اخر الاخبار:
غوتيريش يحذر من اقتراب "الدمار" المناخي - الخميس, 06 تشرين2/نوفمبر 2025 20:33
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعـظمي (1344)- الشاعر عيسى الياسري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعـظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعـظمي (1344)

الشاعر عيسى الياسري

 

     منذ زمن مضى، تجاوز عشر سنين. قرأتُ قصيدة الشاعر الكبير الاستاذ عيسى الياسري (كل الجدران ستتهاوى أيتها الأعظمية) وانا اتصفح في صفحات الكومبيوتر ومواقعه الكثيرة. وفوجئتُ بهذه القصيدة الوطنية الجميلة المفعمة بالوفاء لمدينة عاش وعمل فيها الشاعر الاستاذ عيسى الياسري ردحا من الزمن. وخلال ابيات القصيدة، مرّ الشاعر على ذكر اسمي فيها..! وقد سررتُ بذلك كثيراً..! فحاولتُ الاتصال بالاستاذ الشاعر هاتفيا ولكن دون جدوى. حيث لم استطع الحصول على هاتفه الخاص. فكتبتُ رسالة للاستاذ الياسري شكرته فيها على وفائه للمدينة التي عاش فيها ردحا من الزمن وعلى ذكره لي خلال القصيدة. وكذلك اخبرته بأنني قد وضعت القصيدة في احد كتبي الصادرة. وقد ردَّ عليَّ الاستاذ الياسري حينها وقد افرحته رسالتي. وكان هذا هو الاتصال الوحيد بيننا حتى اليوم. عسى ان يمنَّ الله علينا بلقاء قريب باذن منه تعالى.

 

     هذه القصيدة (كل الجدران ستتهاوى أيتها الأعظمية) جاءت في ايام احداث الطائفية المقيتة المتطرفة ما بعد 2003 عام الاحتلال البغيض لبلدنا الحبيب العراق. فاحيطت مدينة الاعظمية بالجدران الكونكريتية تجنبا من ظروف سيئة قد تحدث، فكانت هذه القصيدة قد عبّرت عن واقع الحال زمنذاك. واخيرا اود ان ألقي بفكرة حياتية وادبية عن شاعرنا الكبير الاستاذ عيسى حسن هاشم الياسري.

 

      (((هو شاعر (عراقي - كندي) ولد في قرية كميت بمحافظة ميسان العراقية سنة 1361هـ/ 1942م. تخرّج من دار المعلّمين في مدينة العمارة. عمل في التعليم مدّة ثمّ اتّجه للعمل الثقافي، في الإذاعة وبعض المجلات. من دواوينه الشعرية (العبور إلى مدن الفرح 1973 . وفصول في رحلة طائر الجنوب 1976 . وسماء جنوبيّة 1979. والمرأة مملكتي 1982. وشتاء المراعي 1992 . ورواية بعنوان لوحات ريفيّة). يعيش حالياً في مونتريال بكندا منذ 2001.  أكمل دراسته الابتدائية حتى الصف السادس في مدرسة ناحية الكميت الابتدائية. أما المتوسطة ودار المعلمين الابتدائية فأكملها في مدينة العمارة. اشتغل بالتعليم، ثم عمل رئيسًا للقسم الثقافي في الإذاعة العراقية ومحررًا ثم رئيساً للقسم الثقافي في مجلة ألف باء، ورئيسًا للقسم الادبي في جريدة العراق، وأخيراً سكرتيرًا لتحرير مجلة  أسفار. انتقل من عمله في الصحافة، ليعمل كاتب عرائض أمام إحدى المحاكم في الاعظمية من بغداد، (اعتقد محكمة التمييز) من 1992 الى 1998. انقطع عن النشر منذ عام 1982 إلى عام 1991. وفي 1992 صدر ديوانه شتاء المراعي. هاجر من العراق إلى الأردن ثم كندا في عام 2001 ويقيم حاليا في مدينة مونتريال. وفي عام 2017 صدرت الأعمال الشعرية الكاملة له في مجلد واحد، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. وتضم إحدى عشرة مجموعة شعرية كتبت ما بين العراق والأردن وكندا))).

 

القصيدة

(كل الجدران ستتهاوى أيتها الأعظمية)

قصيدة للشاعر الكبير

عيسى الياسري

 

1

لا تتشحي بأردية الحداد

لا تدعي مياه "دجلة" تلثم شواطئك باستحياء

لا تبكي أمام مائدة النهار

لا تقولي لزوارك أن يعودوا أدراجهم

فكل الجدران ستتهاوى أيتها ..

الاعظمية الجميلة.

 

2

أنت ياقلب "بغداد"

ياصبيتها التي يحّوم فوق شعرها الفراش

وعلى راحتيها تنبت الزهور

يا أغنية الصباح

وصوت آذان المساء

ياغديرا من الضوء

ويا حقلا من يراعات ونجوم

أنت يا مائدة يتحلق حولها المحبون

لا أريدك أن تقفي أمام قمر الليل..

حزينة وخائفة

ليس بمقدور"المحتلين" أن يسجنوا المدن

وليس بمقدور الجدران أن تصمد أمام ..

قبضات عشاق أوطانهم.

 

3

إنهم في الطريق إليك

قريبا سينتهون من حصاد حقولهم

ويجمعون غلة قمحهم المبارك

 

4

العراقيون في طريقهم إليك أيتها الاعظمية

من حقول القمح قادمون

من اهوار الجنوب

من قمم جبال " بيخال"

من ورش العمل المعطلة

من قاعات الدرس

من مساطر الكادحين

من الأسواق التي لم يتجول فيها قاتل

والأحياء التي لم تطرد نومها –ألمجنزرات-

 

5

أيتها الاعظمية

يا مهرجانا من صبايا تلعب بضفائرهن الريح

يا قدح الماء البارد

يا شجرة الصفصاف التي كتبتُ"العرائض"..

تحت مظلتها

يا قطعة حلوى خارجة للتو من "أفران نعوش"

يا تلاوة الفجر التي يتهجد بها "عبد الستار الطيار"

يا ليلة صيف مقمرة

يا مقامات "حسين الاعظمي"

ودبكات "المربع البغدادي"

يا بيوتا تطفوا فوق الماء كسرب من ..

طيور "الغاق".

 

6

لا تخافي أيتها المعشوقة

لن تستطيع الجدران أن تسكت خفقات القلب

أن تصادر سلاح المقاتل

أن تقطع أوتار الكمان

وتكتم ضحكة الطفل

ولن تمنع النسيم أن يخطو فوق..

أهدابك الناعسة.

 

7

ستظل الشمس تشرق كل يوم

والقمر يرش رذاذه فوق منازلك

أما حمائمك فستظل تحلق فوق قباب "موسى الكاظم"

ومنائر"الإمام الأعظم"

وأجراس كنيسة "سيدة النجاة".

****

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

صورة 1 / الشاعر الكبير الاستاذ عيسى الياسري.

 

صورة 2 / مطرب المقام العراقي حسين الاعظمي.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.