كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (495)- منتدى دمشق يحتفي بالاعـظمي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (495)

 

ملاحظة:

في الحلقة السابقة 430 كنتُ اتحدث عن نفس هذه السفرة الى دمشق، والسهرة كانت في يوم وصولي اليها في 20/5/2010. وهذه الحلقة 431 احداثها تمت في 22/5/2010. اي بعد يومين من وصولي الى دمشق، يرجى الربط بين الحلقتين، اقتضى التنويه.

***

 

منتدى دمشق يحتفي بالاعـظمي

       منذ مطلع عام 2010، كان لي موعد سفر شبه مؤكد الى كل من المغرب وبريطانيا، مهرجان فاس للموسيقى الصوفية، وحفلة كبيرة في لندن، بحيث تم تحديد موعدهما خلال هذه الفترة من الزمن. فيوم 23/4/2010 موعدي مع امسية مهرجان فاس بالمغرب الشقيق، وهو من المهرجانات العالمية، وسبق لي ان شاركت فيه عامي 1998 وعام 2004. كذلك تم تحديد يوم 22/5/2010 موعد حفلتي في لندن. وبقي الامر معتمدا على حصولي على فيزة كل منهما..! فبالنسبة الى مهرجان فاس، فقد اصطحبت ابني الحبيب غسان معي وقد حصلنا على الفيزة المغربية في وقتها الطبيعي.

 

        قبل سفرتي الى لندن باسبوعين تقريبا. وعندما ذهبت الى السفارة البريطانية في عمان لتسليم معاملتي للحصول على الفيزة، اشترطوا ان يستلموا المعاملة برفقة الجواز..! اخبرتهم بسفري القريب الى المغرب راجيا استلام المعاملة لحين عودتي من المغرب واسلمهم جوازي. لكنهم رفضوا ذلك..! فلم استطع المجازفة بتسليم جوازي لهم في هذه الفترة القصيرة المتبقية لي قبل سفري الى المغرب الشقيق. خشية من تاخر استلامي للجواز والفيزة البريطانية، عندها لا استطيع الحضور الى فاس في الوقت المحدد، وفي ذلك احراج كبير للاخوة في فاس وادارة المهرجان.

 

       على كل حال، سافرت ومعي ابني الحبيب غسان الى المغرب ومكثنا لبضعة ايام ثم عدنا الى عمان في الرابع والعشرين من نيسان. وفي صباح يوم 25/ نيسان /2010 ذهبت الى السفارة البريطانية وسلمت معاملتي وجوازي للحصول على الفيزة. وخلال الفترة القادمة حصلت عليها ولمدة ستة اشهر قادمة. وحين اخبرت اخي الفنان المعروف عازف العود الشهير احمد المختار الذي كان حلقة الوصل بيني وبين القائمين على حفلتي في لندن  بحصولي على الفيزة البريطانية..! ولكنه اخبرني بعد حين بان ادارة القائمين على الحفلة في لندن قد اعتذروا عن استقبالي بداعي عدم وجود الفترة الكافية للاعلان عن مجيئي، خاصة وموعد الحفلة قريب في 22/5/2010. وهكذا لم يتسنى لي الذهاب الى لندن لاقامة الحفلة المنتظرة بسبب عدم كفاية الوقت للاعلان عن الامسية..! على كل حال بقيتُ محتفظا بفترة فيزتي اللندنية، حيث ذهبت الى انكلترا في شهر تشرين الاول من نفس العام للسياحة، بعد ان كنت في بلجيكا التي اقمت فيها حفلة بالعاصمة بروكسل اواخر شهر ايلول، ثم الى مهرجان طريق الحرير في حلب ودمشق، ومنها غادرت الى لندن للسياحة فقط مستغلا امتلاكي للفيزة..!

 

        مجمل القول، نعود الى شهر مايس، وبعد ان ادركت بان حفلتي في لندن يوم 22/5 قد الغيت، حوَّلتُ تفكيري بالذهاب الى دمشق في زيارة ابنتي الحبيبة المقيمة هناك، وفي هذه الاثناء حدث اتصال عبر الهاتف النقال بيني وبين اخي وصديقي العزيز الفنان الكبير جواد الشكرجي المقيم في سوريا هذه الاونة، وخلال احاديثنا اخبرته بقرب مجيئي الى دمشق، فرحب بهذا الخبر واقترح عليّ مباشرة ان اقيم امسية ثقافية في المنتدى العراقي الثقافي في دمشق اتحدث فيها عن المقامات العراقية، فوافقت على مقترحه.

