اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

البارتي والمؤتمر الرابع عشر... دلالات مضيئة// لؤي فرنسيس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لؤي فرنسيس

 

عرض صفحة الكاتب 

البارتي والمؤتمر الرابع عشر... دلالات مضيئة

لؤي فرنسيس

 

المؤتمر الحزبي العام هو اجتماع مكتمل لجميع الاعضاء لحزب سياسي يحضره مندوبين وممثلين ونواب وقانونيين واعلاميين يمثلون أعضاءه وهو أعلى هيئة لاتخاذ القرارات تهتم باختيار قادة الحزب وتخطيط سياسته ووضع المنهاج العام لعمله لحين مؤتمره القادم .

 

سأقتصر، خلال مقالتي هذه في الحديث عن مؤتمرنا الذي من المزمع انعقاده في السادس والعشرين من شهر ( ايار المقبل ) اذا كانت الظروف مؤاتية ، كوني انتَميْت إلى هذا الحزب لايماني بما يحمله من نهج معتدل ، وسأبقى أحمل تلك المبادئ التي يجسّدها ، سائرا بنهج مؤسسه البارزاني الخالد .

 

وكجزء من واجبنا الحزبي، علينا أن نبدي ملاحظاتنا على هذا الحدث المهمّ، خاصة أنّ حزبنا البارتي يمثّل أحد أهم الأحزاب الكوردستانية واكثرهم شعبية ونفوذ في كوردستان وربما في العراق ايضا ..  فمؤتمره فعلاً إنجاز كبير... وستكون ملاحظاتي على شكل مقترحات املا ان اكون قد افدت الاخرين تجاه ما اؤمن به والذي اتمنى ان يعزّز من دور الحزب على المديات القريبة والبعيدة .

 

لقد شكّلت نتائج المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني والذي عقد عام 2010  إنجازاً كبيراً في مسيرة الحزب بحسب ما تعايشناه من تحديات كبيرة في الفترة الماضية أي من 2010الى يوم كتابة هذا المقال  ، اذ ان تنظيم وتكريس الهيكلية والنهج والمبدأ الحزبي السياسي يجب أن يكون حسب أنظمة وقوانين الهيئة المعنية المتمثلة ب( اللجان التحضيرية) المنظمة للمؤتمر في امور الاعداد والتقييم والنتائج وان لا تتناقض مع المباديء الاساسية الرئيسية لمسيرة الحزب، كما أرى بان الاتي سيكون استكمال للنتيجة التي حصلت في المؤتمرات السابقة ، فإنجازنا يبقى ناقصاً في حال اقتصر الأمر على الخطابات والحديث بالتاريخ النضالي الذي نعتز به كل الاعتزاز لو لم يقترن بطرح السؤال التالي:

 

 ماذا يريد الحزب الديمقراطي الكوردستاني في المرحلتين الانية والقادمة مع دراسة المراحل السابقة والالتزام بالايجابيات ونبذ السلبيات وتغييرها ؟.

 

ومن المؤكد فان مراحل التحضير للمؤتمر يغلب عليها الطابع التنظيمي الانتخابي ، وهذا من حقّ القائمين على الحزب ومن حق جميع الكوادر التي دائما عليها استخدام الاساليب الديمقراطية التي أتاحت لها الوصول إلى ماوصلنا اليه اليوم من نتائج عن طريق الانتخاب الديمقراطي الذي يجب ان يتم وفق برنامج سياسي...

