اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كمال يلدو: مشاهدات حية لمعاناة النازحين بعيون السيد "رافد يلدو" أحد نشطاء الجالية في ديترويت

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كمال يلدو: مشاهدات حية لمعاناة النازحين بعيون السيد "رافد يلدو" أحد نشطاء الجالية في ديترويت

 

  منذ سنين طويلة، يعمل السيد (رافد يلدو) بصمت ، ناشطا في العمل الخيري والأنساني الذي تقوم به بعض مؤسسات الجالية في ديترويت، وخاصة مشروع (تبني عائلة لاجئة)، اضافة لخدماته في الهيئات الكنسية. وقلما يوجد عملا انسانيا إلا وستراه هناك، مع الشبية والطلبة، مع الكبار والصغار، وكثيرا ما يطبق الليل بالنهار بين التزامه بعمله الخاص وعمله التطوعي الخيري.

يقول السيد "رافد": دأبت منذ سنين على متابعة احوال اللاجئين، وخاصة الموجودين في سوريا والأردن وتركيا عبر الأخبار التي ترد لجمعيتنا، وبقدر ما كانت مأساوية، الا ان الأمل يبقى قائما  وبأن باباً  ما سينفتح امام هؤلاء الناس لتعويض مآسيهم ومعاناتهم.  لكن ما جرى بعد 10 حزيران حينما احتلت (داعش) الموصل وصارت بلدات سهلنينوى بمرمى نيرانهم، فقد  تشابك المشهد كثيرا، ووصل حالة لا تطاق حينما فرّت آلاف العوائل نحو المجهول هربا من سكاكين وسيوف داعش.  فصرت اعمل بهمة اكبر وساعات اطول من اجل جمع المعونات و اي شئ يمكن ان نساعد به هؤلاء المساكين، اما في قرارة نفسي فقد  تولدت عندي قناعة ملحة  بأن ازور المنطقة شخصيا، وأقف على احوالهم، حتى اكون شاهد عيان  تساعدني  لمزيد من العمل حينما اعود لمدينة ديترويت لاحقا.

ويضيف السيد "رافد يلدو": عقدت العزم، ورتبت اموري مع احد المعارف في مدينة (عنكاوة العزيزة) وغادرت يوم 7 نوفمبر، وعدت لديترويت يوم 19 نوفمبر ايضا، في رحلة تكفلت (انا) شخصيا بكل مصاريفها ومتعلقاتها. وبالحقيقة، كانت الصور الكالحة لهؤلاء النازحين، والأطفال والنساء، وسيوف داعش وقطع الرؤوس تلاحقني طوال مدة الرحلة، ولم ارتح الا حينما وطئت قدماي ارض العراق في مطار اربيل، عند ذلك شعرت بأن حملا كبيرا قد زال عنّي، وبدأت للحال تجوالي بين الخيم والتجمعات.

ويوّضح السيد "رافد" بالقول: ان رحلتي لم تكن رسمية، انه مشروع شخصي لأرواء ضمأي بمشاهدة هؤلاء الناس والوقوف على معاناتهم عن قرب، وفعلا هذا ماتم. وقد تمكنت من زيارة كل من ( أربيل – عنكاوة/ دهوك/ ألقوش و شقلاوة)، وفي كل محطة كنت اتفقد نواقصهم من اجل ايجاد أسرع الحلول لهم، وكنت اخبر زملائي في ديترويت أول بأول (عبر الفيس بوك والتلفون) عن تلك المشاهدات. وبالحقيقة كان أروع ما تمكنت من تقديمه هو اطلاق حملة (شخصية) في صفحتي على الفيس بوك لجمع تبرعات لشراء (حليب الأطفال)  لبعض المخيمات التي زرتها، وكان التجاوب شيئا يرفع الرأس، اذ جمعت (19.000 ألف دولار) اشتريت بها مباشرة حليب الأطفال ووزعناه على العوائل المحتاجة وكانت فرحتهم كبيرة.

أما عن اوضاع هؤلاء النازحين بصورة عامة فينقل السيد "رافد يلدو"مشاهداته:  بالحقيقة استطيع ان أقول (بنظرة مراقب)، بأن اوضاع (اغلبهم) الآن افضل بكثير مما كانت عليه في الأيام الأولى، رغم وجود أعداد لابأس بها مازالت تعيش في الخيم قياسا للمجموع العام،  وذلك بفضل جهود المنظمات الدولية والكنيسة والأمم المتحدة وتبرعات الجاليات الكريمة وبضمنها جاليتناالعزيزة في ديترويت، وهناك مشاريعا استطيع ذكر بعضها على سبيل المثال:

1-اعادة اعمار فندق قديم بعد ان صُرفت له المبالغ، وصار يأوي الآن حوالي 100عائلة  لا يدفعون اي ايجار

2-هناك (جملون) في عنكاوة يأوي الآن 37 عائلة

3-تم استئجار  46 شـقة وتسكن بها الآن 140 عائلة

وهناك مشاريع اخرى قيد العمل والأنجاز لأسكان هذه العوائل او بتقديم المساعدات لهم، وعلى سبيل المثال

**تم شراء 81 (أفرشة ثنائية للأطفال)

**كما تم شراء (سخانات للماء الحار و مكائن غسل وتنشيف الملابس) لأحد المخيمات الكبيرة الذي يفترش أحدى ممتلكات الكنيسة إذ يضم 140 خيمة.

