كـتـاب ألموقع

من عشاق اللغة العربية البروفسور الصربي د. رادى بوجوفيتش// جعفر عبد المهدي صاحب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جعفر عبد المهدي صاحب

 عرض صفحة الكاتب 

من عشاق اللغة العربية البروفسور الصربي د. رادى بوجوفيتش

جعفر عبد المهدي صاحب

أوسلو – مملكة النرويج

 

قبل أسبوع خرجت من المستشفى بعد إجراء عملية جراحية على ساقي الأيسر، فقد مضت حوالي عشرة أيام حالت دون اتصالي بأستاذ اللغة العربية الدكتور رادى بوجوفيتش، صديق العرب وصديق العراق وصديقي شخصياً، للاستفسار عن حالته الصحية بعد اصابته بوعكة صحية. أتصلت به هاتفياً فلم يرد على مكالمتي، واتصلت على رقمه العادي (مكالمة غير مجانية) فل يرد. أخذت أضرب أخماساً بأسداسِ لمعرفة حالة صديقنا العزيز. وأصبحت أقلّب صفحات الانترنيت الصربية، فظهرت أمامي مئات المقالات المتعلقة بالدكتور بوجوفيتش. ومن جملة ما قرأت موضوع تحت عنوان (البروفسور رادى بوجوفيتش أفضل أستاذ جامعي في العالم) بقلم ساشا ميليفويف والذي يبدو أنه أحد تلاميذه .

 

لعل هذا العنوان غريباً، في إطلاق النعت المطلق لمفهوم الأفضلية. ولكن هكذا وجدته منشوراً على أحدى صفحات المجلات اللألكترونية الصربية.

 

يفتتح السيد ميليفويف منشوره بالقول، أن الدكتور رادى بوجوفيتش معروف لدى الناس الذين تشرفوا بلقائه، حتى أولئك الذين لم يدرسهم اللغة العربية في الجامعة، فهو في عيونهم  هو أكثر بكثير من مجرد "أستاذ" ، بل إنه أستاذ الأساتذة.

 

الأستاذ الجامعي لا يعني كونه أستاذاً حصل على درجة علمية وعمل في مكان ما مقابل راتب حتى بلغ سن التقاعد ،بل يعني يجب أن يكون  مصمماً على تكريس كامل حياته للعمل بكل قوة وبلا توقف دون كلل أو ملل. إنها مهنة إنسانية ، مهنة مقدسة. إذا لم يكن الأستاذ شخصية  رصينة علمياً وفاعلة، فلا يمكن أن يكون أستاذاً ناجحاً. فالدكتور بوجوفيتش يتمتع بتلك الصفات الفريدة التي جعلته  أستاذاً مميزاً محباً لصنعته، فهو كاتب ذو قلم ذهبي في تأليف الكتب وكتابة المقالات والأوراق البحثية، وشاعر فذ يحسن صياغة ونظم الشعر.

 

يؤمن الدكتور بوجوفيتش بأن  هدف الأستاذية هو التأثير في المحيط الاجتماعي من أجل  أن يصبح العالم الذي أمامه أفضل وأجمل وأكثر إنسانية ، وأن ينتقل هذا الهدف إلى الأجيال الجديدة من الأساتذة. أمامنا اليوم أسماء كبيرة، ضمن المجتمع الأكاديمي الصربي، وشهاداتهم العليا تحمل توقيعه.

 

 الدكتور بوجوفيتش حصل على لقب أستاذ فخري قضى حياته العملية بأكملها في كلية فقه اللغة في جامعة بلغراد. وعندما  نقرأ سيرته الذاتية والببليوغرافية - سنفهم سبب صعوبة الحصول على لقب فخري Emeritus ) يقابله في العراق لقب أستاذ متمرس( ، وهو اللقب الذي يمتلكه عدد قليل جدًا من أساتذة الجامعات.

 

الدكتور رادي بوجوفيتش في سطور:

ولد د. بوجوفيتش في بلدة زمايفو  Zmajevo  في 31 أغسطس 1938. يعيش في بلغراد ويتعامل مع العالم العربي والأدب الفارسي. رادي بوزوفيتش عالم   وكاتب وشاعر خلّاق وصحفي ماهر وناشر وكاتب عمود - إنه دبلوماسي ومحلل سياسي مقتدر، فهو شخصية محترمة حتى اليوم في جميع السفارات الأجنبية ، حيث ينحني له الدبلوماسيون الأصغر سنًا عندما يقف على السجادة الحمراء - وهذا ما يشهده الصحفيون والشعراء الذين التقوا به في حفلات الاستقبال.