 

 إنّ ما تشهده كوردستان حالياً ـ وهي  جزء لا يتجزّأ مما يشهده العراق الاتحادي والمنطقة برمتها، وبما ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو الركيزة الاساسية حاليا في كوردستان كون المرافي والمؤسسات الاساسية يديرها الحزب الديمقراطي الكوردستاني بمشاركة الاحزاب الاخرى وان لكوردستان دورها البارز بجميع المفاصل الاقتصادية والسياسية والثقافية في المنطقة ، لذلك يتطلّب من المؤتمرين في المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني  طرح أسئلة حول كيفية التعاطي مع الملابسات والصراعات والمنافسات السياسية والاقتصادية؟

 

واليات حلحلة الاشكاليات التي تواجه الجماهير بجميع مضامينها؟

 

والجهة المعنية في الإجابة على هذه الأسئلة يجب ان تكون الكوادر المتقدمة الحاضرة في المؤتمر ومنها الكفاءات الحزبية الحريصة على تقدم الحزب وبقاء امتياز دوره النافذ في السياسة الكوردستانية والعراقية، فلا بدّ لهذا الأمر ان يحصل، بدلاً من الالتهاء بقضايا غير فعلية تبعدنا عن هدفنا الاساسي كوردستان.

 

بلا شك فان الحزب الديمقراطي الكوردستاني يمتلك مشروع متكامل مفصل موضح فيه مبادئ الحزب وأهدافه وسبل تحقيق هذه الأهداف وهي  قابله للتنفيذ وفق الدستور والقوانين النافذة ، كما ان قيادة الحزب هي ذو خبرة ونضال طويل ومؤهلة لما تقوم به ومؤمنة بالممارسات الديمقراطية والدستور والعملية السياسية والقوانين النافذة والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات وبدولة المواطنة، وان للحزب الديمقراطي الكوردستاني خطة انتخابية واسعة وتفصيل دقيق لاختيار المرشحين البرلمانيين بجميع المستويات ( من البرلمان الاتحادي وبرلمان الاقليم ومجالس المحافظات والمجالس المحلية )  واعدادهم الاعداد التام كونهم واجهة الحزب بعد الفوز، كما يمتلك الحزب سلطة ونفوذ على المستوى الاتحادي والاقليم .  فماذا نريد او ماهو هدفنا في المرحلة القادمة ؟.... 

 

ببساطة شديدة، نريد حزباً من طراز جديد وليس القصد بذلك القطع بماضي الحزب بإنجازاته التي نفتخر بها ويفتخر بها جميع الكوادر والاعضاء والاصدقاء المقربين من الحزب،إنما نقول ذلك لأنّ المرحلة تتطلّب تفكيراً جديداً وممارسة جديدة، نتيجة ما يحصل في كوردستان و العراق الاتحادي والمنطقة ، ولان التجارب اثبتت بان التشبّث ببعض المفاهيم الكلاسيكية يؤدي إلى تراجع دور الحزب وفعاليته، خصوصاً إذا ابتعد عن طرح رؤى جديدة تستقطب دماء جديدة مغذية للحزب ومحاولة انتشالها وتعليمها النهج الخالد في العدالة الاجتماعية والمحبة والتسامح والشجاعة والاعتراف بالاخر( كما هو لا كما نريد) كما تعليمها فن السياسة المعتدل الذي يَخدْم لا الذي يُخدَم، ويمكن لذلك أن يحصل عن طريق ايجاد بدائل وطرح مبادرات جدية جديدة بعيدة عن (الانا) لفسح المجال امام الجميع ليمارس دوره الجدي والفعلي في الحزب ان كان في المؤتمرات او في الحياة العامة، لنتمكن من مواجهة المشاكل التي تفرض علينا من خلال الدراسة والتفكير بكيفية مواجهة تلك المشاكل والشرور بجميع أشكالها وتهيئة ارضية المواجهة واعطاء دور كبير للفئة الشابة الفتية التي دخلت الحزب في السنوات الأخيرة، ومسألة تعليمهم وتأطيرهم يجب أن تكون موضع اهتمام قيادة الحزب وخصوصا الفائزين في المؤتمر الرابع عشر،  وهذا لا يحصل فقط من خلال تجميع الكوادر القدامى لحضور المؤتمر فهؤلاء أصبح متوسّط أعمارهم مرتفعاً جداً. وهنا، (لا أعني الاستغناء عنهم وإنما الاستفادة من خبراتهم)، ولا بدّ من فسح المجال لتحمل الفئات الشابة مسؤولياتها الفعلية، كي تستطيع أن تبني تجربتها الحزبية سياسيا بنفسها، من دون الخوف من امتلاك الخبرة المتوفّرة لدى الآخرين. فأشكال المنافسة والصراع الداخلي كما عرفناها، ربّما يجب أن تتغيّر، أي باختصار واني ككادر بسيط مؤمن بجميع فعاليات الحزب أدعو إلى حزب ديمقراطي كوردستاني جديد بالفكر والممارسة والتنظيم وأساليب العمل، مع الحفاظ على التراث النضالي المجيد الذي نفتخر به كل الافتخار.

