اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

اللعب على حبال المرحلة// حسن حاتم المذكور

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

اللعب على حبال المرحلة

حسن حاتم المذكور

 

مرحلة سوداء, امتداد لمرحلة بعثية اكثر سواداً, يلعب على حبالها المتدربون حديثاً من بهلوانيي العملية السياسية, محكومين بشروط مهماتهم, لهذا يفضلون ان يبقى المتفرج مكبوساً داخل قاعات العرض المشترك, تقدم له عبر فضائيات ووسائل اعلام اخرى ما هو جاهز او مكتشف من احدث ما تنتجه مخيلة السماحات والفخامات والسعادات من مستحضرات التخدير الشامل, حتى لا يستيقظ الجمهور العراقي ليجد نفسه وحده الملعوب فيه وعليه, ويدرك ابعاد اللعبة واللاعبين وهم ذاتهم لملوم حكومة الشراكة, الذين اجتمعوا حول طاولات الوقيعة المستديره والمستطيلة ووقعوا على مواثيق شرف خيانات بعضهم, وهم ذاتهم اللذين شاخت سمعتهم من داخل حكومات التصالح والتوافق والتحاصص, ثم يغادر بهلوانيات العرض, مما يضطر اصحاب السيرك ومموليه الى تغيير الوجوه والغاء الأدوار ثم تعويضها بما هو تحت الطلب في مشاجب السفالة.

اللعب على حبال المرحلة وتبادل الأدوار وخلط الأوراق, اكتسبت قدر كبير من السرية والغموض ومهنية الأغراء, جعلت الجمهور مجذوباً بمغناطيسية الرعب والخوف على نفسه والأنشطار عن ذاته مشحوناً برغبة التنكيل بالشقيق الآخر, وبحبر دمائه مرسوم له حدود جغرافية الأحقاد والكراهية وشهوات الألغاء والأجتثاث, هذا الموعد البائس مع القدر يتم من خارج حدود الأنتماء الوطني وبالضد من هوية المشتركات, هنا تكون الأنشطارات فاجعة والأنقسامات اكثر فضاعة, واصبح استذكار هوية المواطنة وعراقية الأنتماء, خطوط حمراء مكهربة بالمشرعنات وفرية الهذيان من خارج مربط القطيع المدجن.

زمر اللاعبين على الحبال, تميزهم روائح التبعية ومفردات التخلف وادلجات عابرة التاريخ وتراكمات احقاد وكراهية منغلقة, افرغت ضمائرهم من جينات التراث الوطني وتقاليد العلاقات الأجتماعية الحميدة والقيم الأنسانية لثقافة المحبة والتآخي ورغبة التعايش السلمي.

العراق ومثلما هو غني بثرواته وحضاراته وعراقة تاريخه, غني ايضاً بزمر الفساد والمغامرات الدموية, هناك دائماً جيوش ومليشيات وتيارات نصف نائمة, هناك القاعدة وداعش وشبكات استخباراتية لدول مجاورة, هناك احزاب اسلامية تقاتل العقل وتطارد الوعي بأقدم واحدث مستحضرات الأستخراف الشامل, رموز ومؤسسات فساد تبتلع الدولة وتذل المجتمع, تستطيع ان تسقط حكومة او تشعل فتنة, الآن وحتى المواجهات بين فصائل الأرهاب والقوات المسلحة العراقية, ورغم دعمنا المطلق للحق العراقي الذي يمثله الجيش وابناء الأنبار في الموجهات الراهنة, تبقى المخاوف مشروعة, مصحوبة بالدعاء لتجنب العراقيين شرور الأحتمالات غير السارة, عندما يكشف الواقع عاجلاً, على ان الأمر لا يتعدى كونه فصول اضافية لسيرك ( وطني !!! )  يلعب على حبال المرحلة, تم توقيت ادواره قبل الأنتخابات بأشهر قليلة, لتكون سبباً مقنعاً لضرورة استمرار اطراف حكومة الفساد الراهنة تمارس بهلوانياتها لأربعة سنوات قادمة, فرصة اضافية لأكمال مشروع اقلمة العراق ثم تقسيمه جغرافيات سهلة الأبتلاع اقليمياً ودولياً, هذا اذا سمحت امريكا في ان يتجاوز مشروع التقسيم القائم على الأرض فعلاً  حدود الأعلان عنه رسمياً, حيث يناسبها ان يبقى العراق معلقاً بحبل مهالكه.

امريكا, التي سمح مشروعها بأقامة حدود المواجهات المؤجلة حول المتنازع عليها بين المكونات العراقية, نقاط احتكاك معلقة لا يمكن تجاوز خطوطها الحمراء, وضبط ايقاع المفتعل من الصراعات حتى لا تخرج عن اطار الفوضى الخلاقة التي اعتمدتها وصنعت رموزها الطائفية والقومية منذ 2003.

افتتاح السيرك يسبق دائماً مشاريع حان قطافها, بتوقيت غريب وادوار اغرب  يمثل اللاعبون ادوارهم بأنفعالية ومفاجئات مباغتة, من كتب السيناريو ومن جمع ودرب كل تلك المجاميع المتحركة ؟؟؟, القاعدة وداعش والبعث الصدامي, ترتدي كل الوان الطائفية, اعتصامات سلمية المفخخات ذات مطاليب مشروعة الراجمات والمضادات, مجالس عسكرية لتصدير الموت العراقي, يقابلها استنفار استفزازي لا يقل طائفية عن الشقيق الآخر لوجه العملة, حكومة شراكة تتراشق بأتهامات التسقيط ثم تتوافق وتتحاصص من داخل المنطقة الخضراء, ومن خارجها يتواصل نزيف ومعاناة الأبرياء.

الأغرب والأكثر فاجعية, وعلى ذات حبال الوجع العراقي, فرق عريقة باللعب على الحبال, تعيد الآن تمثيل ادوارها التاريخية بكل زخم بداوة وجاهلية وتخلف بهلوانيات الأرتزاق والغدر الجهادي, ادوار مؤجلة الكوارث, مرة بأسم الصحوات واخرى مجالس الأسناد, ومؤتمرات برعاية ودعم جنرالات الأيمان, وبأسم عشائر الدولة او دولة العشائر, يتم اجتثاث آخـر مظاهر الحياة المدنية للمجتمع العراقي, انه الكارثة تعلن عن نفسها عبر التحالف المصيري بين النظام العشائري والأنغلاق الأيديولوجي للمؤسسة الدينية.

 

اللعب على حبال المرحلة, اتسعت رقعته, مخدرات لمسخ الشخصية العراقية  جعلت المواطن متعطشاً لرؤية حالته المثيرة للضحك والسخرية, ليأخذ قسطه الطائفي كضحية ادمنت الأيمان بالعلاقة الروحية والمادية بين رقبة وعيه وسكين شعودة الأستئصال .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.