كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (530)- البطل الدولي مهدي وحيد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (530)

(ارجو مساهمة الجميع في طرح آرائهم للمساهمة

في ارشفة المصارعة العراقية)

***

البطل الدولي مهدي وحيد

 

      عُرِفتْ عائلة المرحوم وحيد الاعظمي بوَرَعِها وتقواها وحسن سيرة ابنائها جميعاً، وكذلك اشتهرتْ هذه العائلة بممارستها للرياضة وعلى الاخص رياضة المصارعة منذ النصف الاول من القرن العشرين. فكان من ابناء المرحوم وحيد، الملّا  طه ومهدي وسالم قد مارسوا هذه الرياضة على نطاق حِرَفي خلال حياتهم. وقد كان مهدي ابرز اخوته في ممارسته للمصارعة الحرة والرومانية، حيث جعلها مصيرا لحياته كلها..! وفيها نجح نجاحا منقطع النظير، حاصدا البطولة تلو البطولة طيلة سنوات ممارسته للمصارعة الحرة والرومانية محليا ودوليا. وفي مطلع تسعينات القرن العشرين، تم تكليفي بمهمة تاسيس فرقة الزورخانة رسميا، بعد موافقة اللجنة الاولمبية العراقية، وتبلورت الفكرة عندما طرحتها على رئيس اتحاد المصارعة الدكتور حمدان الكبسي عام 1988، واثناء هذه الفترة، ترك الدكتور حمدان الكبيسي رئاسة الاتحاد، ليستلمه المصارع والحكم الدولي ضياء محمود..! وفي زمنه نضجت فكرتي لتاسيس فريق لرياضة الزورخانة رسميا ولاول مرة في تاريخها، وانيطت مهمة الاشراف المباشر على فريق الزورخانة الى اتحاد المصارعة العراقي. وبدوره نسّبَ الاتحاد البطل الدولي مهدي وحيد الذي يعمل في الاتحاد كمدير للمنتخبات الوطنية للاشراف المباشر على فريق الزورخانة، ثم جهزت الفريق وكنت انا مغني المقامات العراقية خلال العروض الزورخانية. وعن هذه المعلومات لنا حلقة خاصة موثقة بالتاريخ والارشيف لنعود اليها قريبا. لنعود الان الى موضوع حلقتنا مع البطل الدولي الكبير مهدي وحيد رحمه الله.

 

      من خلال هذه التجربة التي استمرت بضع سنوات، تكاد تكون النصف الاول من عقد التسعينات، تعرفت جيدا وشخصيا على المرحوم البطل الدولي مهدي وحيد. فكان غاية في الهدوء والاخلاق الرفيعة والطيبة التي يتمتع بها تكاد تكون نادرة فعلاً، سهل التعامل ومتجاوب مع الطلبات ومحب للعمل ولذيذ المجالسة ولايُـمل الحديث معه..!

 

      واقع الحال، يبدو ان مواليد المرحوم مهدي وحيد، مطلع ثلاثينات القرن العشرين، اذا ما علمنا ان بدايته مع المصارعة كانت عام 1948. فقد وصلتني السيرة الذاتية من اخي البطل بهاء تاج الدين على شكل صفحتين مطبوعتين كتبها المرحوم مهدي وحيد بنفسه ومؤيدة من قبل الاتحاد المركزي للمصارعة العراقي..! وبسبب كثافتها من تدوين للبطولات ساحاول قدر الامكان عدم الاسهاب فيها. إذ يقول فيها البطل مهدي بأن عام 1949 شارك لاول مرة في بطولة العراق محرزا المركز الثاني. ويقول ايضاً، احرزتُ المركز الاول في بطولة القطر للاعوام 1950 و 1952 و 1953. في وزن 63 كغم. وعلى اثر ذلك تم ترشيحي والبطل صالح بحر والبطل موفق محمود. الى بطولة الدورة العربية التي اقيمت بالاسكندرية. وقد حصلت وزميلي صالح بحر على الوسام البرونزي في هذه البطولة. وفي عام 1954 صعد وزنه الى المتوسط وفاز ببطولة العراق ممثلاً لنادي الاعظمية الرياضي.