 

لقد حقق الحزب الديمقراطي الكوردستاني كصاحب سلطة رئيسية في كوردستان ومعه شركائه من الاحزاب الكوردستانية الاخرى انجازات كبيرة جدا على جميع المستويات والصعد وكان اهمها الانتصار الكبير للبيشمركة الابطال على داعش الارهابي، ذلك التنظيم المجرم الذي ارهب المعمورة باكملها ، كما انتصار شعبه الكبير بقيادة سروك مسعود بارزاني  في الاستفتاء الشعبي الدستوري التاريخي في الخامس والعشرين من ايلول 2017  لتقرير مصير الكوردستانيين ، تحت مراقبة الامم المتحدة والكثير من المنظمات الدولية والذي كان حقيقة فعلية راسخة تحدت الالة العسكرية لثلاث امبراطوريات قومية (الفرس والترك والعرب) على حدوده، ومن خلال هذا الاستفتاء التاريخي ثبت للعالم بان شعب كوردستان هو شعب ديمقراطي محب للحرية والحياة، بالاضافة الى تلك الانجازات التي تحققت بالمجال الصحي في زمن الوباء العالمي كوفيد 19 ... 20... 21 ... وانجازات في المجال الاقتصادي رغم قطع ميزانية كوردستان والتلاعب بموارده من قبل بغداد ، كما الانجازات التعليمية بعدد كبير من الجامعات، والانجازات الاجتماعية التي بات يشيد بها العالم بالتعددية الاجتماعية باختلاف الملل والتعايش والتسامح بينها دون وجود مواطنين بدرجات اولى وثانية وثالثة فالجميع  متساوون امام القانون، كما والانجازات العمرانية رغم شحة الموارد المالية، والتعريف بالقضية الكوردية والكوردستانية من خلال العلاقات الخارجية مع جميع دول العالم المتطور لتصبح اربيل مدينة السلام والثقافة والتسامح والتعايش العالمي ، وكل هذا دليل واقعي على امكانية الحزب الديمقراطي الكوردستاني الامساك بزمام الامور وتقديم الحلول  للعقبات والتحديات الجديدة التي تواجه كوردستان والعراق ، لكنه في نفس الوقت مطالّب بتبني سياسات جديدة وإصلاحات جذرية للكثير من سياساته لمواجهة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والسياسية العميقة وغير التقليدية التي نشهدها بين الحين والاخر وقد اظهر الحزب نضجًا في التفكير السياسي والتأقلم مع التحولات المتسارعة الجارية، وتجنيب كوردستان هزات سياسية و اضطرابات عسكرية (واجتماعية احيانا) على الرغم من زيادة حدة التنافس بين مراكز القوى المختلفة داخل كوردستان وعلى المستوى الاتحادي ..

 

لذلك نتمنى أن تُقدِم القيادة المنبثقة من المؤتمر الرابع عشر على إجراء إصلاحات سياسية جذرية وفق نمطها الفكري وسلوكها السياسي العام وعليها ان تبذل قصارى جهدها للاصلاحات الاقتصادية كونها العصب الرئيسي لسعادة شعبها، كما عليها أن تكون أكثر قربًا من جماهيرها، وعليها ان تحافظ على الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية والعلاقة مع المختلفين قوميا ودينيا ومذهبيا (داخليا) والتي يجب ان تبقى على رأس أولويات القيادة وسيبقى ذلك مرهونًا بقدرتها على إدارة الأزمات الناشئة وحل المشاكل.

