كـتـاب ألموقع
الناشط والأكاديمي سعد سلوم يرى (نصف الكأس المملوء) في محاضرته بديترويت// كمال يلدو
- المجموعة: كمال يلدو
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 30 آب/أغسطس 2015 20:15
- كتب بواسطة: كمال يلدو
- الزيارات: 2522
الناشط والأكاديمي سعد سلوم يرى (نصف الكأس المملوء) في محاضرته بديترويت
كمال يلدو
أقام المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد في مشيكَان ندوة للناشط والكاتب والباحث الأستاذ سعد سلوم، الذي زار ديترويت مؤخرا وذلك يوم الخميس الموافق ٢٠ آب ٢٠١٥ وعلى قاعة كنيسة (ام الله) في مدينة ساوثفيلد الواقعة في ضواحي مدينة ديترويت وتحت عنوان "مستقبل الوجود المسيحي والمكونات الأخرى بين الحضور والأضمحلال" بحضور عدد جيد من المتابعين للشأن الوطني، ومن معظم المكونات والتجمعات العراقية المتواجدة، وزادها القاً حضور سيادة المطران ابراهيم ابراهيم الجزيل الأحترام.
ليس سهلا على اي باحث الخوض في المشهد العراقي المفتوح على كل ابوابه، من تراكمات الماضي الى بؤس الواقع الحالي وصولاً للسياسات العقيمة التي يشرف عليها مجموعة غير متمرسة وفاقدة بمعظمها لأهم مفردة في القاموس، وهي المواطنة.
افتتح الأمسية الزميل (فوزي دلي) الذي رحب أولا بالحضور الكريم، ثم قدم نبذة تعريفية عن الضيف تضمنت اهم المحطات في سيرته الثقافية والتنويرية، بعدها استأذن الحضور للوقوف دقيقة صمت تضامنا مع شهداء العراق، وتضامنا مع المتظاهرين في سوح (التحرير والحرية) في أرجاء العراق، بعدها قدم المحاضر ضيفاً عزيزاً على المنبر الديمقراطي والجالية العراقية في ولاية مشيكان.
بدأ المحاضر الأستاذ سعد سلوم حديثه بشرح عمله كأكاديمي اولاً ثم أتى على مشروعه الذي يأمل من خلاله أصدار (١٠) كتب ، شهد النور منها لحد الآن (٦) هي على التوالي:
١ـ الأقليات في العراق، الذاكرة، الهوية، التحديات، وصدر باللغتين العربية والأنكليزية عام ٢٠١٣
٢ـ مختلفون ومتساوون، الأطر الدولية والوطنية لحقوق الأقليات في العراق صدر عام ٢٠١٣
٣ـ التنوع الخلاق، خارطة طريق لتعزيز التعددية في العراق اصدار ٢٠١٣
٤ـ المسيحيون في العراق، التأريخ الشامل والتحديات الراهنة اصدار ٢٠١٤
٥ـ السياسات والأثنيات في العراق اصدار عام ٢٠١٤
٦ـ مائة وهم عن الأقليات في العراق اصدار عام ٢٠١٥
ثم بيناهمية سلوكه هذا المنحى في البحث عن اساس المشكلة التي يعانيها العراق اليوم والمتمثلة في (اعلان الهوية)، ثم فتح الباب واسعا امام السؤال الكبير: ماذا ممكن أن نقدم، وماهي مسؤولياتنا؟ فأنا اعيش في بغداد، ومع كل ما نعيشه ونشاهده، أقول لكم انا لا استطيع أن اعيش دون الأمل، رغم ان كل ما يحيطك سلبي، لكن الأمل بالنسبة لي هو (طريقة حياة) وليس اختيار، وإذا لم يكن المرء على درجة من الأيجابية، فكيف يمكن له التواصل.
ثم يكمل:انا لا اريد ان استسلم، والأمل الذي انشده مبني على فهم الواقع، لكن الأهم من ذلك، فإن كل شئ قد قيل، فما هو الشئ الجديد إذن؟ وبالحقيقة فإني اتحدث معكم عن خبرتي، وأدعوكم أن نفكر سوية، وأن نحوّل لقاءنا الى ورشة تفكير.