 

شغل عدة مرات منصب رئيس قسم الدراسات الشرقية ونائب عميد وعميد كلية فقه اللغة. وهو عضو في جمعية أمناء المكتبات في صربيا وجمعية المترجمين الأدبيين في صربيا.  وهومعروف في العالم العربي ، حافظ على اتصالاته بأبرز الكتاب العرب في القرن العشرين (عبد الوهاب البياتي وآخرون). كان عضوًا في الجمعية العلمية التونسية منذ تأسيسها (1982) ، وهي اليوم مؤسسة تُعرف باسم بيت الحكمة. كان مشاركاً نشطاً في التجمعات الأدبية والعلمية في الشرق الأوسط ، وخاصة تجمع الشعراء العرب في مهرجان المربد في العراق.

 

 تناول الدكتور بوجوفيتش نظرية الإبداع الملحمي. خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، نُشر عنه عدد كبير من المقابلات في العالم العربي. وقام هو بنشر أكثر من 200 دراسة وترجمة باللغتين الصربية والعربية ، 26 كتاباً واحداً منها باللغة العربية (حوار الثقافات ، ليبيا ، 2001).

كان مؤسساً ورئيساً للعديد من جمعيات الصداقة، منها جمعية الصداقة العراقية الصربية.

 

تعاون ككاتب مقتدر مع جميع الصحف الصربية الكبرى مثل Politika و Borba و Književne novine و NIN. كان ضيفاً على معظم المحطات الفضائية الصربية.  ونشر أعمدة في العديد من المواقع الإلكترونية. نشر الدراسات التي كتبها باللغة العربية في أشهر وسائل الإعلام العربية ، وكذلك ترجمات الشعر اليوغوسلافي والصربي المعاصر.

 

تخرج عام 1962 من قسم الدراسات الشرقية قسم اللغة العربية بكلية فقه اللغة بجامعة بلغراد. حصل على درجة الماجستير في موضوع "التشاؤم في شعر بدر شاكر السياب" ") ، وأطروحته للدكتوراه منطق اللغة   بعنوان "العرب في الشعر الشعبي الشفهي باللغة الصربية ". (نُشرت عام 1977) ، ووجدت الأطروحة مكاناً مميزاً في كتاب تاريخ الأدب الصربي للكتاب والمؤرخ المعروف يوفان ديريتش.

الجوائز التي حصل عليها:

2019 -  درع السلك الدبلوماسي العربي لدوره المميز في نشر الثقافة العربية واللغة العربية.

2018 -  درع رابطة كتاب صربيا.

1997 -  جائزة جريدة بوربا  لأفضل الأعمدة المنشورة.

1985 -  خاتم  بايدل الذهبي للترجمة.

كتبه المنشورة:

العرب في الأغاني الشعبية الشفوية، باللغة الصربية 1977.

مختارات من شعر المشرق والمغرب ، بغداد ، كروشيفاتس ، 1981.

قواعد اللغة العربية (ثلاث طبعات 1984).

 في حضني تفاحة ذهبية ، 1985.

مختارات من القصص العربية القصيرة ، بغدالا ، جريدة الأطفال ، كروشيفاتش - دونيي ميلانوفاتس، 1986.

إنها بريئة ، إنها خطيئة (مختارات من كلمات الحب العربية ، طبعتان) ، الطبعة الثانية نارودنا كنيغا ، بلغراد ، 2000 ،

قاموس صربي-عربي ، مع S.Vidaković، 2000.

نحوحوار ثقافي، طرابلس 2001.

شعر فلسطين (طبعتان) الطبعة الثانية نارودنا كنيغا بلغراد 2002.

الإسلام والعرب (الله والإنسان).

 انسكلوبيديا الإسلام (بالاشتراك مع ف. سيميتش ، طبعتان) ،

زئير الأسد (تاريخ الثقافة الإنجليزية) ، 2008.

المعجم الإسلامي (مع فويسلاف سيميتش) ، بلغراد ، 2010.

العين تسمع ، الأذن ترى ، الجمعية الإسلامية ، بلغراد ، 2012.

إسلام مضطهد، بالاشتراك مع M.Teodosijević و IE Kostić ، الجريدة الرسمية ، بلغراد ، 2013.

تاريخ الأدب العربي الكلاسيكي والفلكلوري (من القرن السادس إلى القرن الرابع عشر) ، بلغراد ، 2013.

القوة الإبداعية للغة الإنجليزية ، (التاريخ الثقافي) ، مركز المؤلفات الأكاديمية ، شاباتس 2015.

نهج الإسلام ، الجريدة الرسمية ، بلغراد، 2015

حديقة العقل الرائع (العقل الشرقي على طريق الخلود) ، معهد نشر الكتب المدرسية ، بلغراد2016.

حكايات وقصص عربية قديمة، معهد نشر الكتب المدرسية ، بلغراد ، 2016.

 

هذا هو صديقنا البروفسور رادى بوجوفيتش، رغم الظروف السياسية التي شهدتها بلاده فأنه بقي ثابتاً على نهجه العلمي والاجتماعي ولم يبدل جلده كما فعل الكثيرون من الأكاديميين وعامة الناس.  رجل كهذا يفرض احترامه وتقديره فرضاً. نتمنى له الصحة والسلامة وطول العمر.