اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مسرحية "البخيل" تبصر نورا خافتا بعد عرضها الأول بديترويت!// كمال يلدو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

مسرحية "البخيل" تبصر نورا خافتا بعد عرضها الأول بديترويت!

كمال يلدو

تشرين أول 2014

 

مع ان كماشة الأحداث الدرامية التي تجري فصولها في العراق ، خاصة جرائم تنظيم الدولة الأسلامية (داعش) تجاه سكان محافظة نينوى وبلدات ومدن سهلها، لم تترك احدا دون ان تناله بهذا القدر او ذاك من الألم والضياع في عالم الأفتراضات ، الا ان "امنيات" مؤلف مسرحية (البخيل) ومخرجها، وطاقم التمثيل والعمل،  قد (انتصرت) بتقديمها في الوقت المقرر فيما يبدو (تحديا) لأيديولجية القهر والألغاء الفكري والثقافي التي تحاول فرضه عقليات القرون الحجرية على الناس، فقد ارادوا حقا ان يقولوا لكل طلاب الظلام والتخلف، نحن هنا وأحسبوا حسابنا  ايضا! وهكذا بقلوب مضرجة بالألم ، ومفعمة بالأمل استمروا بتدريباتهم وأحلامهم في تقديم الأفضل والأجود لعشاق الفن والثقافة المسرحية.  فقـد  انير مسرح ثانوية (سـيهولم هاي سكول) مساء يومي  الجمعة والسبت (السادس والسابع  والعشرون من شهر ايلول 2014)  بخلية من الطاقات والجهود الكبيرة لتقديم ما هو الأفضل بنظرهم لأبناء وبنات الجالية الكرام في مدينة ديترويت، فكانت "البخيل"!

تناقش المسرحية ممارسة شخصية، ينفرد  بها اناسـا قليلون عدديا في مجتمعنا، لكنهم ذو سمعة أكبر من عددهم، ويختصون ب (عبادة المال والدولار - البخل) وتبعاته من (الطمع، الجشع، الحسد) وصولا الى حالة التلذذ في (الأنتقام واذلال أو استغلال الآخر)   كنتيجة حتمية  لمجمل سياستهم وممارساتهم. وبالرغم من ان صفات (البخيل) هي شخصية بحتة وربما تختلف من بخيل لآخر، الا ان المؤلف آثر  وضعها تحتالعدسة المكبرة ليطرح من خلالها رؤياه  ومواقفه من فكرة (الأستغلال والجشع) الذي يمارسه البعض تجاه الآخرين،  مبتدئين بأقرب الناس اليهم ان كانوا من اهاليهم او اقربائهم أو اصدقائهم ناهيك عن الغريب! هذه الدراما  المتعشعشة بيننا ،حاول المؤلف كشفها على حقيقتها وتفنيد ادعائاتها  نازعا عنها ثوب الأنسانية التي كانت تدعّي بأرتدائه زيفا وبهتانا،  وقد اصاب في الكثير من المواقف اذكر بعضها (علاقته بشقيقه، علاقته بخطيبته او علاقته بأهلها ..الخ)ولم يكتف بعرضها وأستعراض آثارها السلبية، بل اراد ان يطرح مخرجا انسانيا لها، كي تعود الى آدميتها ورشدها، فألتجأ الى عنصر (الصدمة الكبرى – الكي بالكهرباء) الى استحضار  آخر ما يمكن ان يفكر فيه البخيل، الا وهو الموت و مواجهة الخالق عبر شخصية الملاك، وبالتالي فأن المؤلف اختار عنصرا  واقعيا، لكنه صعب التحقيق ان لم يكن مستحيلا، في اقناع البخيل بأنه في يوم ما سيواجه هذا المصير وهو المؤمن بأن  الحياة هي اليوم، ولا يهمه الغد طالما كان جيبه عامرا!

ان هذه الرؤية وحتى المعالجات المطروحة، ليست بعيدة ابدا عن جملة ممارساتنا او علاقاتنا او حتى ثقافتنا العامة في التعامل مع مثل هذه الظاهرة (الفردية) في مجتمعنا، او اي مجتمع انساني آخر ايا كان موطنه، فهذه ليست ماركة مسجلة عراقيا، ولهذا فأن موضوعة (البخيل) تظل عائمة في ظلال الثقافات الأنسانية عامة، ولا تحتاج الا الى الترجمة وتغيير الأسماء والأماكن لتكتسب الطابع المحلي!

شخصيا، اعتبر ان  الفكرة من هذا العمل ممكن ان تؤدي غرضا انسانيا فيما لو (مـرّت على) البخيل او تناهت الى مسامعه، لكنها من الجهة الأخرى ، ستظل (امنيات) و (احلام) انسان  - كمؤلف او مخرج أو ممثلين وأداريين- يسعون بأخلاص الى تأسيس او وضع الأساس للمجتمع الأنساني المثالي المبني على القيم المثلى! وهذا لعمري بعيد المنال في عالم المال  والمنافسة والبحث عن الربح المشروع او غير المشروع، الا انها تبقى كمحاولة انسانية بريئة من كل اشكال التلوثات التي اصابت النفس البشرية نتيجة (الأستغلال والطمع) الفاحشين.

