اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• علاوي: جنرال من ذلك الزمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن حاتم المذكور

مقالات اخرى للكاتب

علاوي: جنرال من ذلك الزمان

 

عام 2003 مزق الأعصار الأمريكي سفينة النظام البعثي وشتت طاقمها , فكان نصيب الشواطيء العراقية الأسوأ مما جلبته امواج العملية السياسية .

 

العراق الجريح بأكثر من اربعة عقود من المظالم البعثية , اصبح نقطة ضعف بالنسبة للطامعين في ابتلاعه , غير ان الكارثة غصت بصبر العراقيين وتماسكهم وصدق ولائهم لوطنهم .

 

الجنرال القديم , الذي دفعته الصراعات الداخلية خارج السفينة الأم , عاد بعد السقوط متسللاً عبر ثقوب الأختراقات الدولية والأقليمية , مرتدياً جلباب المعارضة المصنعة , معبأً بأوهام جافة , حالماً ان يسمح له العراق ــ الذي خرج تواً من قمقم شمولية البعث ــ

 

 ان يستنسخ له قائداً ضرورة من داخل مشاجب التالف من الطغم البعثية .

 

الدكتور اياد علاوي , الذي تشكلت شخصيته السياسية والأجتماعية والأخلاقية , وفرضت من قبل هجين الأختراقات الأستخباراتية على الواقع العراقي الجديد , ظل عاجزاً عن ان يصنع المعجزة من مادة المستحيل , فزيادة انتفاخه لايعطي وزناً حقيقياً على ارضية المتغيرات , ومع ان العراق بأمس الحاجة الى ضروراته الوطنية , فالدكتور علاوي قد فقد ضرورته لذاته واصبح غير مؤهلاً لدور آخر على صعيد الحراك الوطني , خاصة وان العراق الجديد , لايليق به ارتداء المستهلكات البعثية .

 

ليس لدينا ثمة اشكالية شخصية مع الدكتور اياد علاوي , لكننا كمواطنين عراقيين , نفسر الأشارات التي تصدر عنه مرتبطة بماضيه الشباطي غير النزيه , على ان الرجل , هو واحد من بين الجنرلات التي تطارد نفسها بأوهام الخاطف من البيانات الأنقلابية  , اراد ان يتجاوز ظله وان يرى صغره اكبر من الدولة وفوق السلطات والدستور والقانون , فأقترحوا علية مصنعوه , بدعة ان يكون الرئيس الضرورة للمجلس الأعلى للسياسات الأستراتيجية السياسية والأقتصادية محلياً وخارجياً , صدق الأمر, وقبل ان يختفي داخل انتفاخات غروره وهلوسته عن العلمانية والليبرالية والديمقراطية وافتعال حرصه على العراق من اخطار الطائفية والدكتاتورية وامور اخرى فقدت مصداقيتها داخل الشارع العراقي , ايقضته متغيرات الحراك الوطني على هامشية دوره متسكعاً على ارصفة المستهلك من الدسائس .

 

الجنرال الآخير فقد تماماً ريش ملائمته وانسجامه مع الواقع الجديد , وبعد ان ابتعلت الفضائح اغلب رفاقه من جنرالات الوحدة والحرية والأشترالكية , عاد يتعكز على اتفاق اربيل ليتسلل من ثقوب مضمونه الى القادم من مشاريعه , فكانت الدعوة إلى المؤتمر الوطني لإنقاذ بقاياه في العملية السياسية , لكن يبدو ان هناك من يحسن التعامل معه والأمساك بذيله ليبقيه معلقاً بين حافتي النهاية .