**كما شهدت عملية شراء بعض الأغذية والمؤنة (غير القابلة للتلف) للعديد من العوائل.

 

وفي الحديث عن زياراته للمناطق الثانية بالأضافة الى (اربيل – عنكاوة) قال السيد "رافد يلدو":  لقد توفرت لي فرصة طيبة لزيارة بلدة (القوش العزيزة)  وسررت بهمةالشباب هناك، لكن ما احزنني ان هذه البلدة لاتستلم مساعدات (كافية) بدعوى انها بعيدة! كما زرت مدينة دهوك التي تضم عوائل لاجئة كثيرة، وزرت مكانا كان يضم حوالي (130) عائلة، والحمد لله فقد وجدتهم  بمعنويات عالية . ويضيف قائلا: ان المحزن هو احوال الناس بصورة عامة، فهؤلاء ليس لهم اي عمل ولا اية  اماكن للتسلية او قضاء الوقت ناهيك عن عدم وجود فرص للعمل او حتى مدارس كافية للأطفال او الشباب، ويمكن للأنسان ان يتخيل حجم المعاناة جراء هذه الأوضاع الصعبة، ومن حواري مع الكثير منهم تبين لي بأن هناك مجموعة مصّرة على العودة بعد استتباب الأوضاع، لكن هناك نسبة غير قليلة قد ملّت هذه الأوضاع وتفكر جديا بمغادرة العراق.

 

بعد هذا العرض وددت ان اعرف منه عن مدى تجاوب الجهات الرسمية المحليةوالعالمية مع هذه الكارثة فقال: مع اني لا اريد الحديث في مجال السياسة، فأنا انسان اقدم وقتي في العمل الأنساني الطوعي، وهذه السفرة هي جزء من هذا المشوار، لكني لمست  ضعفا في دور (حكومة بغداد المركزية) في التعامل مع هذه المحنة، لابل اني سمعت عن سرقات وفساد مالي في اللجنة المكلفة، اما حكومة الأقليم (مشكورة جهودها)  فهي تحاول تسهيل مهمة اللجان وهيئات المساعدة ولا اعلم ان كانت لها ميزانية للمساعدات، لأني سمعت ايضا ان هناك مشاكل حول الميزانية مع بغداد ايضا، ولكم ان تتخيلوا حجم المعاناة المترتبة على ذلك ايضا.  بالنسبة لكنيسة روما وكنائس المشرق فقد كان لهم موقفا مشرفا في الدعم المعنوي والسياسي والمادي على الأرض ايضا، فقد قاموا بزيارات كثيرة لشد أزر النازحين والتضامنمعهم،وأقيمت القداديس على ارواح شهدائهم.   كما ان هناك مشاريع بعينها،  صَرف ويصرفُ عليها (الفاتيكان) او في دعم الكنيسة في العراق (بكل تسمياتها)، وبالنسبة لرجال الدين والكهنة  وسيادة البطرك والمطران (وردة) فأني بالحقيقة انحني لهم اكبارا على العمل الأنساني الكبير الذي يقومون به لمساعدة  النازحين والتخفيف من معاناتهم، ولابد لي من الأشارة  بأمتياز الى عمل الأب الفاضل والغالي (دوكلص بزي) الذي صار لحضوره دورا رائعا مع العوائل وفي عمله لتشكيل مدارس للأطفال رغم كل الظروف الصعبة، وفي هذا السياق، فقد قامت الكنيسة مؤخرا بأفتتاح  4( مدارس في عنكاوة) و4 ( مدارس في دهوك)  يديرها الآباء الكهنة  وتستوعب 150 تلميذ ويتم فيها دوامان، صباحي وظهري حتى يتمكنوا من استيعاب اكبر عدد من الطلاب. اما بالنسبة  للأمم المتحدة وهيئات الأغاثة الأنسانية العالمية فهي تحاول ان تقدم كل ما بأمكانها لأسعاف ومساعدة هؤلاء النازحين.