 

       ابلغ اخي جواد الشكرجي ادارة  المنتدى بمقترحه عن محاضرتي في المنتدى، حيث رحبوا كثيرا بفكرتها، وتعاون اخي الفنان جواد مع اخي وصديقي الغالي الكاتب الصحفي الكبير زيد الحلي عضو الهيئة الادارية للمنتدى مع هذه الفكرة، وعملا مع الجميع على تهيئة كل مستلزمات الامسية التي حدد تاريخها في نفس اليوم الذي كان مقررا ان اغني فيه في لندن  22/5/2010، حيث قدِّر ان تكون هذه الامسية وكأنها بديلا عن تلك الحفلة الملغاة في لندن..!

 

         بعد ايام قليلة من مكالمتي مع الفنان الكبير جواد الشكرجي حول هذا الموضوع، اخبرني في مكالمة اخرى بتحديد موعد للامسية في الثاني والعشرين من مايس الجاري. في البناية الواسعة للمنتدى العراقي الثقافي بدمشق. وهكذا بعد اسابيع قليلة غادرت عمّان يوم 20/5 متوجها الى دمشق التي كان هدفي الاول فيها زيارة ابنتي الحبيبة المتزوجة في سوريا والمقيمة فيها.

 

       كان المنتدى قد هيأ لي (فرقة الاوج للتراث الموسيقي) بقيادة احد طلبتنا في معهد الدراسات الموسيقية السابقين ببغداد الفنان خالد حسين كمر، لمرافقتي عند التطبيقات الغنائية التي تتخللها محاضرة الامسية. كذلك قدم الامسية وادارها الاخ والصديق العزيز الكاتب الصحفي الاستاذ زيد الحلي. وسط جمهور غفير لم تسعه القاعة، مما اضطر الكثير ممن لم يحصل على مقعد للجلوس مغادرة القاعة..! رغم معالجة الموقف من قبل المنتدى بجلبه خمسين كرسيا اضافيا..! وعليه كانت الاجواء داخل القاعة حيوية ومفعمة بالمزاج والارتياح وسط هذا الجمهور الحاشد من سوريين وعراقيين على الاغلب، ومن ابرزهم شاعر العرب الكبير استاذي الكريم عبد الرزاق عبد الواحد والفنان الكبير سالم حسين والفنان الكبير طالب القرغولي واخي وصديقي الغالي، بل هو مدربي لبعض الوقت من فترة حياتي الرياضية البطل الدولي في المصارعة الحرة والرومانية سعيد عبد الله، والكاتب السياسي الكبير هارون محمد والاعلامي الكبير الحاج غازي فيصل والفريق الركن عبد الواحد شنان آل رباط واخويه السيدان رعد ونضال ، والكاتب السياسي المؤرخ العميد المتقاعد صبحي ناظم توفيق، وآخرين من الفنانين الكبار كصلاح عبد الغفور وامل خضير وسعدي البغدادي وعازف الكمان خليل ابراهيم ووحيد علي ومجموعة كثيرة اخرى من اصدقائي القدامى. كانت بمجملها امسية تاريخية حقا ، جميلة بكل معانيها الفنية والاجتماعية والثقافية، غطتها الكثير من القنوات التلفزيونية الفضائية، واجرت العديد من اللقاءات التلفزيونية على هامش الامسية.  واستمتع الجمهور الحاضر بمضمون الامسية من محاضرة وتطبيقات غنائية برفقة فرقة الاوج الموسيقية لبعض المقامات العراقية واغاني التراث الموسيقي العراقي.

        وبالتالي كانت هذه الليلة الدمشقية من الليالي العصية على النسيان، رغم انها كانت من المفروض ان تكون فيها حفلتي بلندن، ولكن مشيئة الله قدَّرت ان تكون في دمشق وامسيتها الرائعة، والحمد لله على كل شيء.

 

التوثيق امانة في الاعناق

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي / تذكرت ليلى

https://www.youtube.com/watch?v=SlVClWKF0Hc