اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ضيف العراق الثقيل// إبراهيم الزبيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

إبراهيم الزبيدي

 

عرض صفحة الكاتب 

ضيف العراق الثقيل

إبراهيم الزبيدي

 

إن من سوء حظ العراق أنْ جعله الله محكوما بجيرته مع إيران التي كانت منذ قرون عديدة تسعى لاحتلاله وضمه إلى أملاكها، فتفشل وتخيب، حتى حقق لها الأمريكيون مرادها بأبسط وأسهل ما يكون، خبثا أو جهالة.

ففور هبوط الحاكم الأمريكي، بول بريمر، على أرض مطار بغداد، في نيسان 2003، حاصرته بوكلائها وخدمها العراقيين، ثم صار الحرس الثوري مهندسَ العراق الديمقراطي الجديد، ومقرر سياساته وشؤونه وعلاقاته الخارجية مع دول الجوار والمنطقة والعالم.

ثم تحول قادة الأحزاب الشيعية والسنية والكردية إلى مُقبّلين دائمين لأعتاب الولي الفقيه، يلتمسون منه البركة ويتلقون طلباته الأوامر وهم صاغرون.

يعني، بعبارة أكثر وضوحا، وبدون مجاملات، يمكن أن نقول ولا يخالفنا أحد إن جزءا كبيرا من خراب العراق من زراعة واحد اسمه علي خامنئي، دون سواه.

والأكثر قهرا وتنغيصا أن كل ما تحقق له من هيمنة مطبقة على حاضرنا ومستقبل أجيالنا القادمة لا يراه كافيا، فصار يريد المزيد.

ويتلخص هذا المزيد بجعلنا سلعة يبيعها لمن يشاء، ومتى يشاء. وها هو اليوم، يأمر بتقديمنا هدية على طبق من دم ودموع لحليفه الروسي فلاديمير بوتين، لاستخدامنا ورقة مساومة، أو لتجنيدنا في حروب مهلكة، دون أن يستأذن أحداً منا، ولا حتى من وكلائه وأتباعه الولائيين.

طبعا، إن من حقه أن يتحالف مع روسيا بوتين وكوريا كيم جونغ أون أو غيره من الحكام المتوافقين معه في جنون القوة والعظمة وشهوة الاحتلال وغزو البلاد الآمنة وتمزيقها وتدميرها واستعباد أهلها وسرقة ثرواتها، ولا حق لأحد منا في الاعترض أو المناقشة.

ولكن ليس من حقه أن يدعو وزير خارجية روسيا الداخلة في حرب مدمرة في أوكرانيا ضد ثلاثة أرباع الدنيا ليحلَّ ضيفا ثقيلا علينا، ويحشرنا في خانة الضالين والمغضوب عليهم من الأمريكيين وحلفائهم الأوربيين القادرين على خنقنا وتجويعنا وتدمير ما تبقى من كفاف عيشنا، ونحن مُساقون كالأغنام، لا رأي لنا ولا قرار.

ولأن للعراق حكومةً (غضروفية) يملكها ويديرها الإطار التنسيقي الشيعي الوكيل المعتمد لولاية الفقيه فقد دشن الضيف الثقيل جولته في عاصمة الرشيد، غير عابيء بأصول الضيافة والديبلوماسية، بالاجتماع مع واحد منبوذ ومكروه ومشبوه في الساحة السياسية في العراق، اسمه نوري المالكي، رغم أنه لا رئيس جمهورية، ولا رئيس وزراء، ولا وزير خارجية، ولا نائب ولا هم يحزنون. يقول بيان مكتب المالكي،

"في بداية اللقاء نقل السيد لافروف تحيات الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية وتمنّياته الطيبة إلى السيد نوري المالكي وللشعب العراقي بدوام التقدم والارتقاء".

والعجيب الغريب أن  رئيس الجمهورية، أو رئيس الحكومة، أو وزير الخارجية، أو أي واحد آخر من رؤساء الأحزاب والائتلافات، وأصحاب المليشيات، لم ينزعج، ولم يعترض على ارتكاب الوزير الروسي هذه الموبقة.

ثم لم يعترض أيٌ من هؤلاء المحسوبين علينا، قادة وزعماء على

إقحامنا في نار جهنم الحامية التي لن تكون علينا لا بردا ولا سلاما، فوق كل بلاوينا ومصائبنا وآلامنا المتكلكلة التي لا تنتهي.

فقد استقبل رئيس الجمهورية (العراقية) عبد اللطيف رشيد، ضيفه الوزير الروسي و"بحث معه سبل تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين، ومستجدات الأحداث الإقليمية والدولية". وشدد رئيس الجمهورية على "ضرورة تدعيم وتطوير العلاقات في المجالات ذات الطابع الاستراتيجي والحيوي".

بدوره "أكد الوزير الروسي دعم بلاده للعراق، ورغبتها الجادة في تعزيز العلاقات معه وتوسيع أطر التعاون في المجالات (الاقتصادية) و(العسكرية) وتأهيل البنى التحتية".     

ومن جانبه رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، خلال لقائه مع لافروف، جدد "حرص العراق على إدامة العلاقات مع الأصدقاء"، "وعلى تعزيز واستمرار التواصل والتنسيق (المعلوماتي) بين البلدين، في مجال مكافحة الارهاب والتطرّف".

وأعلن لافروف أنه بحث مع رئيس الوزراء ترتيباتٍ لعقد اجتماع بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يوضح مكانه وزمانه.

وفي وقت سابق بحث وزير خارجية العراق مع الوزير الروسي مجالات التعاون في المجالات (التسليحية) و(الأمنية) و(السياسية) و(الطاقوية)، وناقشا قضايا فلسطين وأوكرانيا وسوريا.  

وأكد لافيروف أن "من الضروري إعفاء العلاقات العراقية الروسية من العقوبات المفروضة من قبل الغرب".

ثم وعد فؤاد حسين بأن "يبحث مع الجانب الاميركي، خلال زيارته القادمة لواشنطن أزمة الدولار في بالعراق، والتعاون مع الشركات الروسية في ظل العقوبات المفروضة على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا.  

يعني أن رئيس الجمهرية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية قد اختاروا الجبهة الروسية الإيرانية، وقرروا تحدي النظام الدولي القائم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، تلبية لأوامر السيد المطاع القابع وراء الحدود.

إذن، وتأسيسا على كل هذه الدرجة من العبودية والضآلة والهوان، أصبح لزوما عليكم أيها العراقيون أن تتهيأوا لاستقبال خرابات جديدة إضافية، دولارية تارة، وتارة أخرى سياسية وأمنية وعسكرية ستحملها طيور الأبابيل الروسية القادمة إليهم،  مثلما حملته لأشقائهم السوريين فجعلتهم كعصف مأكول.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.