كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (362)- الحرب الاولى وتاثيراتها

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (362)

 

الحرب الاولى وتاثيراتها

        ما ان وضعت الحرب العالمية الاولى اوزارها (1914م1918) حتى بدأت تأثيراتها الفكرية والجمالية تتغلغل في كيان فناني العراق عامة. وهكذا اعلن ايضا عن بدء ولادة جديدة لحركة اسلوبية في الغناء المقامي قادها المطرب محمد القبانجي بكل قوة، تلك الحركة التي تمخضت عنها طريقته الجديدة (الطريقة القبانجية) في الغناء المقامي التي طورت كل السمات الفنية التي انجزتها (الطريقة القندرجية) في حقبتها.

 

         لقد تمسَّك المغنون القندرجيون باصول غناء المقام العراقي، وحاولوا ايجاد لغة اسلوبية لغنائهم فكان لهم ذلك بواسطة استاذهم المخضرم رشيد القندرجي، ويجب الاعتراف ان تأثيرهم خارج العراق كان ضعيفا..!! ولكن ليس بسبب خلل في هذه الطريقة، بل بسبب حجم التطور الصناعي الذي لم يكن يكفي للانتشار وهو ارجح الظن. حيث لم تكن هناك علاقات ثقافية تكفي، او علاقات فنية قوية بين العراق وباقي البلدان المجاورة. إلا أن خميرة هذه الطريقة، كان قد استفاد منها محمد القبانجي واتباعه من المغنين في حقبتهم. من حقبة التحول حتى حقبة التجربة التي كان حجم التطور الصناعي والظروف الاخرى  فيها اكبر كالاعلام والثقافة والسياسة وغيرها.

 

        ونظرا لما بدأ به القرن العشرون في العراق من نهضة غناسيقية واضحة كانت من ظواهرها الطريقة القندرجية، واستلمت منها الطريقة القبانجية واستمر الامر بالتطور حتى وقتنا الحاضر. فقد كانت هذه تجربة المغنين. احساسهم. تصورهم. تضامنهم. ثقافتهم. تطلعاتهم. وهذا هو المهم في النهاية..!

 

         هكذا بدأ مغنون ابداعيون خرجوا من صلب الطريقة القبانجية في تسجيل مقاماتهم الغنائية باصواتهم الجميلة وافكارهم النيرة مستقين كل ذلك من حقبتهم الثقافية واشعاعات الطريقة القبانجية التي اقتنعوا بها واتبعوها بالتعبير عن احاسيسهم الخاصة، ومنهم يوسف عمر وعبدالرحمن العزاوي وعبد الرحمن خضر (1925-1984) وحمزة السعداوي (1928 – 1995) وغيرهم، وكل منهم بحاجة الى دراسة مفصلة. وفي شأن هؤلاء المبدعين، في حوزتي عزيزي القارىء مجموعة من الكتب الصادرة والمخطوطة، احدها اسميــته (الاربعة الكبار في المقام العراقي) الصادر في وزارة الثقافة الجزائرية عام 2007. اتمنى ان يكــون بين يديك ان شاء الله.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

حمزة السعداوي

https://www.youtube.com/watch?v=U4YOQOybDJQ