ثم تطرق الى جملة من المحاور الأساسية صاغها على شكل اسئلة:
أولا: التنوع والتعددية
وأني على يقين بأنها هي صمام الأمان، فإذا هاجرت الأقليات انتهى العراق، وهذا هو التقسيم بعينه، ثم إن التعددية قوة، فإذا كنا نفخر بنهري دجلة والفرات والنفط كنهر ثالث، فأن نهرنا الرابع هو هذا التنوع الذي اعتبره رأسمالنا الحضاري. وحتى اكون اكثر وضوحا في هذه النقطة سأسوق لكم هذه الشواهد التأريخية:
ـ في العراق يوجد المركز الروحي لليهود منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام
ـ في العراق يوجد المركز الروحي لكنيسة المشرقمنذ اكثر من ألفي عام، وتحديدا في المدائن ثم بغداد
ـ في العراق توجد المرجعية الروحية لأبناء الطائفة الأيزيدية في العالم
ـ في العراق توجد المرجعية الروحية لأبناء الطائفة المندائية في العالم
ـ في العراق توجد المرجعية الروحية لأبناء الطائفة الشيخية، وتحديدا في البصرة
ـفي العراق توجد المرجعية الروحية للبهائيين في العالم، وتحديدا في بيت (بهاء الله) في منطقة الشواكة بكرخ بغداد
ـ فيالعراق توجد المرجعية الروحية لأبناء طائفة الشبك وتحديدا في سهل نينوى
ـ في العراق توجد المرجعية الروحية للأسلام الصوفي وتحديدا في مرقد الأمام عبد القادر الكيلاني
ـ في العراق توجد المرجعية الروحية للشيعة في العالم وتحديدا في النجف.
ثانيا: هويتنا
وفي هذا المضمار هناك مئات المقارباتلكن دعونا نستعين بوجهة نظر العلماء الذين يقسمون المجتمعات الى ثلاثة اقسام هي:
١ـالمجتمعات القطبية، والتي فيها اغلبية وأقلية بالعدد
٢ـالمجتمعات التعددية: وهي التي تستند الى التعددية القومية أو الدينية أو الطائفية
٣ـ المجتمعات المتشظية: وهذه تميل فيها الهوية الى الأنقسام، وحتى داخل الهويات الصغرى.
وكمحصلة لهذه التصنيفات، فإن طريقة إدارة التعددية هي المسؤولة في النهاية على طريقة تصنيف المجتمع. وبالحقيقة فأن الحقبة ما قبل عام ٢٠٠٣ تعطينا نموذجا فريدا في الطريقة التي أدارت هذا التنوع، إذ لخصته بإسم (هوية جماعية متخيلة)، قافزة على هوية الفرد الروحية، وبالتالي لايوجد فرد، بل يوجد مكوّن، وهذا المكون هو تخيلي! وبالحقيقة فإني أرى ان كل مشكلتنا تتعلق بفشل نموذج إدارة التعددية في بلدنا من قبل النخب الحاكمة، فالكل يحاول استيعابنا في بودقته، والغاء وجودنا كأفراد.
ارى أن يكون جل عملنا وهدفنا في إقامة (دولة المواطنة)، ورغم ان العراق حصل على الأستقلال منذ العام ١٩٢١، لكنه فشل في اقامة دولة المواطنة، ولم تفلح نخبه في ادارتها للتعددية، وهذا بالحقيقة هو تفسير المقولة الشهيرة : إن فاقد الشئ لا يعطيه!
البعض يتحدث مع الآخر بقوله: " إن الله اوصانا بكم خيرا، يا أهل الذمة" ، فيما مجموعة اخرى تخاطب بعض المكونات بوصفها : " انتم كُرد أصليون"، وهذا هو التفسير لعقليات البعض التي تسعى الى إذابة الآخرين في الجماعة الكبرى. ولعلي هنا استذكر يوم ٩ نيسان عام ٢٠٠٣، ففي ذلك اليوم اسقطنا التمثال، لكن التمثال الداخلي مازال فينا!