 

أتصور ان المخرج (د. عصام بتو) عمل جاهدا لترجمة افكار المؤلف (المحامي مرشد كرمو) وقد كان موفقا و (محظوظا) ايضا من خلال اختيار الكادر التمثيلي، خاصة بطل المسرحية(السيد باسم الأمين) الذي اجاد دوره بكل المعاني، وهكذا فعل بقية الممثلين والممثلات في المشاهد المتواصلة وصولا  للحظات الأخيرة في التجلي الأنساني، وأكتشاف البطل (كريم) لذاته ووضعها على السكة القويمة.   لقد كشفت (البخيل) عن طاقات وقابليات واعدة في جاليتنا، كما انها سلطت الأضواء على الخبرات الموجودةابتداءا بنخبة من الممثلين ذوي الخبرة  والتجربة وكذلك من ذوي التجربةالمتوسطةاو ممن اعتلى خشبة المسرح وتجربته الرائعة للمرة الأولى، وأذكرهم بالترتيب:  ( باسـم الأمين، تيريز الكاتب، حميـد دلي، هويدا حيدر، يحى المهندس، ناصر الحمداني وجيهان شـمعون)  إذ  اتمنى لهم (الكل) الموفقية والتقدم في رسالتهم الثقافية والفنية الأنسانية.  ومع اجادة الممثلين،  فأني اود الثناء على  مسؤل الأدارة ( ثائر العطار)ومصمم الديكور، والأكسسوار والأنارة ،  فقد أثمرت جهودهم وساهمت بأنجاح العمل.

 

 وقبل ان ابدي بعض الملاحظات حول العمل، اود التوجه  بالعتاب للكثير من المهتمين بالثقافة او الفن والأدب ، وأسأل ان كانت تعنيهم النشاطات الثقافية في الجالية، او  ان كان احدا سيجرؤ على القيام بنشاط ثقافي مستقبلا، فيما يكون الدعم والتقييم فقيرا بهذا الشكل.  يقينا اني أشعر بأننا بحاجة الى مؤازرة بعضنا البعض من اجل البقاء! ومن اجل استمرار شمعة الثقافة وهاجة، رغم مآسينا  وما يدور حولنا من ظروف تجعل اكثر الناس تفائلا، يسقط في شباك الكآبة والتشائم، اذ لا يليق بنا ان نكافئ من يريد ان يخدمنا بطريقة لا حضارية، وأترك التفاصيل  لكل من يهمه الأمر!

وفي هذا المقام يسعدني ان أشير الى بعض الملاحظات عسى ان تكون فاتحة لتطوير العروض القادمة:

1)آمل ان يجري معالجة وضوح الصوت في الأغنية التي يبتدأ بها العرض، اذ لم تكن مفهومة، والموسيقى كانت اعلى من الكلام

2)ان يكون هناك تنسيق في شخصية الملاك، اذ ظهر الملاك بجسـد (فتاة) بينما صوته كان (مذكرا)

3)ان يتم ضبط ايقاع التمثيل في المشهد الأخير عند اعتلاء (الحاكم) منصة المحكمة،  وظهور (كريم) المفاجئ من جديد بعد كشـفه لوجهه وأخذه المبادرة في تلخيص تجربته بين البخل وما جرى له لاحقا والذي كان متميزا جدا بالمشاعر والألقاء والتمثيل والأندماج بالمشهد، لكن جرى كل ذلك دونما تنسيق ، وكان على حساب وجود طاقم التمثيل الكامل في قاعة المحكمة.

 

ولو كان لي الحق في تقييم  هذا العمل، فأن العلامة الوحيدة التي يستحقها هي (+) لأنه  يأتي ترجمة لعمل جاد ولأشهر طويلة، ويجئ في زمن صعب يمر به العراق وأهلنا هناك، ناهيك عن صدمة الأحداث في الموصل وبلداتها الملحقة، اضافة الى انه العمل الثقافي (الأبرز) اليوم في  واقع جاليتنا الكريمة، وأنه يحاول معالجة موضوعة تثقل كاهل مجموعة غير قليلة من ابناء جاليتنا ايضا، لكن بطريقة انسانية لا عنفية ولا انتقامية، ناهيك عن ان غاية العمل في هذه المسرحية ابتداءا بالمؤلف والمخرج والممثلين والمشرفين وأصحاب الشأن والأختصاص، لم تكن الثراء التجاري، بقدر ما كان يحدوهم املا كبيرا  في رفع مستوى الشعور الأنساني فيما بيننا،  ودعم الثقافة العامة  والمسرحية خاصة في وسط الجالية،  من اجل ان يرتقي المسرح ويصبح  مسرحا حقيقيا يناقش صور الحياة المنوعة ويطرح دونها البديل الأنساني المعقول، وحقا سوف لن يتمكن اي منا  من تقييم او انتقاد هذا العمل قبل ان يشاهده (حيا) ومن على خشبات المسرح، حينها سيمتلك الحق بالكلام والتقييم.   أما اذا كان لي او (لنا) كلام وموقف، فاتمنى ان يكون في خانة التشجيع والدعم من اجل تقديم الأفضل، وأتمنى على مثقفي جاليتنا، وعلى عامة ابنائها وبناتها ان يدعموا اي عمل هادف يصب في مجرى رفع الوعي  وتعظيم الأنسان ودوره وتعزيز الثقافة عند اجيالنا (باللغتين الأنكليزية أو العربية)، في العمل الخيّر والطيب، لخدمة محيطه القريب و أهله وناسه وأبناء شعبه، وبالنهاية وطنه الغالي.

الدعوة مفتوحة لكم ابناء الجالية الكرام للمشاركة في حضور العروض القادمة ايام ((( الخميس والجمعة والسبت المصادف 2، 3، 4  اكتوبر 2014)))على مســرح ثانوية  (( سترلينك هايتس سكول في مدينة سترلينك هايتس ))بأمل دعم اي جهد ثقافي متميز بيننا!

 

كمال يلدو

تشرين أول 2014

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.