     يسترسل المرحوم مهدي وحيد، بعد سنوات انتقلتُ مصارعا في فريق مصلحة نقل الركاب، وتحت راية هذا الفريق احرزتُ بطولة العراق بوزن المتوسط وذلك عام 1956.

 

      مرة اخرى يترشح بطلنا الكبير مهدي وحيد الى الدورة العربية الثانية التي اقيمت في بيروت عام 1957. ومشاركته في المصارعة الرومانية ومعه البطل الدولي المرحوم خلدون عبدي وابراهيم اسطة غني. اما في المصارعة الحرة فيقول البطل مهدي وحيد (كان الابطال كل من امير اسماعيل حقي وحسن عبد الوهاب وقاسم السيد ورحومي جاسم وكريم الاسود وعبدالرزاق محمد صالح وعلي هادي وخالد احمد الحبشي).

 

     حصل الفريق العراقي للمصارعة الحرة على المركز الاول، ولم نشارك في الرومانية لوقوع شجار واسع نشب بيننا وبين رجال الجيش اللبناني بعد ان اعتدوا على الفريق العراقي..! يضيف البطل الدولي مهدي وحيد في تدوينه لسيرته الرياضية، بأن عام 1958 وفوزي ببطولة العراق، كانت آخر عهد لي في المصارعة كلاعب..! حيث انهيتُ مسيرتي بعد بطولة العراق في هذا العام، وهيأتُ نفسي لبدء المرحلة الجديدة من حياتي الرياضية في التدريب. وكانت اولى خطواتي التدريبية في تدريب فريق شركة نفط العراق في نفس العام 1958. وبعد فترة من التدريب، انتقلتُ مدرباً في كركوك لاحتياجهم الى مدرب، وبدأتُ فيها من مستوى الناشئين والشباب لصنع ارضية قوية وقاعدة صلبة في المصارعة لبناء مستقبل افضل في مدينة كركوك (التأميم). وفي بطولة العراق التي اقيمت عام 1959 بنادي المهداوي ببغداد، جئت بخمسة مصارعين من كركوك وهم الابطال (طلعت محمد وحكمت جمرج واحسان حسين واروراهم كوريال ونامق رفيق). وكانت تجربة استفدنا منها كثيرا. وبنفس المصارعين الخمسة وفي بطولة العراق للمتقدمين التي اقيمت في البصرة عام 1960 احرزنا المرتبة الثالثة.

 

      وفي العام التالي 1961 وفي بطولة العراق للشباب، احرز فريق كركوك ومدربه مهدي وحيد على المركز الاول في البطولة التي اقيمت في النادي الاولمبي(حاليا نادي الاعظمية). وفي عام 1962 بادر المرحوم مهدي وحيد بتأسيس اتحاد المصارعة فرع كركوك، واصبح اول رئيس له. الامر الذي ادى الى احداث نهضة عارمة في كركوك في المصارعة وإلتفاف الكثير من الشباب حولها. وقد كان اول الغيث تأسيس نادي الثورة الرياضي في نفس العام، ثم تطورت الحالة الى تأسيس اندية اخرى رياضية وبالتالي اتساع رقعة لعبة المصارعة بشكل واسع في مدينة كركوك. ويذكر ان المرحوم مهدي وحيد خلال كل سني حياته الرياضية وبعد اعتزاله لها، قد انظم الى دورات تدريبية عديدة في العراق وخارجه، وحصل على شهادات عدة كانت اهمها شهادة الدورة التدريبي التي تقام سنويا في مدينة لايبزك الالمانية والتي استمر تسعة شهور كاملة.

 

     وهناك الكثير جدا مما يمكن ان نسترسل فيه عن المشاركات الاخرى للمدرب الكبير مهدي وحيد لفريق كركوك واحرازه النتائج المبهرة ليصبح مهدي وحيد اسطورة المصارعة في هذه المدينة الذي طور المصارعة في كركوك بصورة يفخر بها اي مدرب، وصنع ابطالا كبارا يشار لهم بالبنان والشموخ.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

اغاني بغدادية / يصبرني احمد نعمة

https://www.youtube.com/watch?v=BBXD0TaPFZI

 

 

البطل الدولي مهدي وحيد يحتضن كؤوسه الكثيرة وخلفه صورة زميله البطل خلدون عبدي.