ثالثا: في النخب الحديثة وخطاب الكراهية
هذا الأمر استشرس اكثر في الآونة الأخيرة، لكن أساسهُ الكبير زُرعَ عام ١٩٩١ في (الحملة الأيمانية) التي أرست رسمياً ، وأحتضنت خطاب الكراهية. ولعلي هنا أسوق مثالاً عن وضع اخوتنا الأيزيدين:
عددهم يبلغ حوالي ٥٥٠٠٠٠
عدد النازحين بلغ ٤٠٠٠٠٠
عدد اللاجئين ٦٥٠٠٠
عدد المخطوفين٥٨٣٨
عدد المفقودين ٨٤٠
عدد الشهداء ١٢٨٠
عدد المتوفين جراء الأحداث ٢٨٠
عدد المقابر الجماعية المعروفة للآن ١٢
عدد المزارات المقدسة التي فجرت ١٨
عدد الجرحى ٤٠٠
علما إن الكثير من ابناء وبنات هذا المكون قد تطوع لمحاربة داعش من اجل تحرير بلداتهم وأعادة المخطوفين، وهم في هذه المسيرة قدموا ويقدموا الشهداء، اما المفارقة الكبيرة فهي تأتي على لسان رجل دين متشدد حينما يصرح من على المنبر:
إذا توفي شهدائنا فهم للجنة، وإذا توفي شهدائهم فهم للنار!
رابعا: ماذا نستطيع ان نعمل للمحافظة على التعددية؟
بالحقيقة إن التنوع الموجود هو تنوع خلاق، وللحفاظ عليه وتطويره وجعله مادة ايجابية في عملية البناء اعتقد بضرورة العمل بآلية من الأعلى عبر:
١ـ التشريعات، وهذه بحاجة الى تنظيم لأنها ستكون محفزاً لمناهضة التمييز، يرافقها تشريع قانون احزاب يحرّم من كان منها على اساس ديني او قومي او طائفي
٢ـ اصلاح المناهج الدراسية، خاصة تلك المليئة بالصور النمطية عن الآخر، وإعادة النظر بدراسة التأريخ والدين، كما ويجب ان تتضمن مناهجنا مادة لتدريس الأديان الأخرى في العراق.
٣ـ حوار الأديان، وفي هذا الحقل أرى ان رجال الدين اليوم هم جزء اساسي من المشكلة، وأعمل على تحويلهم الى جزء من الحل، لابل ان نحولهم الى قوة ونمنحهم صوت.وفي هذا الحقل فأني كنت من المؤسسين ل (المجلس العراقي لحوار الأديان) والذي يرتكز على عمل ونشاط أربعة دعامات هي:
١ـ أكاديمية بغداد للعلوم الأنسانية بإدارة الآباء الدومنيكان
٢ـ مؤسسة "مسارات" الثقافية
٣ـ دار العلم للأمام الخوئي في النجف
٤ـ حوار أديان للشباب
وفي الحقل الأخير، فأن عملا كبيرا يجري (بهدوء وبعيدا عن وسائل الأعلام والتسيس)، إذ اني اؤمن بأن الشباب هم الأغلبية، وهم واحد، وهم الوحيدون الذين سينقذوا مركبنا من الغرق. ولعلي هنا أستشهد بواحدة من أروع صور الشباب ، تلك التي تجلت في مظاهرات (ساحة التحرير ) في بغداد، و(سوح التحرير) في المحافظات الأخرى، حاملين تلك الروح التواقة للبناء والعدل والتغيّر، حاملين لواء الجديد العادل الخالي من آفات الحقد والتمييز والكراهية، انهم النبض الذي لا يموت!
اننا نعمل معهم في برنامج (سفراء المواطنة)، وعلى شكل مجاميع تتكون من (٢٠) شاب وشابة في المجموعة ومن مختلف القوميات والأديان والأثنيات، ومع التجربة يصبح كل واحدا منهم (سفير مواطنة) في مدينته ويقوم بذات العمل وهكذا بأمل أن نزرع تلك البذرة الطيبة في مجتمعنا وأن نحافظ عليها ونرعاها. أنا اقول لكم، وبالرغم من كل الركام والسخام حولنا، ومن كل ما تبثه الفضائيات من اخبار محبطة، إلا اني : (أرى نصف الكأس المملوء) وعلى هذا ابني آمالي وأحلامي.
ثم اختتم حديثه بعرض واحدا من (٩) افلام وثائقية قام بأنتاجها الأستاذ سعد سلوم، وهو يسرد التنوع القومي والديني الذي يزخر به العراق ، بعيون اهله المخلصين.