 

بعد ذلك اردت ان اسمع من السيد "رافد يلدو" ان كانت هناك اية جهات من الجالية العراقية/الكلدانية في ديترويت من التي قدمت المساعدات فقال: بالحقيقة ان ما يشرفني قوله، بأن جاليتنا كانت السباقة في تقديم التبرعات المالية ومن تجمعات كثيرة ( اذكر ما نشر في موقع ساعد العراق بأن جمعية فرسان كولومبس الكاثوليكية قد تبرعت ب 2،2 مليون دولا لدعم المسيحين  في سوريا والعراق)واتحفظ عن ذكر الأرقام  لباقي المؤسسات لأني لست على اطلاع عليها لكن الأرقام مشرّفة بلا شك. الا اني استطيع الحديث عن  الجمعية التي انشط بها وهي (ساعد العراق دوت اورغ – والمكونة من أبريشية ديترويت وجمعية تبني عائلة لاجئة) والتي وصلت تبرعاتها حسب علمي الى (1،1 مليون دولار) مقدمة للنازحين داخل العراق، ناهيك عن العمل الثاني الذي تقوم بها (جمعية تبني عائلة لاجئة لمساعدة اللاجئين في دول الجوار ايضا سوريا والأردن ولبنان وتركيا). وفي هذا الصدد اود ان الفت النظر للعمل الكبير الذي تقوم به لجان تشكلت حديثا لمساعدة هؤلاء النازحين:

1)-مساعدات طبية تقدمها (جمعية العاملين في الحقل الطبي) اذ انهم قدموا ويقدمون الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، كما قاموا بشراء (كرافانات) لأستخدامها مثل المستشفيات المتنقلة اذ تم نصب: 3- في أربيل، 1-في كركوك،1-في القوش،1-في شقلاوة و 1- في دهوك.

2)-لجنة من المعلمات لدعم النازحين قامت بأرسال (حاويتان بسعة 40*40 قدم) مليئة بالمستلزمات المدرسية وبعض الأحتياجات الطبية للنساء والبنات.

وهناك حسب علمي الكثير من الجهود الشخصية والجماعية التي تعمل بصمت من اجل تخفيف ازمة هؤلاء النازحين ان كان على شكل دعم مالي او عيني او حتى تضامني سياسي وديني، وكل هذا يصب في مجرى تعزيز اواصر هذا الشعب بأمل خلاصه من هذه المحنة والأوقات الصعبة.

 

وفي النهاية وددت ان اعرف من السيد "رافد يلدو" ان كان يملك تصورا حول الحل او الحلول لمشكلة النازحين فقال: ان حجم هذه المشكلة كبير جدا، وأكبر من امكانيات الحكومة المركزية او حكومة الأقليم، استطيع القول ان جهدا عالميا يجب ان يبذل وبتظافر كل الجهات. انا شخصيا ارى في هذه المرحلة ان يصار الى ايجاد (منطقة آمنة)  او تخصيص  جزء جغرافي يكون تحت الحماية الدولية من اجل ان تشعر الناس بالأمان وتعود اليه، وهذا لا يعفي مسؤلية الحكومة المركزية اصلا، والتي هي المعنية اولا وأخيرا بسلامة ابناء الشعب العراقي وتوفير الأمن والأمان لهم، لكني من الجهة الثانية متشائم ايضا، لأن هذه الأوضاع، وأستمرارها لفترة زمنية طويلة تخلق حالات التشاؤم عند الأنسان مما تدفعه للتفكير بالهجرة او البحث عن ملاذ آمن غير هذا الموجود الآن.

في نهاية كلامه يقول السيد رافد: غادرت العراق وأنا شابا يافعا منذ 36 عاما، ولم تتوفر لي الفرصة لزيارته  طوال تلك السنين، وقد اتت الفرصة الآن، لكن للأسف أقول، ان حلمي بزيارة بغداد (مسقط رأسي) او (تلكيف– مسقط رأس والدي ووالدتي) قد تبدى مع هذه الأوضاع الصعبة ووجود هؤلاء القتلة. كنت اتمنى ان ازور تلكيف وأعتلي سطح الكنيسة وأضع فوقه صليبا، تعبيرا عن تضامني مع ما قام به هؤلاء الأوباش من تحطيم الصليب فوق كنيسة تلكيف، لكن من يدري، فربما يأتي يوماونزور العراق وبلداتنا بظروف افضل.

 على ان اروع درس تعلمته من هذه الرحلة، هو تعلق الناس بمعتقداتهم وأيمانهم. فقد فضلوا ان يتركوا بيوتهم وأراضيهم وكل ما يملكون، على ان يتركوا دينهم، وبالحقيقة ان هذا درس عظيم في الأيمان وفي التضحية ايضا.وللمزيد من المعلومات عن نشاط وحملات التبرعات التي تتبناها مؤسسة (ساعد العراق) يمكن زيارة:

www.helpiraq.org

 

**السيد "رافـد دانيال يلـدو" من مواليد العاصمة بغداد في العام 1965، غادر العراق مع عائلته الى الولايات المتحدة عام 1978، وهو مقيم في ديترويت منذ ذلك التأريخ. يعمل رئيسا لشركة تقدم الخدمات الطبية للمرضى في بيوتهم.

 

كمال يلدو

كانون أول 2014

 

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.