اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• هجين البعث والسلطة -//- حسن حاتم المذكور

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن حاتم المذكور

مقالات اخرى للكاتب

هجين البعث والسلطة

مسؤولون كبار , يحاولون وهماً ان يتضاحكوا على ذقن المواطن العراقي , على ان بينهم وبين البعث كسر عظم لا يجبر , وتاخذ عنترياتهم مشواراً من المزايدات المفتعلة , ومكاتبهم مؤثثة بأعضاء فرق الزمن البعثي , قناعاتهم الساذجة , على انهم نجحوا في تمرير ذات الفصل من السرحية المملة , تصطدم الآن بسخرية المواطن على حجم السذاجة التي تلفهم , وهو يبسق معاناته على كامل صورتهم .

يقول المثل " خابر لو متلمس " اي سمعت الأمر خبراً ام عشته ولمسته حدثاً ؟, المواطن الذي يتلمس البعث في كل زاوية من حياته اليومية , يصمت ضاحكاً على ذقن الحالة العراقية , تؤرخ رزنامة معاناته رموز سلطة اللاقرار مروا تاركين جراحاً غائرة في المستقبل العراقي , وهو على قناعة , سينتهي بهم الأمر بقايا اثار مرحلة استهلكت بريق اسمائهم وتواريخ احزابهم وكياناتهم رغم محاولاتهم الهروب منها بأفتعال اسماء وواجهات جديدة , استهلكت هي الآخرى عبر سنوات قلائل , ولن يتبقى امامهم الا لعبة افتعال الأزمات وترك المواطن مختنقاً داخلها فاقد الرشد والبصيرة يبحث عن قضيتة في غير مكانها .

ربوتات المنطقة الخضراء , المبرمجة المندمجة هجيناً مع البعث تمارس الآن , بقسوة وعبثية تمزيق الهوية المشتركة للضحايا .

العراق المتنازع عليه دولياً واقليمياً ومحلياً , تصدر الى داخله ازمات واسباب فتن عبر شبكة اختراقات واسعة, طريقها معبدة بمليارات الدولارات , ثمناً لتفريخ العديد من كيانات الأستعمال المحلي .

البيئة العراقية التي كانت يوماً جميلة بمكوناتها ووحدة هويتها , اصبحت الآن موبؤة بأعراض الكارثة , فالصراعات الخارجية , استوردت واصبحت حالة ( ظاهرة ) عراقية تمارس فعلها في تمزيق وتدمير السلم العراقي , انتزعت من المجتمع هوية الأخوة والتضامن واستبدلتها بأخرى ملونة بأسباب الفرقة والكراهية والأحقاد .

وسط بيئة الأزمات , المفتعلة بمجملها , المميزة بوفرة اسبابها ومضمون حراكها البعثي , يتم قتل السلم الأجتماعي وتاريخ المحبة وحضارة التآخي والبناء, تتصدرها لعنة الطائفي القومي , شاهد زور على جريمة تقطيع اوصال الوطن والسمسرة على اجزاءه .

مسلسل الأزمات سوف لن يصل الى نهايته , ما دام هناك احتياط لا ينضب من منابع اسباب الفتن والفرقة والكراهية تحت تصرف سماسرة المرحلة , وبعد ان يحصد هجين السلطة , مكاسب المشتعل , ويتجاوز رماد الحاضر العراقي , يرمي عود الأشتعال على الجاهز من وقود الأزمة القادمة . واخرها وليس نهايتها , ازمة الأحتكاكات والتهديد بالأقتتال حول ( المتنازع عليها !!! ) بين المركز والأقليم عبر قوات دجلة والوية البيشمركه , والتي لا تتجاوز اهدافها الملحة بعض النقاط الأنتخابية التي سيحققها القادة هنا وهناك , وسائل تغلف نوايا وغايات المضمون البعثي , الذي يشكل القسم الأكبر والأكثر دهاء وفعالية من داخل هجين السلطة , النتائج المآساوية ستكون دائماً على حساب توتر ومعاناة ولـد الخايبة من كادحي العرب والكود ومواطني المكونات الأخرى .

الوعود والتصريحات النارية من داخل تلك البيئة الموبؤة , حول مخرج تقديم الأنتخابات او حكومة الأغلبية البرلمانية او غيرها , لم تخرج عن اطار اللعبة المشتركة , فقاعات اعلامية لأهداف انتخابية لا تصمد امام واقع الحراك من داخل المنطقة الخضراء , محاولة قد لا تحقق كامل اهدافها في جعل المواطن العراقي ينتحر بصوته مرة اخرى , لكنها الآن افضل اوراق لعبة الهجين .

اندماج البعث بكيانات السلطة ومؤسساتها , اصبح هجين اصيل فوق الشبهات والتأويلات , يغص بحقيقته الأعلام الحكومي وتضليلات المتورطين ومغالطات المسؤولين , المواطن وحده يتحسسها ويعيشها ويدفع ضريبتها .

سؤال مشروع يواجه البعض بمنتهى الوجع . لماذا تلك المواقف السلبية ( والمشينة حد اللعنة ) التي تقفها كامل اطراف حكومة المصالحة والمشاركة , والتي تمتلك الأحزاب الأسلامية القومية قوة القرار فيها , من ملايين الضحايا التي تركها نظام البعث بدأً من انقلاب 08 / شباط / 63 الدموي وحتى 2003 , ومحاولة تطويق ومحاصرة اكثر من اربعة ملايين عراقية وعراقي داخل المهجر والترفع عن مصالحتهم وتعويضهم واعادة حقوقهم وما هدر من كرامتهم وادميتهم , في حين فتحت الأبواب لأستقبال وايواء الزمر البعثية متأبطة اخطر الأنتحاريين والأرهابيين , حتى نقلت الأخبار اخيراً ( ولا يمكن تكذيب الأمر في الحالة العراقية الراهنة ) على ان عزة الدوري قد دخل العراق ثم غادر بعد ان ترك خلفه اتصالات واتفاقات وتعهدات , لماذا لا ؟ ومن يمثله يشكل الآن مع معارضي الأمس كامل هجين حكومة الشراكة الوطنية !!! ؟؟.

الأربعة ملايين من ضحايا النظام البعثي في الخارج , بينهم الاف الكوادر العلمية والمعرفية , لا زالت ضمائرهم وتقاليدهم مشبعة بالقيم الوطنية لمشروع ثورة 14 / تموز / 1958 , يفكروا ويتعاملوا بصدق وامانة مع قضايا وطنهم وحاجات شعبهم , هذا القطاع التربوي المميز بالأستقامة والكفاءة والنزاهة , سيصطدم حتماً بفساد بيئة نظام التحاصص الذي تشكلت منه حكومة الشراكة وعلى اساسه نشاءت الدولة العراقية مشوهة ضعيفة .

ملخص الأمر : ان البعث , بسوابقه ودمويته والشرير من غاياته واساليب غدره , هو الأقرب اجتماعياً وعقائدياً وايديولوجياً وسياسياً الى الأحزاب والكتل الأسلامية والقومية الحاكمة الآن , وتشكل المواقف العدائية والدموية في اغلب الأحيان من الوطنية العراقية ومشروعها العراقي القاسم المشترك بينها تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً, وهذا هو جوهر المأزق العراق الذي سيتواصل معاناة عراقية .

24 / 11 / 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.