بعد أن وضع المحاضر تصوراته للواقع الراهن وآفاق المستقبل على ضوء مايراه قادما، وبعد ان شاهد الحضور واحداً من الأفلام الوثائقية التي انتجها الأستاذ سعد سلوم، والذي استعرض التنوع الأثني والديني في العراق، فتح الزميل فوزي دلي باب الأسئلة والمداخلات مبتدءاً بشكر الجمهور على امتلاكه المواصفات الراقية في حسن الأستماع، والمتابعة الجادة لمعظم النشاطات الثقافية والسياسية التي تقيمها مؤسسات الجالية، وشاكرا لهم هذه المساهمة المهمة والداعمة لنشاطات المنبر الديمقراطي الكلداني من اجل تعزيز الوعي والثقافة ، اعمدة التحضر، في اوساط جاليتنا ، ثم فتح باب الأسئلة والتي كانت كالآتي:
١ـ السيد نشأت مندوي: إن الموضوع الذي تتطرقت له يصاحبه جرحاً عميقاً تدفع ثمنه الأقليات في العراق، ومع انك أعلنت بأن مشروعك بدء منذ (١٠) سنوات لكن ما هو هدفك، هل هو اجتماعي ام سياسي؟ كما أود أن احتج على استخدام كلمة (التسامح)والتي كانت العكازة التي بُني التأريخ المزيف عليها منذ أكثر من ١٤٠٠ سنة، ارجو أن اسمع كلمة (التساوي) ونبذ الأضطهاد بدلاً عنها.
٢ـ المهندس ناظم نامق: ان مشكلتنا ليست فقط في القوانين والتشريعات، بل تكمن في الدستور الذي أصرت (المرجعية) على اقراره في وقت لم يكن العراق ولا شعبه جاهزاً لمثل هكذا اقرار تأريخي. وللأسف أقول، لقد كنّا اصحاب وطن، ثم اصبحنا شركاء، واليوم غرباء. العراق مجتمع متعدد الثقافات والديانات، وتربطنا به روح المواطنة، ولم يعرف السياسيين كيفية بنائه والحفاظ عليه.
٣ـ السيد تحرير عقراوي: يتحدثون كثيرا عن تقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم، واحداً للسنة وآخراً للشيعة وثالثاً للأكراد، اين سيكون مكان المسيحيين (الكلدان والآشوريين والسريان) ابناء الوطن الأصليين في هذه الخارطة؟
٤ـ السيد نبيل رومايا: لم تتطرق الى دور المثقف في هذه التغيرات الكبيرة، وما يؤسفني انه غير موجود بالوزن الذي كان يحتلهُ سابقاً بكونه المحرك للتغيرات. اني معك بضرورة التشريعات الفوقية وأيجاد الآلية الفاعلة لتطبيقها، لكن التغير له ديناميكية، ويجب ان ترافقهُ تغيرات من الأسفل ايضاً، فالتغيير من الأعلى لوحده لا يكفي.
٥ـ د. كاترين ميخائيل: انا اسأل عن موقف المجتمع الدولي مما يجري في العراق الآن، وبالحقيقة فأن ما يقلقني هو سكوته المطبق عن جرائم كبرى حدثت قبلاً في العراق ايضاً مثال ذلك: عام ٣٣ مذابح سمّيل ضد الآشوريين، عام ٤٨ الفرهود وطرد اليهود، عام ٧٠ وعام ٨٠ ضد الأكراد الفيليين، عام ٨٧ ضد الأكراد، والآن ضد الأقليات الأثنية من المسيحيين والمندائيين والأيزيدين، كل هذه الكوارث تتوالى والمجتمع الدولي متفرج، كما اني استغرب عدم تركيزك على دور المثقفين ودور المرأة في التغيير المنشود.
٦ـ د.عضيد ميري: انا اشكرك لأنك تحدثت عن المستقبل وأنت تبحث عن الحلول، وبودي أن اذكر لك وأنا المقيم في الولايات المتحدة، بأن معظم الجاليات التي هُجّرت أو هَجرت اوطانها في زمن ما، اصبحت مع الوقت كنزاً لأوطانها، فماذا عنّا نحن المخلصين للعراق؟ إن هناكَ فرصاً كبيرة يمكن الأستفادة منها افقياً وعمودياً عبر الكفاءات العراقية المنتشرة في كل العالم، لو توفرت الظروف الصحية والصحيحة لذلك.
