اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فلاح الصراف.. الشهيد الشاب البريء المغدور// أمير أمين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

أمير أمين

 

عرض صفحة الكاتب 

فلاح الصراف.. الشهيد الشاب البريء المغدور

أمير أمين

 

كان للحملة التي شنها حزب البعث في العراق على الشيوعيين والديمقراطيين أواخر عام 1978 وبداية عام 1979 , صداها وانعكاساتها عليهم أيضاً خارج أسوار الوطن في محاولة عقيمة من حزب البعث وقيادته للقضاء التام على الشيوعيين وشل حركتهم ونشاطاتهم في الداخل والخارج , لذلك بدأت سفارات النظام الملغومة برجال الامن والمخابرات بالتضييق على الشيوعيين وخاصة الناشطين في جمعيات وروابط اتحاد الطلبة وخصوصاً في البلدان الاشتراكية السابقة وأيضاً في البلدان التي تطالها أياديهم لذلك إستطاعوا أن يقتلوا الدكتور الشهيد توفيق رشدي في مدينة عدن اليمنية في بداية حزيران عام 1979 ثم اغتالوا رمياً بالرصاص وفي أحد شوارع بيروت الفنان التشكيلي البصري أسعد لعيبي في 19 تشرين الاول عام 1980 وغيرهما من الحوادث لكن الامر كان أخطر في بلغاريا وروسيا وغيرهما لكثافة تواجد الشيوعيين وتميز نشاطاتهم والتي كانت مرصودة وبدقة من قبل ازلام سفارات النظام فكانوا كثيراً ما يتحرشون بالكلام والافعال الشائنة بالعناصر الشيوعية والديمقراطية للطلبة الذين كانوا يدرسون هناك على نفقة الاحزاب الشيوعية فيها والمرسلين بزمالات دراسية من قبل الحزب الشيوعي العراقي وهؤلاء الطلبة الكثير منهم كانوا ومنذ سنوات هناك بينما وصل آخرون اليها بعد اشتداد الحملة الهستيرية ضد الشيوعيين داخل مدن العراق من زاخو حتى الفاو وشملت جميع مناطق العراق حتى النائية منها والتي بلغت ذروتها في الربع الاول من عام 1979 لذلك إستطاع آلاف الطلبة الشيوعيين والديمقراطيين من الهرب من بلدهم والتوجه للبلدان الاشتراكية التي إحتضنتهم بتزكية ودعم من منظمات الحزب الشيوعي وجمعيات وروابط اتحاد الطلبة العراقي فيها ..وفي بلغاريا كان الشاب الشهيد فلاح الصراف قد وصل اليها في زيارة لأخيه الاكبر سعد الذي كان يدرس هناك ولم يكن الشهيد حينها عضواً في الحزب الشيوعي العراقي ولم يدخل الجامعة بعد وظل لصيق أخيه وفي أواخر تشرين الثاني وأوائل كانون الاول عام 1979 إزدادت تحرشات البعثيين وخاصة طلبتهم ورجال الامن والمخابرات العاملين في سفارة العراق في العاصمة صوفيا ضد الطلبة الشيوعيين والعناصر الديمقراطية وكان هؤلاء يستخدمون الفاظاً نابية ويحمل عدد منهم الاسلحة البيضاء ويستخدمونها في تهجماتهم المتكررة مستهدفين اماكن تواجد الشيوعيين ومناصريهم في مطاعم الطلبة والاقسام الداخلية وفي احدى المرات حدث شجار بين الجانبين وكان أحد المتحرشين يحمل معه سكيناً ويهدد بها الطلبة الشيوعيين وإستطاع عدد من الطلبة الدفاع عن انفسهم والامساك به وحمله ورميه على الباب بقوة أدى زجاج الباب الى جرحه وكان هزيلاً بحيث أنه نزف دم غزير وتوفى نتيجة لذلك..وحينما وصل الخبر الى صدام حسين أوعز الى رجال السفارة بأن يثأروا لهذا البعثي ويقوموا بقتل شيوعي واحد وخلال 24 ساعة وبدون تمييز ..المهم ان ينفذوا قرار القيادة ويهدروا دم شيوعي ..ونتيجة الاحداث المتأزمة قامت الشرطة البلغارية بحماية الشيوعيين وحصرتهم في أقسام داخلية محصنة خوفاً من هجومات مسلحة قد تطالهم والتزم الشيوعيين والعناصر الديمقراطية الحذر واليقضة ولكن عند الغروب إحتاج بعضهم للخبز الذي افتقدوه فتبرع الشهيد فلاح الشاب المغدور بأن يذهب بنفسه بخفة وسرعة لجلب الخبز لهم والعودة السريعة لاحد الاقسام الداخلية ولم يعلم أنهم كانوا له بالمرصاد حيث كانوا متخفين ما بين الاشجار والبنايات وحالما شاهدوا شخصاً يخرج ركضوا خلفه والسكاكين بأيديهم فقاموا بطعنه عدة مرات فارق من خلالها الحياة ولم تستطع الاسعاف التي جاءت بعد حين من انقاذه وولوا هاربين من حيث أتوا ..فعل جرمي متعمد بينما الحالة مع الشخص البعثي قضاءً وقدر ولم يسعون لقتله بل لابعاده بالقوة عنهم كونه كان مسلحاً ويهدد بطعنهم بالسكين التي كان يحملها ..وخلال هذه الاحداث قام الرئيس تيودور جيفكوف بزيارة العراق وتقديم اعتذار للقيادة العراقية وحكومتها من خلال لقاءه بصدام حسين حفاضاً على مصالحهم من جهة وحرصاً على تهدئة الوضع عموماً من جهة ثانية وتخفيف ثقل الاحداث التي حصلت مؤكداً على حماية الجميع وعدم تكرار ذلك بالوقت الذي فقد الديمقراطيون شاباً طيباً بريئاً لا يعوض , حيث كان الشهيد فلاح الصراف وهو من عائلة وطنية , حسن السمعة والسلوك وطيب المعشر لم يؤذي أحداً وهو مواليد عام 1959 أي كان في ربيعه العشريني النظر وإسمه الكامل فلاح تقي حسن الصراف الذي لم يدخل بعد المعترك السياسي لصغر سنه وبقاءه في العراق حينما اشتدت الحملة على الشيوعيين والوطنيين وجاء الى بلغاريا للسياحة وزيارة أخيه الاكبر سعد الذي كان من أحد عناصر اتحاد الطلبة العراقي بالاضافة الى كونه شيوعي معروف في ذلك الوقت ..إستشهد الشاب البريء المغدور فلاح الصراف يوم 4 ديسمبر عام 1979 وبعد ذلك تم دفنه وبتشييع مهيب من قبل الشيوعيين العراقيين والعناصر الوطنية والديمقراطية العراقية والعربية المتواجدة على الساحة البلغارية ودفن في مقبرة العاصمة صوفيا بعيداً عن وطنه وأهله وأحبته ....سيبقى يوم الرابع من كانون الاول رمزاً لقتل روح الفتوة العراقية من قبل المجرمين..المجد للشهيد الشاب البريء المغدور فلاح الصراف والعزاء لعائلته ومعارفه وأصدقاءه

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.