة / لندن مساء يوم الحفلة في 2 تشرين الثاني 2019. حسين الاعظمي يتوسط اعضاء فرقته الموسيقية. الجالسون يميناً وسام العزاوي والاعظمي وعلاء مجيد ود. محمد كمر. الواقفون د. سالار اسيد وحسن علاء ومحمد لفتة وجمال امير وخالد كمر.
المتواجون الان
528 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع