كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (311)- المقام العراقي شكلاً

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (311)

 

المقــام العـــراقي شكلاً

من ناحية اخرى تعني شكل المقام العراقي ومكوناته وعناصره، فإنه يتكون بصورة عامة من خمسة عناصر شكلية اساسية يعتمد عليها كل مقام على حدة في بنائه اللحني والموسيقي وهذه العناصر هي.

 

1-   التحـــرير– يقصد بهذه المفردة، البداية او الاستهلال لغناء احد المقامات، ويأتي هذا الاستهلال غالباً بكلمات او الفاظ خارجة عن النص الشعري المغنى مثل امان.. امان.. او ويلاه.. ويلاه.. الخ، ويعتبر التحرير نموذجاً لحنياً متكاملاً لروحية وتعابير وثيمة(هامش1) المقام المغنى.

 

2-   القـِطَعْ والاوصال– ويقصد بهاتين المفردتين اصطلاحا، بالتنوع السلَّمي أي التحولات السلَّمية او الاجناس الموسيقية ضمن علاقات لحنية متماسكة والعودة دائما الى سلَّم المقام المغنى(السلَّم الاساس _ الميلودي) وهذه التحولات أو القطع ذات أشكال ثابتة ومحدده في مساراتها اللحنية في غالب الاحيان.

 

3-   الجلـــسة– وهي النزول الى الدرجات الموسيقية المنخفضة بإسلوب القرار، ولكن بمسار لحني محدد ذي شكل معين يكاد يكون ثابتاً، أي ليس أي نزول او أي قرار يعني الجلسة بالضرورة، حيث تشير هذه الجلسة للموسيقيين او توحي للمستمعين ايضا على انه ستأتي طبقات عالية من الغناء أي الجواب او اكثر من الجواب. مثل- فعل ورد الفعل– أي لابد من حدوث هذه الجوابات وتسمى– الميانة-.

 

4-   الميـــانة– ويأتي غناؤها بطبقة صوتية عالية بعد الجلسة مباشرة ذات شكل ومسار لحني معين ثابت، على ان هذه الجوابات او هذه الميانات ليس من الضروري دائما تسبقها جلسة من حيث هي عنصر من عناصر شكل المقام العراقي، فقد تأتي صيحات غنائية عالية لها مقومات الميانة واهم هذه المقومات ثبات هذه الصيحة في المقام المغنى دون الحاجة الى ان تسبقها جلسة، في حين ان النزول الى الجلسة في العنصر الثالث يجب ان تتبعها ميانة في كل الاحوال، اضافة الى ان هناك صيحات عالية من الغناء حرة يستسيغها المغني حسب مزاجه الآني لا علاقة لها بموضوع الميانة خلال غنائه للمقام لانها لا تمتلك مقومات الميانة.

 

5-   التســليم– وهو نهاية المقام ويأتي غالبا بألفاظ او كلمات غنائية خارج النص الشعري، شأنه في ذلك شأن ما يحدث في العنصر الاول ( التحرير)(هامش2)

 

من هذه الناحية يختلف غناء وموسيقى المقام العراقي عن الاغنية المقصودة أو التي نسميها الاغنية الحديثة التي تعكس ثقافة الفرد في المجتمع. لأنها تجارب محدودة لاتتعدى حدودها الفردية، وفي حيِّز زمني محدد. سواء أكان شاعراً للاغنية أو ملحناً أم مؤدياً لها. فكلهم معلومون في المجتمع. في حين أن التراث انعكاس لثقافة المجتمع حيث وعلى مدى التاريخ وهو ماتعوِّل عليه كل الدراسات الاكاديمية لمعرفة قيمة هذا البلد أو ذاك.. فمهما كانت قيمة الفرد الثقافية فإنها تبقى ضمن حدودها التأثيرية ويبقى المجتمع صاحب كلمة الحسم في أيه دراسة بحثية أكاديمية.

 

ليس في الحياة أو في أي فن من الفنون. جانب يستطيع ان يمتلك شمولية التعبير عن كوامن المشاعر الانسانية بهذا الشكل اللانهائي، بمثل الشمول الذي يعكسه الغناء والموسيقى..! فالغناسيقى التراثية لها الامكانية الواسعة بالتصوير المتَّسع عن كوامن الانسانية للجماعات والافراد، وهو مايطلق عليه - عبقرية الشعوب– فهي تسمح بالمزج بين مختلف انواع التعبير الروحي والمضامين السامية ووسائل التصوير المتنوعة من جهة، وبين تصوير الجوانب العادية للحياة من جانب اخر.

 

      وعلى هذا الاساس فالغناسيقى التراثية تعتبر اكثر انواع الفنون التي تبرز حياة الانسان في ظروفه المحددة كانعكاس لتصوير حقبته الزمنية التي يعيش فيها.. والغناسيقى التراثية تختلف تبعاً لاختلاف بيئاتها وموضوعاتها واشكالها ومضامينها.. فهناك الغناسيقى المدنية والريفية والبدوية والصحراوية والجبلية والسهلية وغيرها(هامش3)

 

اضغط على الرابط

قيس الاعظمي مقام الكرد

https://www.youtube.com/watch?v=DPcfsqP5FVs

 

هوامش

1 – هامش1: الثيمة: فكرة العمل المركزية.

2 – هامش2: الاعظمي، حسين اسماعيل، المقام العراقي باصوات النساء، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، طبعة اولى، بيروت، 2005، ص44و45

3 – هامش3:انظر الكتاب القيم , علم الفولكلور, لمحمد الجوهري .. الجزء الاول ,طبعة 1988 عن دار المعرفة في الاسكندرية.