اخر الاخبار:
في أربيل.. صلاة لـ"راحة نفس" البابا - الجمعة, 25 نيسان/أبريل 2025 18:21
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1302)- مانشيت/ 8 توسع أفق الحداثة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1302)

مانشيت/ 8 توسع أفق الحداثة

 

حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من الفصل الثامن والبحث المقدم الى الاستذكار الذي أقيم من قبل الموقع الإلكتروني (منتدى أيامنا) بمناسبة مرور خمسين عاما على وفاة المطرب الشهير ناظم الغـزالي.

البحث (الحداثة المقامية في القرن العشرين؛ ناظم الغزالي نموذجاً).

***

مانشيت / 8 توسع أفق الحداثة

حقبة التجربة (هامش1)

إن قضية الأداء في هذه الحقبة "انتصاف القرن العشرين" التي أطلقنا عليها(حقبة التجربة) والتي تعتبر امتداداً أصيلاً لحقبة التطورات والتغيرات والتحولات "العقود الاولى للقرن العشرين" التي اطلقنا عليها(حقبة التحول)، التي كانت هي الأخرى منعطفاً للبشرية جميعاً سبقت وهيأت لحقبة التجربة، والتي كانت بوادرها في العراق منذ أواخر القرن التاسع عشر متزامنة مع السرعة المذهلة في تطور الصناعة والتكنلوجيا بصورة عامة وأجهزة الحفظ والنشر والتسجيل والاتصال.

 

إن ابداعات وانجازات (حقبة التجربة) في كل نواحي الحياة، ستبقى مستمرة بشكل أكثر إدهاشا وذهولاً كلما مضى الزمن، طالما أن الحياة ومتغيراتها أصبحت سريعة بصورة تكاد تكون تعجيزية بحيث أصبح اللحاق بها أو مواكبتها أمرا صعباً يحتاج إلى وعي وثقافة متحضرة ومتفتحة.

إن حقبة (التجربة) هذه تفترض الحيرة بصورة مباشرة..! إذ تفترض أن الوسائل والإمكانيات الثقافية والفنية والموسيقية عاديَّة ولاتُلبِّي كل الطموحات في بلورة إبداعاتنا وتأصيلها لمعالجة مشاكل المجتمع العاطفية والذوقية. إن المشاكل الفنية موجودة في كل مجتمع، وهذه هي مشكلتنا ولابد لها أن تكون قابلة للحل الإبداعي..!

إن هذه الحقبة (حقبة التجربة) أيضاً تفترض علاوة على ذلك، بأن المتلقي يكون قد قطع شوطاً هاماً في عملية الفهم والإدراك الذاتي إذا ما تعلَّم أن يحيا بالمعرفة، وهذه هي (التجربة المرتجاة) التي ينبغي أن يعيشها الجميع.

 

      على كل حال، فإن الوسائل والإمكانيات المتاحة التي بها يحصل الاكتشاف والابتكار والإبداع، هي مادة مضمون الأداء. سواء مضمون أداء الخمسة المبدعين الكبار حسن خيوكة، أو يوسف عمر، أو ناظم الغزالي، أو عبد الرحمن العزاوي، أو مائدة نزهت، أو غيرهم من المبدعين عموماً. هي الاكتشاف بأن العنصر الثقافي والجمالي للمتلقي لم يعد يقتنع أو يرضى بالنتاجات التي تعتمد على الفطرة والعفوية فقط..! والملاحظة الأخرى هي أن الاكتشاف الآخر في هذا الأداء هو فهم وإدراك المتلقي لحاجته الثقافية والذوقية والجمالية لأكثر أساليب الغناسيقى.

 

كذلك فإن الأداء في(حقبة التجربة) قد اقترب في التعبير عن قضية الإنسان العراقي الحديث والمعاصر في بحثه عن الاعتبار وسط خواء القيم الفنية القديمة. وهكذا نرى أن(التجربة) أوصلتنا في هذه الحقبة إلى إدراك أن المعرفة العلمية للموسيقى ودراستها امر لابد منه..! وبدون ذلك ستبقى حتى إبداعاتنا الاستثنائية دون الطموح بكل تأكيد. وأبسط ملاحظة في ذلك ما كان من تفوق حقبة (التجربة) على ما سبقها من أساليب الأداء العفوي والنقل الببغاوي للمادة المقامية التراثية الذي يحتم بناء جاذبيته بالدرجة الأولى على مقاييس القيم الفنية القديمة.

 

إن إدخال "الفكر الموسيقى" في عملية الأداء والإبداع ومزجه مع مضامين الفطرة كمادة أدائية تراثية، يعالج مشكلة الفن والجمال والذوق المعاصر بصورة مباشرة. وهكذا فإن (التجربة) في إعداد غناء وموسيقى المقام العراقي وباقي الأغاني عند أدائها بأسلوب الحقبة، كالمقامات العراقية التي أُعدت موسيقياً لفنان القرن العشرين ناظم الغزالي وغيره من المعاصرين، تُظهِر جمالية هذه (التجربة) وجعلها بداية فنية جمالية سار على نهجها اللاحقون وأضافوا إليها. لتجديد المواقف الجمالية التي تجري فيها الإبداعات الأكثر شمولاً. إنها أكثر إبداعاً، لا لكونها أكثر معاصرة في التعبير عن جماليات الحقبة، بل إن الأساس الجمالي الذي اقترن بالمعرفة والدراسة الموسيقية قد جسَّم وشخَّص الأسلوب القريب في التعبـير عن ذوق ملائم لها.

هذه المقاييس الأدائية الفنية والجمالية في التعبير عن(حقبة التجربة) والتحولات التي اتسمت بها، والتي أصبح بموجبها الإدراك الفني والجمالي، لا مجرد مشكلات عاطفية بسيطة، أنها مشكلة أحاسيسنا بكل ما يحيط بنا، وهي أيضاً مشكلات جماليات الإنسان المعاصر في مجتمعنا.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

هوامش

1 - التجربة ( Experience): التدخل في مجرى الظواهر للكشف عن فرض من الفروض او للتحقيق من صحته وهي جزء من المنهج التجريبي، ويقال تجريب او تجربة اختبار منظم لظاهرة او اكثر وملاحظتها ملاحظة دقيقة ومنهجية للتوصل الى نتيجة. ونقصد هنا بالتجارب وهي جمع تجربة، من الناحية الاجتماعية ما توصل اليه المجتمع من فهم وادراك ومعرفة سواء بالفطرة او بالدراسة.

 

 

صورة واحدة / في صالة الملابس بمسرح المدينة الكبير (دولافيل) بباريس مساء 6 شباط 1985 قبل بدء امسية عمدة باريس "جاك شيراك" الذي كان حاضرا في الامسية. الجالسون في الامام يميناً عبد الكريم هربود والصديق ازهر جورج واحمد هربود وخلفهم علي اسماعيل جاسم وسامي عبد الاحد. الواقفون حسين الاعظمي وسعد المسعودي وابراهيم العبد الله وجمعة البصري.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.