اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حكومة التحدي// معتصم حمادة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

حكومة التحدي

معتصم حمادة

فلسطين

 

تشكل حكومة نتنياهو تحدياً سافراً للحالة الفلسطينية بتغليبها ملفي «الخطر الإيراني» وخطر «الإرهاب الديني» على ملف التسوية السياسية.

قد يقال إن حكومة نتنياهو الجديدة، قد ولدت ولادة قيصرية. فهي هشة، وذات أغلبية ضئيلة [أغلبية الصوت الواحد] وإنه يكفي أن يتغيب أحد مؤيديها بداعي المرض، حتى تسقط في نيل الثقة في الكنيست. وقد يقال إن نتنياهو ضحى بأهم الوزارات لديه، وعلى حساب زملائه في الليكود، ليكسب تأييد حلفائه في الوسط [كحلون] واليمين المتطرف [نفتالي بينت] والمتدينين المتشددين [شاس ويهودوتهتوراه]. وقد يقال أشياء أخرى بحق هذه الحكومة، كالقولمثلاًإنها حكومة مؤقتة وطارئة، ومعرضة للسقوط في كل لحظة، لكن علينا، من الجانب الفلسطيني أن نتنبه لأمرين:

• الأول، على الصعيد الداخلي، ورغم هشاشة أغلبيتها، نجحت في إرغام الكنيست على تعديل قانون الحكومة، ورفع عدد وزرائها من 18 إلى 20وزيراً، وأربعة نواب،بما يمكن نتنياهو من إرضاء أتباعه في الليكود، وتوفير العدد الكافي من الحقائب الوزارية، لضمان الهدوء في حزبه. وإن دلل هذا الأمر على شيء فإنه يدل على قوة قبضة نتنياهو على حزبه. وقوة قبضته على ائتلافه الحكومي. بحيث انصاع الجميع لإرادته وأمتثل لقراره.

 • الثاني أنه جمع في حكومته التيارات السياسية المؤتلفة على تأجيل البت والكلام والبحث بالقضية الفلسطينية. فالهم الرئيس عند كحلون هو أن ينتزع القاعدة الانتخابية من الفئات الوسطى من تحت أقدام حزب «يش عتيد» [لابيد]. والهم الرئيس عند بينيت هو أن يستكمل مشروعه الاستيطاني في القدس والضفة الفلسطينية. والهم الرئيس عند شاس ويهودوتهتوراه، هو توفير مستلزمات ضخ الحياة في مشاريعهما الدينية الاجتماعية، وتمويل مؤسساتهما، ومعالجة علاقة الفئات المتدينة مع الأجهزة والإدارات، بما في ذلك الخدمة في الجيش والمؤسسة الأمنية. والمعلومات المتوفرة أن هذين الحزبين نالا من الوعود من نتنياهو ما يكفي لطمأنة جمهورهما بأن القادم من الأيام سيحمل في طياته المزيد من السعادة للمتدينين. ونعتقد أن هموم كحلون في تطلعه نحو الفئات الوسطى، وهموم بينيت في تطلعه نحو توسيع الاستيطان، لا تزعج نتنياهو، بل هي تصب في خدمة مشروعه، الداعي إلى حسم هوية إسرائيل [بعد هذا العمر الطويل من ولادتها!] باعتبارها دولة دينية، دولة يهودية، مع شيء من التزين بالديمقراطية القائمة على مبادئ التمييز العنصري والديني، واحتقار الأخر، ومعاداته؛

***

ما يهمنا نحن الفلسطينيين، في برنامج الحكومة، إلى جانب ملامحه الاقتصادية والاجتماعية والعنصرية، هو موقفها من القضية الفلسطينية ونستعير من زعيم المعارضة الصهيونية اسحق هرتسوغ تأكيده أن برنامج نتنياهو الانتخابي، واتفاقيات تحالفاته مع أحزاب حكومته الجديدة، تجاهل القضية الفلسطينية [إلا في جانب واحد هو الاستيطان]، وتجاهل العملية السياسية، وكأن نتنياهو هو من طوى صفحة المفاوضات، وليس الجانب الفلسطيني. وكأن نتنياهو، قد وصل في مفاوضاته إلى قناعة باستحالة الوصول إلى حل مع الجانب الفلسطيني، لذلك أطلق صرخته التي أرعبت واشنطن منادياً بأنه فقد الثقة في «حل الدولتين»،وأن هذا الحل لم يعد يساوي بالنسبة له شيئاً يذكر، وأن عليه الاهتمام بالقضايا الأكثر أهمية.

• وهي المشروع النووي الإيراني، متهماً واشنطن بالتراخي في معالجة هذا الملف الأكثر خطورة على إسرائيل ـ كما يقول نتنياهو ـ

• وهي أيضاً الإرهاب الديني في المنطقة، حيث تشتعل الحروب الإقليمية والدولية ضده في أكثر من مكان [لبنان، سوريا، العراق، الجزائر، تونس، المغرب، اليمن...] مقدماً نفسه بإعتباره شريكاً في هذا التحالف، ليس ضد الإرهاب فقط، بل والأهم في مواجهة «خطر المشروع الإيراني النووي». ونعتقد أن مثل هذه العناوين الكبرى، في اهتمامات نتنياهو الإقليمية هي التي سوف توجه سياسته الخارجية. وهو ما يضع الحالة الفلسطينية أمام حكومة إسرائيلية، «هشة من حيث الأغلبية البرلمانية»، لكنها في الوقت نفسه تشكل تحدياً سياسياً يجب ألا نقلل من شأنه.

***

التحدي السياسي الإسرائيلي، متمثلاً في الحكومة الجديدة، يمكن قراءته من أكثر من زاوية.

• الأولى أنه لا يتجاهل القضية الفلسطينية بشكل كامل، بل يمارس نحوها سياسة «ثعلبية» تشبه سياسته في الشأن الداخلي. فإلى جانب رفضه أي حل يستجيب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني كما تقرها قرارات الشرعية الدولية، ورفضه «الحلول البديلة» كما تطرحها الولايات المتحدة كـ«حل للدولتين»، فإنه لا يتردد في اللعب على الانقسام الفلسطيني، ليحوله إلى «انفصال دائم» من خلال دغدغة أحلام «الإمارة » في قطاع غزة، عبر «دردشات» يجريها مع حماس، عبر وفود، تتطوع لنقل الرسائل المتبادلة. ويبدو أن نتنياهو أدرك أن حماس استمرأت هذه اللعبة، فتابعها إلى النهاية، لعل في هذه النهاية ما يخدم مشروعه القائم على معاداه المشروع الوطني الفلسطيني، وإحياء، بدلاً منه، مشاريع لاتملك من حظها في الحياة سوى دقائق، لكن خطورتها أنها تشكل التفافاً على الحالة الفلسطينية وتطويقاً لها وحصاراً لمشاريعها الوطنية.

• الثانية أنه لا يعتبر القضية الفلسطينية مدخله الوحيد إلى الحالة العربية الإقليمية. وبالتالي لم تعد مبادرة «السلام العربية» بكل ما فيها تنازلات جسيمة عن حق العودة، هي المدخل الوحيد، نحو كسب «صداقة» منظومة عربية إقليمية معينة، فهناك مدخل بديل أول، يتمثل كما أوضحنا في «المشروع النووي الإيراني» الذي يراه خطراً عليه لا يمكن رده إلا بتدمير منشآته، وهناك كذلك «الخطر الإيراني» نفسه، كما تراه بعض العواصم العربية، ما يوفر نتنياهو «تقاطعات وقواسم مشتركة» مع أكثر من عاصمة عربية،إتقاء لمثل هذه «المخاطر». ونعتقد أن المنطقة تشهد من تحت الطاولات مشاورات ودردشات إسرائيلية ـــ عربية، مثلها مثل الدردشة بينها وبين حماس، تتناول هذه الملفات، وتبحث عن السبل الضرورية لتحويل هذه التقاطعات والقواسم المشتركة إلى سياسات حية وذات فعالية.وإذا كانت الوفود الأجنبية،كفيلة بإدارة الدردشة الضرورية بين حماس وإسرائيل فإن العديد من الوفود المماثلة جاهز لمثل هذه الدردشات بين تل أبيب وأكثر من عاصمة عربية.

وهناك كذلك ملف «الإرهاب الديني»، ونعتقد أن التنسيق الأميركي للجهود الإقليمية، العربية، الإيرانية، التركية، يشمل من ضمن ما يشمل «الدور الإسرائيلي».

خلاصة القول، تقف الحالة الفلسطينية أمام سياسات إسرائيلية،تحاول أن تتجاوز الحلقة الفلسطينية، نحو حلقات إقليمية، تتغطى بها، في استكمال مشروعها الاستيطاني، القاتل للمشروع الوطني الفلسطيني.

كيف الرد على ذلك؟ هنا التحدي.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.