 

 دون شك فان علاقة كوردستان مع جوارها الإقليمي ستبقى مشوبة بالحذر والشك وسوف تنجح في احتواء بعض القضايا ذات الطبيعة المرحلية أو الأقل أهمية من الناحية الجيوستراتيجية مثل علاقاتها التنافسية داخل العراق، ومحاولة التقارب مع ايران وتركيا الا ان الامور الاستراتيجية والخلافات العميقة ربما ستؤجل الى اوقات لاحقة لعدم ايمان الجوار الاقليمي مجمله بمفاهيم حق تقرير مصير الشعوب والديمقراطية والاعتراف بالاخر المختلف .

 

وهناك مهام أخرى كثيرة تنتظر الحزب في المرحلة القادمة، من أبرزها رفد الحزب بالطاقات الشبابية والدماء الشابة، والاهتمام بالاتحادات الطلابية والشبيبة والنساء والنقابات العمالية والفلاحية والطلابية والصحفية والقانونية والصحية.. وتجديد الخطاب السياسي والثقافي بما يتناسب مع تطور العصر وثورة الاتصالات.. وإعادة النظر بالعلاقة مع طيف المثقفين داخليا خصوصا مناطق المادة 140 الدستورية وفتح حوارات معهم، وتنمية روح الاختلاف للوصول إلى التوافق، وتعزيز ثقة المثقفين بالحزب الذي كان له دور تاريخي عريق في علاقته مع الكتاب والأدباء والمثقفين منذ تأسيسه، ولكونه حزبا عريقا أنجز ثلاثة عشر مؤتمرا بنجاح في ظروف صعبة، فانه قادرا على أن يتابع الطريق النضالي من أجل كوردستان ومع مصالح جماهيره، فإذا نظرنا إلى الية تقدم الاحزاب اليسارية الوطنية في العالم، نرى أن تلك الأحزاب التي مارست نمط جديد في سياساتها استطاعت ان تحقّق إنجازات حقيقية في التنظيم الشبابي والية تنظيم هذه الفئات الواسعة من الكوادر الشابة بالمبدأ، يجب أن يخضع لمعايير الحدّ الاعلى من الاندفاع النضالي  كوننا في هذه المرحلة  بحاجة ماسة الى روح النضال والكفاح السياسي والدبلوماسي بنكهة ثقافية بحتة...  كما أنه من المؤمل أن لا يتسلّل إلى صفوف الحزب، على أي مستوى كان، أشخاص ربما يكون لهم ارتباطات بعيدة عن النهج العام لهذا الحزب العريق من خلال اشخاص مرّوا في يوم من الأيام على هذا الحزب، وخرجوا منه لمصالح شخصية ضيقة ، مع احترامنا للاحتفاظ بحقهم أن يصبحوا مايشاؤون من دون الاضرار بالاخرين .

 

ختاما نؤكد بان اهم ادوار المؤتمر الحزبي الناجح هو معالجة الانقسامات الداخلية لخلق وحدة الغرض وسط الجماعات المختلفة المؤلفة للحزب، وعدم تجاهل مندوبي القاعدة الشعبية وتقليص دورهم إلى مجرد مشاهدين كون هذا يشيع الشعورً بالخذلان والإقصاء ولا يحقق الوحدة، فالمهم دمج النشطاء الحزبيين والكفاءات ودعوتهم خصوصا من الذين عملوا بجد كي يصبحوا مندوبين ويهيئون البحوث والدراسات التي تؤدي الى الاصلاحات الداخلية ويضعون الدراسات للخطط المستقبلية التي ربما من شأنها ان تكون (درجة سلم) للصعود والارتقاء نحو الزهو مستقبلا ...

 

ومن الله التوفيق

 

الرحمة والخلود لشهداء الحرية وشهداء الحزب والبيشمركة الابطال وفي مقدمتهم البارزاني الخالد وادريس الفقيد

 

الف تحية للمؤمنين والعاملين بنهج الحزب المستنبط من نهج البارزاني الخالد

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.