٧ـ السيد حميد مجيد سـوّير: إني سأختزل لك معاناتنا، وسأقترح عليكَ الحل العملي والعقلاني المنصف والوحيد وهو، فصل الدين عن السياسة.
٨ـ السيد عادل بقال: لايمكن تبرئة سياسات بعض الأنظمة العربية مما يجري للأقليات غير المسلمة في العراق وباقي دول الشرق الأوسط. ان من يتحمل تبعات ونتائج تلك السياسات هم الذين يدعّون ب (الشريعة الأسلامية) التي أعتبرها مصدر هذا الخراب والدمار لتلك المكونات المسالمة، ناسين ومتناسين بأن بلداننا بُنيت وعاشت مئات السنين وهي متعددة ، ولعلي هنا اشير الى دور (المسيحيين) التنويري خاصة في حركات التحرر العراقي او السوري او اللبناني والمصري والمقاومة الفلسطينية، فكيف يمكن اعتبارهم من (أهل الذمة) ويجب قتلهم او ان يجبروا على دفع الجزية . هذا عار على هذه الانظمة المتخلفة، وخسارة كبرى لمجتمعاتنا التي هي بأمس الحاجة لأبنائها المخلصين.
٩ـ سيادة المطران مار ابراهيم ابراهيم: في لجّة هذا المشهد المحزن والدامي والمؤلم، ماهو الحل بنظرك، وأين يكمن، وهل هناك حقاً أمل للعراق أن يعود الى أهله كما كان؟
بعد انتهاء الأسئلة، اجاب الأستاذ عليها بالكامل وأكد على (الأمل) الذي بدونه تصبح كل طروحاتنا وأفكارنا في الهواء، وذّكر مرة أخرى بقوة الشباب وأصرارهم على التغيير، وعاد الى (ساحة التحرير) ليؤكد بأن عراقاً جديدًا يتشكل من هؤلاء الشباب، وأنهم يبعثوننا من جديد كمواطنين، وعدّها مدرسة ميدانية حقيقية للمواطنة. ولكثير من الأسئلة قال، ان القضية احيانا تحتاج الى موقف حاسم، وتعتمد الى أي طرف تنتمي وتلتزم! أما عن المجتمع الدولي، فقال أسفاً انه بدون رؤيا حقيقية لما يجري في العراق والمنطقة، وفي رده حول الخراب الذي اصاب شخصيتنا وهويتنا الوطنية قال: إن الدم الذي يراق اليوم لم يعد سياسياً فقط، بل صار دماً بفاتورة اجتماعية، وصلت لحد أن يفقد الجار ثقته بجاره.
**لم يفت المحاضر الأستاذ سـعد سـلومأن يشير الى اعجابه الشديد بالجالية العراقية في ديترويت، بما وصلت اليه، وبآمالها وثقافتها وآفاق تطورها ودورها في هذه البلاد، بواقعها الأقتصادي والأجتماعي والثقافي، وبالطريقة الفذة في الحفاظ على هويتها الوطنية العراقية بعيدا عن الطائفية المقيتة او العنصرية العمياء، قال: لقد وجدتُ العراق هنا، باق برموزه، بتراثه، وبلغاته الحلوة، انه حاضر بكم، وأينما ذهبت في هذه المدنية ولكل من التقيت، وجدت العراق فيه، أنتم العراق، ولهذا أقول: العراق باق مادمتم انتم باقون!
كما شكر مراراً دعوة المنبر الكلداني الديمقراطي الموحد، وضيافة الأستاذ عادل بقال التي عوضته عن كل ما يشعر به الأنسان خارج وطنه، وقال مبتسماً، ان الأستاذ عادل لم يفارقني وملأ ايامي القلائل بالبهجة والفرح والديناميكية ، هو وكل الأحبة في المنبر الكلداني وأنا مدين لهم ولعطر محبتهم العراقية الصافية.
كمال يلدو
آب ٢٠١٥
المتواجون الان
641 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع