كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (499)- منظمة اليونسكو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (499)

 

منظمة اليونسكو

      استلمت ادارة بيت المقام العراقي المركز العام في بغداد وباقي الفروع في المحافظات التي تغنى فيها المقامات العراقية في السنوات الاخيرة ما قبل الاحتلال البغيض لبلدنا الغالي. واستمر الامر للاشهر الاولى بعد الاحتلال، حتى جاءت حكومة اياد علاوي، واستلام مفيد الجزائري وزارة الثقافة. ومن ثم استلام اخي وصديقي المرحوم بيرج كيراكوسيان ادارة دائرة الفنون الموسيقية. الامر الذي ادى الى تكليفي من قبلهما وبإلحاح لاستلام ادارة معهدنا الاثير –معهد الدراسات الموسيقية- ورغم اعتذاري عن هذه المهمة، إلا أنهما اصرّا على موقفهما في استلامي ادارة المعهد، الذي عانى بعد الاحتلال من النهب والسلب وسرقة ابوابه وشبابيكه وتدمير كل شيء فيه..! حتى ان طلبته باتوا لايتواجدون فيه لوجود نقطة عسكرية امريكية في باب المعهد..!

 

      ما يهمنا في الموضوع ان الامر الوزاري صدر باستلامي ادارة المعهد رغم كل اعتذاراتي، لان السيد الوزير والمدير العام للدائرة يثقان بامكانية اعادة المعهد وطلبته الى الاستمرار في الدوام، ويتوقعان مني ترتيب امور المعهد من جديد انطلاقا من كوني امتلك تاريخا حافلا في المعهد منذ ان كنت طالبا فيه مرورا بالتدريس ومعاونا لادارته اكثر من مرة وتمتعي برضى المدرسين والطلبة على حدٍ سواء..!

 

      منذ اليوم الاول لاستلامي ادارة المعهد وما شاهدته من تدمير وتخريب، ادركت ان المهمة ليست سهلة ابدا وتحتاج الى تظافر كل الجهود في سبيل اعادة المعهد الى سابق عهده بما نستطيع نسبة لظروفنا القاهرة زمنذاك..!

 

      حاولت انا وزملائي في الادارة والمدرسين الذين كان غالبيتهم من طلبتنا في المعهد، واستجابة معظم الطلبة، كل ما يمكن انجازه في هذا الامر، واستطعنا في النهاية ان نعيد شيئا ملموسا من كيان المعهد، رغم ان الامر يحتاج الى دعم كثير جدا لعملنا هذا، مع ان الوزارة والدائرة لم تقصران في دعمهما المطلق من اجل نجاح مهمتي في اعادة المعهد الى دوامه.

 

       مجمل القول ان الامر اخذ مني تفكيرا كثيرا، فالصرف المادي من قبل الوزارة او الدائرة شبه معدوم، ولابد من امتلاك الامكانية والدعم المالي لبناء المعهد من جديد. وفي لحظة من اللحظات خطرت فكرة واقعية في ذهني قفزت من مكاني على اثرها..! حيث تذكرت ان بحثي الذي فزت به بجائزة الماستر بيس العالمية من الامم المتحدة / منظمة اليونسكو، حول الخطورة من ضياع التراث العراقي نتيجة مرورنا بالحروب والحصار وغير ذلك من ظروف قاهرة مرّ بها بلدنا العراق..! والشيء الذي قفزت من اجله وانا اتذكر هذه الجائزة العالمية التي اعلن فوز العراق بها عام 2003. هو انني في بحثي الفائز ذكرت كل الامكنة الاثارية والتراثية والموسيقية التي تضررت في ظروف العراق العصيبة، ومنها معهدنا الاثير –معهد الدراسات الموسيقية- وعليه يتوجب على المنظمات الانسانية معالجة مثل هذه الحالات ودعمها بكل الوسائل، باعتبار ان تراث الشعوب تراث انساني لابد من حمايته والحفاظ عليه من قبل المنظمات الانسانية ولعل اهمها منظمة اليونسكو العالمية. وعليه قررتُ الذهاب الى المدير العام ثم الوزير حاملا معي نسخة مصورة من شهادة فوزي بالجائزة لحملهما على مخاطبة المنظمة العالمية في شأن مساعدتنا لإعادة المعهد الى سابق عهده.

 

       فرح الوزير بمبادرتي هذه، فارسل كتابا رسميا بتوقيعه الى منظمة اليونسكو مرفقا به نسخة شهادة فوزي بالجائزة طالبا الدعم والمساعدة لانقاذ معهدنا في بغداد الذي دمرته الايادي الغاشمة. ولم تمضي اكثر من ثلاثة اسابيع على ارسال وزارتنا الكتاب الرسمي الى اليونسكو بهذا الخصوص، حتى جاءنا الرد من منظمة اليونسكو بتخصيصها مبلغ ربع مليون دولار امريكي$ 250 مئتان وخمسون الف دولار الى وزارة الثقافة ببغداد دعما لاعادة ترميم وصيانة معهدنا..!

 

      في هذه الاثناء وقبل الانتهاء من الترميم والصيانة لمعهدنا خلال عام 2005، كان السيد نوري فرحان الراوي قد اصبح وزيرا للثقافة بدلا من السيد مفيد الجزائري، وبعد حين قدمت استقالتي من ادارة المعهد وتوجهت فورا الى المملكة الاردنية الهاشمية، دون حتى انتظار الموافقة على الاستقالة. ولكن بقيت اتصالات بعض الموظفين بي مستمرة يطلبون مني العودة لمقابلة السيد الوزير لعدم موافقته على الاستقالة اعتزازا بي لحاجة المعهد لي لقدراتي في ادارته في ظل هذه الظروف العصيبة. وبناء على موقف الوزير واعتزازه بي، غادرت الى بغداد للقاء السيد الوزير، ولكني لم احظى بوجوده في الوزارة فقابلت وكيلة الوزارة الانسة ميسون الدملوجي. واستطعت اقناعها باستقالتي حتى وافقت، وعدت بعد حين الى اقامتي الجديدة في المملكة الاردنية الهاشمية خبيرا ومدرسا في المعهد الوطني للموسيقى التابع الى مؤسسة الملك حسين(رحمه الله) حتى هذا اليوم، فكانت زيارتي الى بغداد هي آخر زيارة لي الى الوطن الغالي حتى اليوم..!

 

والى حلقة جديدة ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

من نشاطات طلبة المعهد

https://www.youtube.com/watch?v=5LLeYMifxFI

 

https://www.youtube.com/watch?v=Pvv2TPU_AZA

 

https://www.youtube.com/watch?v=CRBHbU7ZCKE