 

عندما يصبح الجنرال الأخير واطيء مقعد , يذكره الناس بتفصيلات مرحلته , فالجنرالات البعثية , وبعد ان انهكتها فضائحها وجرائمها وعزلتها الخانقة , لا مفر لها من ان تواجه حقيقتها , فجميعهم يشتركون ـــ كعملاء خونة ـــ في الجرائم التي ارتكبوها , ابتداءً من مجازر انقلابهم الأسود على الحكم الوطني للزعيم الخالد عبد الكريم قاسم , مروراً بمسلسل البشاعات والحروب والحصارات واجتثاث المكونات وانهيارات السيادة الوطنية وتدمير البيئة التاريخية واشاعة مظاهر الخوف والرعب , ذكريات مرحلة مظلمة , من الأبتذال الترحم عليها او محاولة المقارنة معها .

 

الجنرال الأخير , يحاول عبثاً ان يخدش وجه العراق بتفجيرات مفخخاته ولاسقاته وعبواته واحزمته الناسفة , محاولاً ان يفرض المستحيل مشروعاً طائفياً عرقياً مدمراً, انه الآن يعرض نفسه حالة سياسية اجتماعية مؤذية , رقعة مستهلكة لاتصلح لعراق لا يرتدي الا الجديد .

 

نصيحتنا للدكتور اياد علاوي , والتي قد تساعده في ايجاد مخرجاً من الحالة المضنية لأعادة اجترار ما لايعنيه من المفردات والمصطلحات  والمناورات والأستشارات وتوافه شخبطات الوعيد , تلك التي اصبحت مرفوضة محلياً وغير مغرية خارجياً , صحيح انها قد تؤثر سلباً في الحالة العراقية , لكنها غير قادرة على قلب قطار التقدم او ايقاف مسيرة الأصلاح والتغيير , فالطريق التي يمكن للدكتور علاوي ان يسلكها بغية اصلاح نفسه وتجاوز مأزقه يمكن تلخصها بما يلي :

 

1 ـــ يجب ان يقتنع على ان العراق , ومهما كانت شراسة الأرهاب وقسوة تمدد ظاهرة الفساد واشياء اخرى مؤذية , فعودته الى الوراء اصبحت من المستحيلات , وليس بأستطاعة المستهلك من الجنرالات البعثية ان تقلب الواقع على ضروراته .

 

2 ـــ ان يخرج من شرنقة غروره ويبتعد عن اي شكل من اشكال النشاط السياسي ويتجنب الظهور امام وسائل الأعلام , والأفضل ان لا يكون مكوثه الدائم في احدى العواصم العربية او تركيا ’ يرافق ذلك ان يغتسل من داخله ليتمكن من ازالة ما تعلق به من مخلفات العقائد العفلقية , وان لايمد يده ثانية ويرفض الأيادي التي تمتد اليه , ففعل الدعم المشروط قد يعيد تدمير شخصيته .

 

3  ـــ ان يبعث رسالة مفتوحة الى الشعب العراقي , يعتذر فيها عن اخطاء وذنوب واشياء اخرى ارتكبها , فتلك اجراءات استباقية قد تجد لـه شفاعة عند العراقيين حتى لا ينتهي به الأمر الى ذات المصير الذي انتهى اليه الجنرال طارق الهاشمي .

 

4  ـــ ان يدرك يقيناً , على ان القائم من المبادرات والأتفاقات والدعوات الى مؤتمرات تصالحية , انها عندما تخرج من جوف بعض الكتل الطائفية والقومية , تكون محشوة بالنوايا السيئة ومهما كانت مصادرها , داخلية او خارجية ,فلا علاقة لها بالمصير العراقي , انها تناطح بعضها وتتناطح مع صخرة الواقع العراقي الجديد , وان اياد علاوي , كأخر جنرال من ذلك الزمن , كان اول من تكسرت قرونه , وستتهاوا عاجلاً قرون اخرى , وليعلم ايضاً , ان استعادة مصداقيته في الشارع العراقي , تحتاج الى تجبير الكسور التي سببتها تصرفاته للذاكرة العراقية , قد يكون الأمر جرحاً في غروره اوثقباً في انتفاخه , لكنه لا يملك خيارات افضل تجنبه اسوأ الأحتمالات .

 

11 / 02 / 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.